-A +A
جمال الدوبحي (كوالالمبور) dobahi@
انعكس التنوع الثقافي والثراء العرقي في ماليزيا على احتفاء الشعب الماليزي بمكوناته الرئيسية «الملاويون، الصينيون، الهنود»، بشهر رمضان المبارك، من خلال اجتماعهم على موائد الإفطار في عطلة نهاية الأسبوع خلال شهر رمضان يومي (السبت والأحد) من خلال تنظيم الحكومة الماليزية لمائدة «إفطار كوالالمبور»، التي تجمع ويشارك فيها الآلاف في الهواء الطلق بين المعالم السياحية والتاريخية، والتي تجسد روح التسامح والتعايش والانسجام بين الثقافات والأعراق المتعددة والزوار والسياح ومشاركة غير المسلمين.

وتبرز في رمضان الكثير من العادات والتقاليد التي تميز الماليزيين المرتبطة بشهر «الصيام»، إذ أوضح أستاذ اللغة العربية في كلية اللغات واللسانيات في جامعة مالايا الدكتور محمد حسين، وأستاذ التربية الإسلامية في أكاديمية الدراسات الإسلامية بجامعة مالايا الماليزية الدكتور أحمد بن يوسف أن الماليزيين يحرصون على استغلال هذه المناسبة للقيام بمختلف الأنشطة التجارية والتسوق وأيضا الأعمال الخيرية والإحسان.


وأشارا إلى أن المساجد في ماليزيا تفتح أبوابها طوال الشهر دون أن تغلق مطلقا، خلاف باقي أيام السَّنَة لإقامة صلاة التراويح جماعة، لافتين إلى أن الماليزيين يصلون التراويح 20 ركعة في غالب الأحيان، إلا أن بعض المساجد تصلي 8 ركعات تتخللها الأذكار والتسابيح والصلاة النبوية، والدعاء في فترات الاستراحة بين كل ركعتين. وأضافا: «يقدم بعض الأئمة فقرة ابتهالات دينية عقب انتهاء الصلاة، بعد التراويح، يقرأ المصلون القرآن في حلقات داخل المسجد، والتي تسمى (تدارس القرآن)، غالبا ما تدار هذه الحلقة من قارئ ماهر بتلاوته يقرأ فيها من بداية سورة الفاتحة في الليلة الأولى حتى يختم القرآن كله في ليلة 27 من رمضان، ثم بعد ذلك تقام حفلة ختم القرآن. النساء، غالباً ما يُقمن هذه الحلقات بين صلاتي الظهر والعصر ويشاركن جماعة الرجال في حفلة الختم».

وأوضح الدكتور محمد حسين أن لإعلان وقت الإفطار طرقا متعددة في ماليزيا، يقول: «في قرية (تالنج) يطلق السكان المحليون المدفعية المصنوعة من الخيزران لإعلان موعد الإفطار، بينما تستعمل بلدية (كوالا كغسر)، في نفس الولاية صفارة الإنذار التي تطلق من مركز الشرطة كوسيلة لإعلان موعد الإفطار، ويستخدم الطبل الكبير لذات الغرض».

فيما لفت الصحفي في وكالة الأنباء الوطنية الماليزية «برناما» معمر يوسفي بن زين العابدين إلى أن البازارات الرمضانية التي أصبحت جزءا من ثقافة ماليزيا والتي يقبل عليها الماليزيون والسياح، تفتح أبوابها في الساعة الرابعة وتعرض العديد من الأصناف من المطبخ الماليزي، مشيراً إلى أن أشهر هذه البازارات في العاصمة كوالالمبور هو بازار «كامبونغ بارو» الذي يشكل معلماً سياحياً بما يضمه من أكشاك بيع الطعام يصل عددها لأكثر من 200 كشك والمعدة خصيصاً للشهر الكريم.