ميسر الجبوري الذي ورد اسمه ضمن قوائم الإرهاب التي أعلنت عنها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، هو شرطي سابق في التشكيلات الأمنية العراقية إبان عهد الحاكم العسكري بول بريمر، وتستر في السنوات الأخيرة تحت لقب «أبو ماريا القحطاني» الذي اصبح المفتي العام لجبهة النصرة وأمير المنطقة الشرقية في سورية.
والجبوري هو أحد الشخصيات التي تعد حلقة وصل مع عدد من الأجهزة الاستخباراتية وعلى رأسها قطر.
وكان الجبوري ضابطاً سابقا في «جيش فدائيي صدام»، وبعد احتلال العراق وحل الجيش العراقي، دخل عالم الجريمة مستغلا خبراته العسكرية في القيام بعمليات سطو مسلح لتأمين مصادر للدخل بعد قانون اجتثاث البعث في 2003 الذي قضى على مصادر رزقه، إلى أن تم استدعاءه للجيش العراقي الذي أعيد تشكيله بإشراف الولايات المتحدة، وعمل الجبوري حينها تحت إشراف ضباط أميركيين، وكان رئيسه المباشر برنارد كيريك مؤسس جهاز الشرطة العراقية وقائد شرطة نيويورك سابقا.
ولم يكن الجبوري من الذين يظهر عليهم التشدد الديني، فلم يكن لديه أي تحفظات تمنعه من التعاون مع القوات الامريكية التي احتلت بلاده، ولكنه بعد تصاعد قوة التنظيمات الجهادية، عدل عن عمله وانتسب إلى صفوف «الجهاديين»، فقبض عليه واعتقل لعدة سنوات قبل أن يفرج عنه، ليلتحق فورا في العمل مع تنظيم مجددا بالجهاديين في مدينة الموصل، ثم قبض عليه مرة أخرى وأفرج عنه بعد أشهر معدودة، ثم انتقل إلى سورية في العام 2010، التي فتح فيها محلا لبيع الخضروات إلى أن اندلعت ما سمي بـ«الربيع العربي» وغير مساره بعد أن تواصل معه الجهاديين لتنسيق اللقاء به، وكانت بداية تأسيس جبهة النصرة التي جمعته في انطلاقتها بأبي محمد الجولاني والذي تشير المعلومات المتداولة عنه بأنه كان على معرفة به منذ إقامته في الموصل، وهذا أحد اسباب تعيينه في منصب «المفتي العام لجبهة النصرة»، لتكون نقط انطلاق جديدة له في عالم الإرهاب.