لا يمكن أن يمر شهر رمضان الكريم دون أن تجد شوارع وحواري وأزقة مصر «المحروسة» متزينة بأجمل زينة، وكأنها أبت أن تستقبل رمضان، في مختلف العهود والعصور، إلا وهي في أوج جمالها وأبهى حللها. ولا تقتصر الزينة والأنوار على الشوارع فحسب، بل تمتد إلى كل البيوت تقريبا. فتلمحها متدلية من شرفات المنازل في فوانيس ضخمة، تربط بيوتها خيوط من الأنوار المتراصة جنبا إلى جنب، تشيع الفرحة والحبور في نفوس الصغار قبل الكبار بشهر الخير والبركات. فمتى بدأت فكرة تزيين الشوارع خلال شهر رمضان في مصر؟ على الأرجح، أن هذه الفكرة بدأت منذ الدولة الفاطمية في عهد المستنصر بالله في العام 1067، وارتبطت وثيقا بالفانوس الذي اعتبره المصريون أساس الزينة آنذاك. ويصاحبه تعليق الأوراق الملونة والمزخرفة والخيوط والأقمشة المخملية، على طول الحارات متقاطعة مع البيوت. وتطور الأمر شيئا فشيئا، فأصبح المصريون يعلقون الأضواء الملونة واللمبات المزخرفة، التي تزيد من بهجة الشهر الكريم. كما تعد الأقمشة الخيامية ذات الألوان المزركشة من أشهر معالم الزينة في رمضان. وهو فن مصري أصيل، يقال أنه بدأ منذ عهد الفراعنة، إلا أنه ازدهر في العصر الإسلامي، بما يحمله من نقوش وزخارف إسلامية. وقد شهد تطورا كبيرا مع صناعة كسوة الكعبة، والمحمل الشريف، كما انتقل إلى البلاد المجاورة، فأصبحت أغلب المدن الإسلامية تتجمل احتفاء بقدوم شهر رمضان.