ربما يجهل وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ما يحدث في بلاده تحديداً، أو لم يمكنه عقله من معرفة مجريات الأحداث في المنطقة، إذ خرج بتصريح يفضح الخبث القطري، فهدد بفعل المفعول سالفاً، وأن المقاطعة الاقتصادية المفروضة على «إمارة الإرهاب» تدفعها إلى التقارب مع إيران اقتصاديا، ليذكر في كلمة ألقاها خلال ندوة في معهد العلاقات الدولية بالعاصمة الفرنسية باريس، أن «الإجراءات التي اتخذتها دول المقاطعة ضد قطر تدفعها للتقارب مع إيران، وتقدم قطر كهدية إلى طهران، أو أي قوة إقليمية». وتناسى وزير الخارجية القطري أن دولته منذ زمن لم تفارق حضن الملالي، إذ بدأ التعاون جلياً منذ عام 2015 حينما وقعت الدوحة على اتفاقية مع الحرس الثوري الإيراني لتعزيز التعاون الأمني بينهما، لتوقع في العام نفسه مع قائد حرس الحدود الإيراني قاسم رضائي ومدير أمن السواحل والحدود القطري على أحمد سيف البديد على اتفاقية أمنية بذريعة حماية الحدود المشتركة بين البلدين، لتفصح على لسان أميرها بما يخالف سياسة دول مجلس التعاون بامتداح الدور الإيراني في المنطقة، واصفاً إياه بالثقل الإقليمي والإسلامي الذي لا يمكن تجاهله، وبالقوة الكبرى التي تضمن الاستقرار في دول الإقليم. وزير الخارجية القطري غاب عنه التقارب مع الطهران حد العناق وتطابق سياسة البلدين تجاه دول المنطقة، فإيران الدولة الأولى الراعية للإرهاب تعي دور الدوحة في دعمها المادي والإعلامي للجماعات الإرهابية.