ونشرت الصحيفة الأمريكية رسائل تؤكد أن قطر تلقت مساعدات من عدة دول لضمان إطلاق مجموعة من صيادي الصقور القطريين - بمن فيهم أعضاء من أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر - في أواخر نوفمبر 2015، في محافظة المثنى العراقية، مشيرة إلى أن مبلغ 360 مليون دولار تمت مصادرته في مطار بغداد كان موجهاً إلى جماعات وفصائل إرهابية، بمن فيهم الإرهابي الإيراني قاسم سليماني، وعدد من المسؤولين.
ورسمت صحيفة «واشنطن بوست» صورة أكثر تعقيداً للمشهد، ففي وقت لا تنكر فيه الرسائل المسربة دفع قطر المال لإنهاء الأزمة، إلا أنها لفتت إلى أن المستلمين كانوا مسؤولين حكوميين، مستشهدين بمبادرة قطرية غامضة مع العراق «لتعزيز العلاقات الثنائية وضمان الإفراج الآمن عن المختطفين».
وأظهر تقرير الصحيفة الأمريكية توقيع دبلوماسيين قطريين على سلسلة من الدفعات الجانبية تتراوح بين 5 إلى 50 مليون دولار إلى مسؤولين إيرانيين وعراقيين وزعماء شبه عسكريين، مع تخصيص 25 مليون دولار لمسؤول كبير بميليشيات حزب الله. إضافة إلى تخصيص 50 مليون دولار لـ«قاسم»، في إشارة واضحة إلى قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وكانت مصادر عراقية أكدت لـ«عكاظ» في خبرها المنشور بتاريخ 29 مايو 2017، تحت عنوان "تميم يدعم الحشد الشعبي بـ 500 مليون دولار" أن وزير الخارجية القطري محمد آل ثاني الذي التقى رئيس الوزراء حيدر العبادي في بغداد الأسبوع الماضي، طلب تحويل مبلغ 500 مليون دولار المخصص لإطلاق سراح القطريين، هدية من الدوحة لدعم ميليشيات الحشد الشعبي.
وكانت سلطات الأمن عثرت في مطار بغداد على أكبر كمية من الأموال النقدية، وتقدر بـ500 مليون دولار أمريكي، وضعت في 23 حقيبة كانت تقلها الطائرة القطرية، التي أرسلت لإعادة 24 قطريا من العائلة الحاكمة اختطفتهم ميليشيا شيعية، إذ كان من المفترض أن تدفع هذه الأموال فدية. وكشف العبادي قصة الفدية وقيمتها 500 مليون دولار أمريكي، لافتا في وثيقة سرية إلى أن قطر طلبت من الحكومة الإذن لهبوط طائرة في مطار بغداد في 15 أبريل لنقل القطريين المفرج عنهم، مضيفا أن المسؤولين في المطار تفاجأوا بوجود 23 حقيبة ثقيلة تحتوي على أموال ظهرت من دون موافقة أو علم مسبق.
وكان العبادي أوضح أن المسؤولين في مطار بغداد قد تنبهوا إلى وجود الأموال بعد وضع هذه الحقائب على جهاز الفحص بالأشعة السينية، مشيرا إلى أنه كان على متن الطائرة مبعوث خاص من أمير قطر، إلا أنه لم يطلب أن تحظى هذه الحقائب بحصانة دبلوماسية، غير أن وزارة الخارجية القطرية، أبدت استغرابها من تصريحات العبادي بشأن الصيادين المختطفين في العراق، فيما أكدت أن الأموال التي دخلت كانت بعلم الحكومة العراقية.
وحاول أمير قطر لملمة فضيحة الأموال، مؤكدا أن 500 مليون دولار هي من أموال الخزينة القطرية، ويجب أن تعود إليها، لأنها للشعب، وقبيل انقلابه على «إعلان الرياض» وإعلان انحيازه السافر لإيران وحزب الله، أوفد وزير خارجيته إلى بغداد والتقى مع العبادي وأبلغه أن الأمير تميم لا يريد إعادة الـ500 مليون دولار، وأنها ستكون هدية من قطر لدعم ميليشيات الحشد وذلك قبل أن يلتقي بقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الأسبوع الماضي. هذه هي قطر التي تدعي العروبة وهي تطعنها في ظهرها بدعمها للميليشيات الطائفية.