لم تتخل المملكة عن الشعب القطري منذ اندلاع الأزمة القطرية، وإعلان الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، بسبب التدخلات الفجة للحكومة القطرية في شؤون دول المنطقة، ومحاولاتها المتكررة لزعزعة الأمن فيها.
وأكَّد البيان السعودي يوم الأحد الموافق 11 يونيو 2017، أن «الشعب القطري هو امتداد طبيعي وأصيل لإخوانه في المملكة وجزء من أرومتها»، فعندما يقول العرب «طيَّب الأرومة»، يقصدون شريف النسب، كما أن الأرومة هي ما بقي منها في الأرض بعد القطع، وتقول العرب: فلان طيب الأصل، أي أنه كريم الأصل.
وبعد مضي أشهر قليلة، حملت بين طيَّاتها محاولات متكررة من الحكومة القطرية في تضليل الرأي العام القطري، وادعاء المظلومية، في أن المملكة العربية السعودية منعت القطريين من الحج، وحاولت المطالبة بتسييس الحج، مستعيرة بذلك أسطوانة إيرانية، لكنَّ الرد السعودي على لسان وزير الخارجية عادل الجبير، أن هذه المطالبات تعدَّ «إعلان حرب»، دفع وزير الخاجية القطري إلى النفي، مؤكداً تخبَّط السياسية القطرية إذ امتازت بـ«النفي» في كل مرة، وتكذيب مسؤوليها.
وفي فجر 17 أغسطس 2017، استقبل نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان، ابن حاكم قطر الأسبق عبدالله بن علي بن عبدالله آل ثاني في مدينة جدة، إذ استمع الشقيق إلى شقيقه، قابلاً وساطته في فتح منفذ سلوى أمام الحجاج القطريين، والذين كان بإمكانهم الحج عبر المنافذ الجوية.
فأمر خادم الحرمين الشريفين بتقديم التسهيلات إلى الحجاج القطريين، واستضافتهم على حسابه الشخصي، وفتح المنفذ، واستقبالهم دون تصاريح إلكترونية، مجسداً للبيان السعودي الثابت في أن الشعب القطري هو امتداد طبيعي لشعب المملكة، وجزء من أرومتها.