-A +A
خالد الجارالله (جدة) Kjarallah@
استأثر ألق الراحل ماجد الشبل بمساحة شاسعة من ذاكرة السعوديين وذكراهم لاسيما في الشهر الفضيل، وما انفك شجن صوته في الابتهالات والأدعية يتناثر في حناياهم على نحو يوازي ما يورثه المبدعون والعمالقة لأجيال تأتي بعدهم لا حيلة لها إلا أن تتأمل لتتعلم.

يتداعى إلى المسامع الحنين المغروس في بطانة صوته والسجع المنثور على ظهر بلاغته، فالشبل الحاضر في ابتهالات الرجاء وعلى أوزان القصيد شكل عمود ارتكاز في حقبة مهمة في الإعلام السعودي، انبرى فيها إلى واجهة الأحداث رفقة جيل ما زال حتى اليوم يمثل السقف الأعلى في نظر الكثيرين لأجيال الإعلاميين المتواترة، ليس لظروف المرحلة التي ظهروا فيها فقط، بل وللقيمة التي كان يمثلها التلفزيون في ذلك الزمن ودخوله مرحلة أكثر تطورا على مختلف المجالات والأصعدة. ظهر لأول مرة على منصة الأخبار أول الستينات الميلادية، وأشرع أبواب علاقة حميمة بينه وبين الشاشة الفضية طوقها بأكاليل من الإبداعات في مختلف المجالات الإعلامية وسائر أنواع البرامج، فكان الإخباري الدقيق والمنوع القادر على تثقيف المشاهد بقالب ترفيهي، يتماس والرقي الذي يستهدفه في طرحه دون أن ينال من جودة المضمون والمحتوى.


وعلى أن التلفزيون قد خطفه في ريعان شبابه، إلا أن ذلك الوهج لم يحرره من ربقة الشعر فانساق ما بين جدولي المتنبي وعزيزة هارون، مشددا على وصفه المتكرر بأن الشعر هو الإعلام والإعلام هو الشعر.