-A +A
«عكاظ» (جدة) Okaz_Online@
الشغف بـ«صاحبة الجلالة» وحده كان كفيلاً بأن يجد صحفي سعودي نفسه في ثامن أيام رمضان وسط أحد أكثر الجبهات اليمنية التهاباً، إذ يقف مراسل قناة العربية الزميل خالد العمري على بضع كيلو مترات من صعدة، مسقط رأس الحوثي زعيم الميليشيات الإرهابية الموالية لطهران. وبنبرة الصحفي المنهك بملاحقة الأخبار من الجبهات المشتعلة، يقلل العمري من وصف وجوده في صعدة بـ«المغامرة المحفوفة بالمخاطر»، إذ يرى أن بطولات السعوديين على حدهم الجنوبي، تجعل من تغطيته «أمراً لا يستحق الالتفات». ويرى، في حوار رمضاني مع «عكاظ»، أن الحسم أضحى قريباً أكثر من أي وقت مضى، واصفاً تجربته بـ«الثرية» على المستوى المهني، فإلى نص الحوار:

• اليوم تقضي يومك الـ21 في أكثر ساحات المعارك التهاباً في اليمن، ألا تعتقد أن الذهاب لصعدة فكرة محفوفة بالمخاطرة؟


•• إذا رأيت «طناخة» وبطولات المقاتلين أخص السعوديين المرابطين من ثلاثة أعوام على الحد الجنوبي، تشعر أن كل ما قدمته في تغطية عاصفة الحزم وإعادة الأمل شيء لا يذكر، كما أن الإعلام السعودي لم يضع بصمته حتى الآن في تغطية مناطق الصراعات في العالم. هي فرصة لأي صحفي أن يثبت نفسه في تغطية مختلفة تتطلب التحليل وسرعة البديهة والحس الأمني. وأخيراً القضية مفصلية في العالم وعادلة.

• كيف تقضي يومك الرمضاني الملتهب في صعدة؟

•• حرارة الطقس مرهقة، بيد أن عزيمة الرجال تطوي التحديات. وأقضي يومي عادة بعدما أقرأ سير العمليات أتوجه للجبهة اللي يحددها بحس الصحفي أنها «خبر اليوم»، وقد وفقت كثيراً في الجبهة التي اخترتها لتكون محور الحديث في النشرات أو التقارير التي أعدها.

• أين وصلت في صعدة؟

•• حتى الآن غطيت المعارك المحتدمة في الجبهات المحيطة بصعدة من الخطوط الأمامية بعد تحرير مواقع مهمة في قرى آل صبحان بمديرية باقم، إضافة إلى جبهة مديرية كتاف، وجبهة حرض، والقادم الملاحيظ وقلب صعدة وصنعاء وهي الـ 10% المتبقية.

• متى تتواصل مع زوجتك وطفليك ؟

•• تصدق.. أنني لم أتواصل معهم سوى مرتين منذ قدومي إلى جبهات القتال في اليمن، كون شبكات الاتصالات ضعيفة هناك، إضافة إلى حرصي على عدم بث القلق في نفوسهم، كما أن المحاذير الأمنية تتطلب ذلك.

• متى دخلت اليمن؟

•• في الثالث من مايو الجاري، وشهدت بعيني تحرير قرية آل صبحان ووصولاً إلى أبواب الحديدة، التي تبعد عن مديرية باقم بضعة كيلو مترات، وغطيت أخيراً تحرير سلسة جبال أبو النار التي يبلغ طولها 12 كيلو من صعدة وتعتبر ضربة صحفية.

• تقف على مسافة قريبة من مسقط رأس الحوثي؟ كيف تقرأ الأحداث وأنت صحفي وسط الميدان؟ هل اقترب الحسم؟

•• أعتقد أنها قريبة وفقاً للمؤشرات والمتغيرات التالية: إعلان قبائل خولان بن عامر وهمدان بن زيد في «مؤتمر قبائل صعدة الأول» موقفهم من الشرعية يغير المعادلة من الداخل خصوصاً في عملية إجبار الميليشيات لأبناء القبائل وخصوصا الأطفال على المشاركة في القتال. وتضييق الخناق على صعدة من 5 محاور وسيطرة الشرعية مدعومة من التحالف على مواقع إستراتيجية ومخازن أسلحة وصواريخ نوعية. إضافة إلى انسحاب عناصر الميليشيات من مواقعهم بالعشرات مخلفين وراءهم أسلحة وذخائر نوعية. جميع ما سبق مؤشر أن مقاتلي الميليشيات المجبرين على القتال سينقلبون عليهم حال وصول الشرعية إليهم،

ومعركة صعدة كما أسماها اليمنيون معركة حاسمة وأجبرت الميليشيات أن تصبح في موقف الدفاع وهذا بطبيعة الحال سيجبرهم على سحب مقاتليهم داخلها، والشرعية باتت تسيطر على 90% من الأراضي

اليمنية، والنسبة تزيد مع قطع شرايين الإمداد لمسقط رأس الحوثي.

• متى العودة؟

•• بعد تحرير اليمن من الميليشيات الموالية لطهران، إن شاء الله قريباً.

• كيف ترى التأمين على حياة الصحفي؟

•• لم أسأل عنه، الموت واحد والفارق في الذكرى!

• أنت ابن الصحافة الورقية، ألا تعتقد أن العمل التلفزيوني يقتل دهشة الحرف؟

•• الصحافة التلفزيونية والورقية وجهان لـ«كلمة واحدة»، بالتأكيد من مارس الصحافة الورقية يصبح العمل التلفزيوني أسهل.

• ما الذي تفتقده في رمضان ؟

•• أفتقد تقبيل أبنائي خصوصاً حينما أشاهد صورهم وهم يكبرون، كوني غائبا عنهم منذ شهرين.

• من يتواصل معك في اليوم أكثر من مرة؟

•• الزملاء في غرفة الأخبار بقناة العربية في دبي والمصادر.

• مشهد لا يزال عالقا في ذاكرتك؟

•• هما مشهدان في الحقيقة، المشهد الأول: حين تعرضنا لرصاص القناصة وتمددنا على الأرض لمدة ٤٥ دقيقة برفقة أحد الضباط (حتى أتى الإسناد ونقلنا لمكان آمن)، وكانت الروح المعنوية العالية للفريق تبعث على التقدم أكثر.

المشهد الثاني: مقتل أحد أفراد المقاومة اليمنية بعد أن أجريت معه حوارا تلفزيونيا بيوم جراء سقوط قذيفة وكنت أبعد عنه نحو 100 متر حينما مر من أمامي محمولاً على الإسعاف الميداني.