لا تفتأ سعدى عبدالله، التي أكملت ربيعها الـ 70، تذكر أيام «الصفا والنقا» كما تطلق عليها، وتعني بها أزمنة ما قبل الطفرات، خصوصاً عندما كان ينتظر أمير المنطقة قدوم البريد من الرياض حاملا رسالة دخول رمضان ليؤذن أحد الرجال الصيتين من قمة أعلى جبل بالمنطقة فيصل صوته بعد العشاء الأخير للقرى المجاورة ويشعلون المشعال في رؤوس الجبال ويعلم دخول رمضان.
وتؤكد سعدى لـ«عكاظ» أن أبرز خصائص رمضان الستينات والسبعينات من قرن مضى البساطة وتقارب مستوى معيشة الناس وحاجتهم لبعضهم، وعدّت ذلك الزمن كريماً برغم قلة ذات اليد إلا أن الأودية نابضة بالحياة والمياه لا تتوقف عن الجريان، والمزارع لا يمر فصل دون إنتاج من خريف إلى صيف إلى ربيع وحتى الشتاء.
وتستعيد سعدى «سحور زمان» والذي كان أقدر أفراد القرية فيه يحتكمون على طاسة لبن وحبات تمر تكفيهم سحوراً، ومن هو دونهم في الحالة الاقتصادية، يتسحر على عدس بلدي «البلسن» أو الدجر ودراميح تمثل قطعاً من العجين تتحول لرغيف طري، وبعض أهل القرية يتسحرون بقرص مجرفة أو مشرّق مع قشر.
وتصف تلك الحقبة بـ«زمن الشقاء والكدح»، إلا أنها تستدرك بالقول «له لذة في طعم الأكل والنوم وعشرة الناس لبعضهم بأدب واحترام ومحافظة على الأعراف والتقاليد».
وتشدد على أن الصحة كانت رأس مال الجميع.
ومن ذكريات العمل في رمضان أنها سرحت مع جاراتها لصرام الصيف في منتصف رمضان، وبحكم اكتمال البدر ظنت أن الفجر قريب ولكن زوج إحداهن افتقدهن ولحق بهن ببندقيته ووجد ضبعاً يباريهن ويود الانقضاض عليهن في بطن وادي، ولا حامي لهن إلا الله، وكلبة كانت تنبح وتجابه حتى وصل الرجل ورمى بالبندقية، فسادت السكينة وعدن للمنزل وتسحرن ثم صلين الفجر وعدن للعمل. وترى أن الزمن القديم سمته الوفاء، وأن الزوجة تقتصد في مال زوجها ومرزقه أكثر من اقتصادها في مال أبيها، كما أن رمضان لم يكن يختلف عن بقية الشهور، والإفطار من مؤونة البيت، ولا تنسى أنها أتقنت مبكراً صناعة السمبوسة و«التطلي»، ووجه زوجها الدعوة لأحد كبار السن فقدمت سفرتها بأطعمة لم يألفها الضيف، وبعد أن تناول الشربة والسمبوسة والمهلبية سأل: أين العشاء؟! ولا تزال سعدى تتمتع بذاكرة جيدة، وترى أن الوقت الحالي «زمن خير»، مضيفة «لكن الناس بطرت ومع البطر فقدوا سعة الصدر والمسامرات وصلة الأرحام ولم تعد الصحة على ما يرام، ما أفقد كبار السن لذة عهد الإنتاج، واستسلموا لمراجعة عيادات الأطباء».
وتؤكد سعدى لـ«عكاظ» أن أبرز خصائص رمضان الستينات والسبعينات من قرن مضى البساطة وتقارب مستوى معيشة الناس وحاجتهم لبعضهم، وعدّت ذلك الزمن كريماً برغم قلة ذات اليد إلا أن الأودية نابضة بالحياة والمياه لا تتوقف عن الجريان، والمزارع لا يمر فصل دون إنتاج من خريف إلى صيف إلى ربيع وحتى الشتاء.
وتستعيد سعدى «سحور زمان» والذي كان أقدر أفراد القرية فيه يحتكمون على طاسة لبن وحبات تمر تكفيهم سحوراً، ومن هو دونهم في الحالة الاقتصادية، يتسحر على عدس بلدي «البلسن» أو الدجر ودراميح تمثل قطعاً من العجين تتحول لرغيف طري، وبعض أهل القرية يتسحرون بقرص مجرفة أو مشرّق مع قشر.
وتصف تلك الحقبة بـ«زمن الشقاء والكدح»، إلا أنها تستدرك بالقول «له لذة في طعم الأكل والنوم وعشرة الناس لبعضهم بأدب واحترام ومحافظة على الأعراف والتقاليد».
وتشدد على أن الصحة كانت رأس مال الجميع.
ومن ذكريات العمل في رمضان أنها سرحت مع جاراتها لصرام الصيف في منتصف رمضان، وبحكم اكتمال البدر ظنت أن الفجر قريب ولكن زوج إحداهن افتقدهن ولحق بهن ببندقيته ووجد ضبعاً يباريهن ويود الانقضاض عليهن في بطن وادي، ولا حامي لهن إلا الله، وكلبة كانت تنبح وتجابه حتى وصل الرجل ورمى بالبندقية، فسادت السكينة وعدن للمنزل وتسحرن ثم صلين الفجر وعدن للعمل. وترى أن الزمن القديم سمته الوفاء، وأن الزوجة تقتصد في مال زوجها ومرزقه أكثر من اقتصادها في مال أبيها، كما أن رمضان لم يكن يختلف عن بقية الشهور، والإفطار من مؤونة البيت، ولا تنسى أنها أتقنت مبكراً صناعة السمبوسة و«التطلي»، ووجه زوجها الدعوة لأحد كبار السن فقدمت سفرتها بأطعمة لم يألفها الضيف، وبعد أن تناول الشربة والسمبوسة والمهلبية سأل: أين العشاء؟! ولا تزال سعدى تتمتع بذاكرة جيدة، وترى أن الوقت الحالي «زمن خير»، مضيفة «لكن الناس بطرت ومع البطر فقدوا سعة الصدر والمسامرات وصلة الأرحام ولم تعد الصحة على ما يرام، ما أفقد كبار السن لذة عهد الإنتاج، واستسلموا لمراجعة عيادات الأطباء».