868942_148
868942_148
-A +A
سامي المغامسي (المدينة المنورة) sami4086@
استعاد عدد من أهالي حارات المدينة المنورة القديمة جزءا من الذكريات في إفطارهم الجماعي، بعدما أصبحت معظم حارات المدينة تتسابق لإقامته في شهر رمضان المبارك واستعادة الموروث القديم، كأحد الصفات التي تزخر بها حارات طيبة، من خلال اجتماعاتها التي تؤكد التلاحم والترابط القوي الرابط بين أبناء المدينة، وحارات «السيح، باب الكومة، أرض العماري، حارة المغاربة، أرض محبت، وحارة جمال الليل»، التي سارعت إلى تنظيم موائد الإفطار الجماعي.

إفطار الحارات المدينية والذي عادة ما يتم خلاله دعوة أهالي الحارة جميعاً على مائدة الإفطار، المنظم من قبل العديد منهم والذي يجمع أبناء الحارة القدامى والحاليين، رغم انتقال معظم أهالي حارات المدينة إلى أحياء جديدة، إلا أن عبق الماضي والحنين إلى تلك الذكريات يطاردهم من وقت إلى آخر، ليتسابقوا برفقة أبنائهم الصغار للحضور إلى مائدة الإفطار ليجمعهم بذلك الماضي الجميل، في تأكيد على ترسيخ الروابط بالعلاقات الحميمية الرابطة بين تلك الحارات.


ويؤكد المؤرخ التاريخي أحمد أمين مرشد أن الإفطار الجماعي سمة لحارات المدينة وملمح من ملامح التعايش بين الجيران، وأضاف: «كانوا يومياً يتناقلون الأطباق في ما بينهم، قبل صلاة المغرب أو يتجمعون في وسط الحارة، وكل منهم يأتي بما جادت به نفسه من طبخ البيت الذي يكون غالبا من الشوربة والسمبوسة والفول وأطباق متعددة تعرف بها ربات البيوت في ذلك الزمن الجميل، والآن تعود هذه العادات من خلال قيام بعض وجهاء وأعيان الحارات في جمع أهالي الحارات القدامى مع سكان الحارة الحاليين، لإحياء العادات الحسنة القديمة».