علي الطنطاوي
علي الطنطاوي
-A +A
سلطان بن بندر (جدة) SultanBinBandar@
يعرف السعوديون جيداً صوته وطريقة نطقه المميزة لحرف «الراء»، ويحفظون كثيراً طريقة لبسه للشماغ، وترتيبه المهمل لـ«مرازيبها»، فلا يمكن لأي رمضان أن يدلف على السعوديين إلا ويأتي بذكرى علي الطنطاوي و«على مائدة الإفطار» البرنامج الذي كان أشبه بطبق رئيسي أساسي على مائدة إفطارهم في رمضان، يحدثهم من خلاله القاضي والأديب بنفحات إيمانية، تضفي المزيد من الروحانية عليهم، قبل أن تفتقده آذانهم وقلوبهم تاركاً وراءه مكتبة مصورة تعيد لهم شيئاً من الحنين لملمح رمضاني قديم.ارتبط السعوديون بالطنطاوي لأكثر من 35 عاماً، قضاها الشيخ علي في السعودية، منذ العام 1963 بعد أن وفد إلى السعودية معلماً في الرياض في «الكليات والمعاهد»، لينتقل بعد ذلك إلى مكة المكرمة في العام 1964 ويستقر في حي أجياد، متفرغاً للتعليم والتعلم في كلية التربية في مكة، إضافة إلى مكانه الذي يحب أن يجلس فيه في الحرم المكي، تحت سدة المؤذنين مقابل الحجر الأسود، المكان الذي كان الطنطاوي يجلس فيه يومياً من بعد صلاة العصر حتى صلاة العشاء، لتجري العديد من الأحاديث والمناقشات بينه وبين طلبة العلم.وخلّف «أقدم معلم في الأرض»، كما يحب أن يقول عن نفسه، العديد من الكتب والمجلدات التي أثرت الساحة الثقافية والدينية العربية، والتي تصل إلى نحو 44 كتاباً ومجلداً، أظهرت مدى ارتباط الشيخ الطنطاوي بالكتابة والقراءة، إذ تقول عنه إحدى بناته الـ5 إنه يقرأ كل يوم من 100 إلى 300 صفحة من مختلف الكتب.

وعلى الرغم من رحيل الشيخ علي الطنطاوي منذ أكثر من 18 عاماً إلا أن ذكراه بقيت في أذهان السعوديين، شيخاً ومحدثاً ومعلماً، كان في يوم من الأيام ملمحاً رمضانياً يضفي شيئاً من الروحانية على موائدهم بعد «صلاة المغرب»، وذكرى جميلة من «أيام الطيبين».