300 يوم مرت على مقاطعة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر، كشفت في ثناياها حجم التآمر القطري وتورطه الفاضح في دعم الإرهاب وتمويله، وكشفت أقنعة «الخديعة»، التي كان يتوارى خلفها «تنظيم الحمدين» طيلة العقدين الماضيين منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده صيف 1995. ورغم أن الـ300 يوم التي مرت كانت مرهقة للنظام القطري، ومحرضة لكشف حقيقته وتوالي فضائحه، إلا أنه يصر على المكابرة وإضاعة بوصلة الحل لأزمته مع جيرانه، فالحل لا يبعد كثيراً عن الدوحة، إذ يشير دبلوماسيون ومسؤولون كبار في المنطقة إلى أن طريق الحل الوحيد للأزمة في الرياض. ورغم وضوح الطريق لخروج الدوحة من مأزقها، إلا أن النظام القطري الذي اعتاد الرقص على حبال الكذب والتزييف، لا يزال يجوب العالم بحثاً عن مخرج، إذ طاف وزير خارجيته ودفاعه حتى أميره القارات، في وقت لا يكف من نشر مظلوميته المزعومة في كل فرصة تتاح له في المنصات الدولية. ويرى مراقبون أن 300 يوم من عزلة إمارة «المؤامرات» كانت كفيلة بكشف صفقات ما «تحت الطاولة» التي اعتاد عليها النظام القطري، حتى أضحى يهرول إلى الهاوية، فالاتصالات مع إسرائيل زادت باعتراف رسمي، إذ أقر سفير النظام القطري بزيارة إسرائيل أكثر من 20 مرة منذ عام 2014، كما ارتفعت وتيرة المشاركات الرياضية والاقتصادية للوفود الإسرائيلية في الدوحة. وعلى الضفة الشرقية من الخليج العربي، أزاحت المقاطعة -بحسب مراقبين- الستار الذي كانت تتوارى خلفه الدوحة في علاقتها مع نظام الملالي في طهران، وظهر باقي جبل الجليد الذي كانت تغطيه «مياه المراوغة»، لتدخل الدوحة في خانة المجاهرة العلنية في الاشتراك مع الملالي في دعم الإرهاب وضرب الاستقرار في المنطقة. ويبدو أن الدول الـ4 نجحت إلى حد كبير في تضييق الخناق على التمويل القطري للإرهاب، فبعد تسليط الضوء على «عربدة النظام القطري» في دعم الجماعات الإرهابية المتطرفة، خفت الدعم وتضاءل في محاولة قطرية يائسة لدفع الحقائق، التي أثبتتها الدول الـ4 ضدها، حتى أن منصات الإرهابيين الإعلامية المدعومة من قطر بشكل كلي، فقدت قدرتها على بث خطابات الكراهية والتحريض، بعد أن كشفت المقاطعة حجم التآمر والخيانة من قطر.