ليس البشر وحدهم من يصومون في هذا العالم، بل هناك كائنات أخرى تشاركنا في هذا العمل. يرى بعض العلماء أن الصيام في أهميته وفوائده للإنسان والحيوان وبعض النباتات مثلُ الغذاء تماماً.
تصوم الحيوانات بشكلٍ غريزي عندما يقتضي الوضعُ البيئيّ ذلك. يمكننا أن نرى عمل الصيام بوضوح لدى الطيور البحرية والجراد والأسماك المهاجرة والأسود والدببة القطبية والعناكب والضفادع والسناجب والكلب البحري والديدان وحيوانات كثيرة أخرى. فالحيوانات تصوم عند المرض أو التزاوج أو البيات الشتوي وغيرها. وقد قدمت إدارة الغذاء والدواء بالولايات المتحدة دراساتٍ وبحوثاً مهمة في فوائد الصيام للحيوانات وعلاج الأمراض الحيوانية من خلال الصيام مما كان له صدى واسع لدى مراكز البحث العلمي. والصيام لدى بعض الحيوانات يؤدي إلى مقاومة الفيروسات واندمال الجروح ومقاومة التأثيرات الإشعاعية الضارة.
وفي مجال الزراعة أيضاً تستخدم عملية الصيام، ففي الولايات المتحدة يُمسك المزارعون أحيانا عن رَيّ وتسميد الأراضي الزراعية لتقوية التربة، وتستمر هذه الحالة لمدة سنة أو أكثر ويُسمونها بفترة التناوب الزراعيCrop Rotation، وهذه العملية تزيد من خُصوبة التربة وتُهيّؤها للإنتاج.
الأشجار المُثمرة أيضاً تصوم ويكون صيامُها بعد تساقط أوراقها، لأن الأوراق للشجرة بمثابة الأفواه حيث أنها تستمد الأوكسجين والضياء من الجو وتقوم بعملية البناء الضوئي. يبدأ صيام الأشجار في فصل الخريف عندما تتساقط أوراقها وتتوقف جذورها عن الحركة. وعند قدوم الربيع تكتسي الأشجار بالحلل الخضراء وتُتوج بالأزهار المتفتحة وتنثُرُ عبيرها في الأجواء كأنها تحتفلُ بالعيد. الطيور البحرية أيضا تُنهي صيامها وتشرع في استهلاك الغذاء عند حلول الربيع ويتساقط ريشُها البالي وينمو مكانه ريشٌ جديد كأنها هي الأخرى تمارس طقوسها الغريزية وتحتفل بالعيد وتتزيّن بثيابها الجديدة! والخلاصة أن هناك نباتات وحيوانات كثيرة تصوم مثلنا صوماً أشد من صومنا في تحمل الجوع والعطش ولسنا وحدنا في هذا الكون صائمين وهذه سنة الله في خلقه.
أجل! الصيام، بالإضافة إلى حِكَمِه وأسراره الأخرى، موعدٌ لتلاقي السنن الشرعية والكونية في الوجود.
يقول الله سبحانه وتعالى في الآية 16 من سورة الحج: «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ».
* محاضر بجامعة (إس إم يو ) بولاية تكساس الأمريكية سابقا
تصوم الحيوانات بشكلٍ غريزي عندما يقتضي الوضعُ البيئيّ ذلك. يمكننا أن نرى عمل الصيام بوضوح لدى الطيور البحرية والجراد والأسماك المهاجرة والأسود والدببة القطبية والعناكب والضفادع والسناجب والكلب البحري والديدان وحيوانات كثيرة أخرى. فالحيوانات تصوم عند المرض أو التزاوج أو البيات الشتوي وغيرها. وقد قدمت إدارة الغذاء والدواء بالولايات المتحدة دراساتٍ وبحوثاً مهمة في فوائد الصيام للحيوانات وعلاج الأمراض الحيوانية من خلال الصيام مما كان له صدى واسع لدى مراكز البحث العلمي. والصيام لدى بعض الحيوانات يؤدي إلى مقاومة الفيروسات واندمال الجروح ومقاومة التأثيرات الإشعاعية الضارة.
وفي مجال الزراعة أيضاً تستخدم عملية الصيام، ففي الولايات المتحدة يُمسك المزارعون أحيانا عن رَيّ وتسميد الأراضي الزراعية لتقوية التربة، وتستمر هذه الحالة لمدة سنة أو أكثر ويُسمونها بفترة التناوب الزراعيCrop Rotation، وهذه العملية تزيد من خُصوبة التربة وتُهيّؤها للإنتاج.
الأشجار المُثمرة أيضاً تصوم ويكون صيامُها بعد تساقط أوراقها، لأن الأوراق للشجرة بمثابة الأفواه حيث أنها تستمد الأوكسجين والضياء من الجو وتقوم بعملية البناء الضوئي. يبدأ صيام الأشجار في فصل الخريف عندما تتساقط أوراقها وتتوقف جذورها عن الحركة. وعند قدوم الربيع تكتسي الأشجار بالحلل الخضراء وتُتوج بالأزهار المتفتحة وتنثُرُ عبيرها في الأجواء كأنها تحتفلُ بالعيد. الطيور البحرية أيضا تُنهي صيامها وتشرع في استهلاك الغذاء عند حلول الربيع ويتساقط ريشُها البالي وينمو مكانه ريشٌ جديد كأنها هي الأخرى تمارس طقوسها الغريزية وتحتفل بالعيد وتتزيّن بثيابها الجديدة! والخلاصة أن هناك نباتات وحيوانات كثيرة تصوم مثلنا صوماً أشد من صومنا في تحمل الجوع والعطش ولسنا وحدنا في هذا الكون صائمين وهذه سنة الله في خلقه.
أجل! الصيام، بالإضافة إلى حِكَمِه وأسراره الأخرى، موعدٌ لتلاقي السنن الشرعية والكونية في الوجود.
يقول الله سبحانه وتعالى في الآية 16 من سورة الحج: «أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ».
* محاضر بجامعة (إس إم يو ) بولاية تكساس الأمريكية سابقا