بعيداً عن الضجيج، ووسط التضاريس المتشابهة وأشعة الشمس الملتهبة، يتناسى رعاة المواشي قسوة الصحراء، عند دخول وقت أذان المغرب، ليطووا صفحة يوم برفقة المواشي وبجيرة السكون. في صحراء القنفذة، وسط الرمال المجاورة لأحد أقدم الحضارات في العالم، تذوب الخلافات وتحضر روح الأسرة الواحدة بين شوعي، الذي قدم من اليمن، وإبراهيم وعبده، السودانيين اللذين امتهنا الرعي منذ الصغر، عندما يتحلقان حول سفرة متواضعة، تزيدها «القناعة» حجماً وقدرا. ويوضح الرعاة الثلاثة لـ«عكاظ» أنهم يوزعون مهمة إعداد الإفطار بينهم، إذ يعمد أحدهم كل يوم على القيام بواجبه في الإعداد والتحضير، ويبدأ بعد الظهر في رسم مائدته التي سيحتلق حولها زملاؤه قبيل أذان المغرب، وفي مائدة الرعاة الثلاثة، تبدو الخيارات قليلة، إلا أن نفحات بلدانهم تحضر في الأطباق الرمضانية.
ورغم قسوة الصحراء، إلا أن الرعاة يبدون متعايشين وراضين بعملهم، ويرون في المملكة «وطناً ثانياً»، وفي السعوديين «أشقاء عربا» يسكنهم الكرم وتقاليد العرب الأصيلة.
ورغم قسوة الصحراء، إلا أن الرعاة يبدون متعايشين وراضين بعملهم، ويرون في المملكة «وطناً ثانياً»، وفي السعوديين «أشقاء عربا» يسكنهم الكرم وتقاليد العرب الأصيلة.