كشفت أزمة قطر الحالية مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أقنعة المهنية التي كانت تتشدق بها قناة الجزيرة، بعد أن فاح نفسها التحريضي ضد الدول الأربع، في خضم الأزمة الحالية، ووقوعها في شراك الاتهام والعقاب ضد الغير، دون أدنى مصداقية، إذ سقطت سريعاً في وحل «اللامهنية والتخوين»، وافتضح زيفهم بعد تكريس الجهود لدعم الخراب والدمار في المنطقة.
ولم تألو «الجزيرة» جهداً في تعميق علاقاتها مع التنظيمات الإرهابية، كما تفعل الدولة التي تحتضنها، إذ عُرفت بعلاقاتها المشبوهة مع تنظيم القاعدة، وجبهة النصرة ومختلف التنظيمات المتطرفة، ويعد ذلك دليلاً قاطعاً على توجه القناة الداعم للإرهاب والتخريب، حتى بات يعتبرها مراقبون «وسيلة إعلام تحريضية بامتياز»، ولم يقتصر دعم وسائل الإعلام القطرية للإرهاب على الجزيرة فحسب، بل تطول القائمة، ومنها قناة الكوثر من لندن الممولة من الدوحة كذلك.
وخلال حلقة نقاش ساخنة من تنظيم الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان في جنيف أمس (الإثنين)، على هامش الدورة الـ36 لمجلس حقوق الإنسان، بعنوان «الإعلام والإرهاب في الشرق الأوسط ودور قطر وأذرعها الإعلامية في نشر الكراهية والعنف في المنطقة»، استكمالاً للتحذيرات المستمرة من منظمات حقوقية ودولية لفضح أدوار قطر الخفية في تمويل الإعلام من اجل تكريس الكراهية بين الشعوب.
ولعل وجود بند «إغلاق قناة الجزيرة» ضمن المطالب الـ13 للدول الأربع، يؤكد على الدور السلبي الذي تمارسه «الجزيرة» في الإيقاع بين دول مجلس التعاون الخليجي، باعتبارها صوتا للفتنة، إذ لا تنفك «الجزيرة» في تأجيج خطاب الكراهية والعنف.
وشهدت الجلسة النقاشية نقاش حاد من المشاركين في الندوة الذين اتفقوا على مسؤولية «الجزيرة» والاعلام القطري عن التحريض على العنف والإرهاب، وأجمعوا على أن الجزيرة تدعم بكل قوتها وعتادها عبر الحكومة القطرية الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وقطع مؤسس الفيدرالية العربية أحمد الهاملي الشك باليقين، عندما قال «إنه لم يعد مقبولا ترك وسائل الإعلام بما فيها الممولة من قطر مثل الجزيرة دون حساب بعد كل ما تفعله بالمنطقة»، مؤكداً أن الفيدرالية هيئة حقوقية عربية تضم قرابة 40 منظمة عربية تشجع دائما على حرية الرأي والتعبير ولكن بما لا يخل بمسؤوليات وسائل الاعلام في الحفاظ على الأمن والسلم الوطنيين".
واضاف الهاملي:«إذا كانت الحرية الاعلامية حق، فإن من حق الشعوب والافراد ألا يتعرضون لخطر الإرهاب والعنف الذي تحرض عليه الجزيرة»، منوهاً إلى أن قوانين الدول الغربية التي يعرف عنها حرصها على حرية الإعلام والتعبير لا تسمح أبداً بالتحريض على العنف أو الكراهية أو القتل.
فيما شدد الإعلامي والكاتب عبد العزيز الخميس على أهمية القضية باعتبار العمليات الإرهابية التي تتم بدعم إعلامي تحرض على العنف، مضيفاً أن «كثيراً من الجماعات الإرهابية لها علاقات مع جهات إعلامية مدعومة من قطر مثل قناتي الجزيرة، من الدوحة، والكوثر من لندن».
واستذكر الخميس عدة أمثلة، تبرهن على علاقة الجزيرة بالإرهابيين، مثل أسامة بن لادن، عندما كانت الجزيرة تطلب من بن لادن المشاركة بمداخلات معهم، ووصفه بلقب «الشيخ». وبين الخميس بأن الهدف كان «إضفاء القدسية على شخصية بن لادن». إضافة إلى استضافة الجزيرة لأبي محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة الإرهابية.
وحذرت الباحثة والمعارضة الإيرانية بيجه فاتيني من خطورة ترك الإعلام يشجع على الإرهاب، منوهة إلى أن بعض وسائل الإعلام ومنها الجزيرة تنشر تصريحات ومواقف الإرهابيين دون تفنيدها أو تبيان صحتها وخطورتها.
ولم يفوت السفير اليمني السابق علي عبدالله البجيري الاستشهاد بتأثير تجربة قناة الجزيرة على بلاده، مؤكداً أن الجزيرة بوق للإرهاب، ولم تعد هناك حاجة للتدليل على ذلك، مضيفاً أن هذه القناة «لا تقدم سوى السلبيات والعنف».