الشاعر صالح زمانان، كتاب مواهب وأسرار وحكايات، فيه حبكة الدراما، ولقطات السينمائي، وكواليس المسرح، والحوار معه مثل الحديث الحميم الذي يكاد لبهجته يحلّق به وبمن حوله، وهنا نختزل مساحة لتسليط الضوء على روحانيته في رمضان:
• من تفتقد في رمضان الحالي؟
•• نصف العالم، الذي هو فقيد الدهور والمواسم كلّها.. أبي.
• رمضان عالق في ذاكرتك.. متى ولماذا؟
•• كل الرمضانات أو -الرماضين- التي في بيتنا الأول، حتى صار عمري 13، كنّا نفطر حول جدتي فاطمة، الشهيرة بـ«عريجة»، رغم أنها لم تكن تعرج، بل قدمها بُترت وهي في منتصف عمرها. أذكرُ السحنات، والرائحة، والطعم، والسجاد، وعريش الزنك، وأين كنتُ أجلس بالضبط.
• على المائدة، شيء تفضّله غير الطعام؟
•• الأطفال!
• تفضّل نهار رمضان، أم مساءاته الصاخبة؟
•• لطالما كنتُ كائنًا ليليًا. النهار ليس حديقتي بالمرة.
• شخصيات تتمنى مشاركتها الإفطار الرمضاني؟
•• بما أنها أمنية، سأتمنى رفقتي التي أحبّ، الموزعون بعيدًا في مدن عدة: عادل حوشان، يحيى امقاسم، وعبدالله ثابت.
• طبق رمضاني لا يفارق مائدتك؟
•• لستُ متطلبًا، على الرغم من انتمائي -غصبًا عني- إلى الحزب الذي يغضبُ عندما يجوع، ويصبحُ وحشًا كاسرًا، ويسبب الفضائح لنفسه بسبب بطنه!
• أصبح حضورك طفيفاً في مواقع التواصل الاجتماعي؟ هل سيعيدك رمضان؟
•• نعم، صار غيابي واضحًا للأسف، والسبب عائد للعمل. وأتمنى أن أعود لأكتب وأشارك في صفحاتي بـ«تويتر» و«فيسبوك» في هذا الشهر. إنها فرصة مناسبة لا شك.
• موسيقى عالقة بذهنك ترتبط برمضان؟
•• موسيقى المقدمة لبرنامج «حروف» الذي كان يقدمه ماجد الشبل -رحمه الله-.
• كم يبلغ إجمالي فاتورتك للإعاشة الرمضانية؟
•• عائلتي صغيرة، لا أحسب، ولا أظن فاتورة الإعاشة باهظة، لكنّي أيضًا لا أعلم أين يذهب الراتب.
• أين تتجه بوصلة «الإفطار الرمضاني» خارج المنزل؟
•• لا أحب الإفطار خارج المنزل أبدًا، لكنّي أفشل كل عام في رفض دعوة صالح سدران أو التملص منه -أبو روز.. أحد مثقفي نجران، رفيق العُمر، وسند الأيام-.
• ماذا تتابع في التلفزيون، غير أذان المغرب؟
•• لا أشاهد الأذان من التلفاز، أسمعه من المسجد المجاور. وأتابع هذا العام مسلسل هايبر لوب، والعاصوف. كما أتابع عبر نتفلكس مسلسل «أنا عندي نص» محبة في أداء صديقي وأستاذي الكبير إبراهيم الحساوي، ومسلسل «ماذا لو؟» للاستمتاع بأداء النجم الصديق منذر رياحنة.
• مدينة تتمنى قضاء رمضان فيها.. ولماذا؟
•• سراييفو، مع أم عمّار، لأسباب تخصّ أمانيها.
• من أكثر شخص تتواصل معه في رمضان؟
•• حمدة بنت مانع.. أمي، وريف أزماني.
• خلال مسيرتك العملية.. هل مضى شراعك بما تشتهي ريحك؟
•• الحمد لله، الأمر يمضي بشكل رائع، كما لو كان قافية من قوافي محمد الثبيتي.
• هل تؤمن ببركة الموت في رمضان، خصوصًا في العشر الأواخر؟
•• الموت معضلة الإنسان الأبديّة، لم أستطع التلاعب على فجيعتها وصدمتها بأي طريقة. هذه إجابتي الوحيدة. الآن على الأقل.
• الجلوس 5 دقائق مع شيخ الإرهابيين يوسف القرضاوي، ماذا ستقول له؟
•• «أيها الكهل السيئ الحظ.. في كل تلك الأشياء التي مرّت عليك، منذ تعلّم الخطو والكلام، وحتى حشود قتلاك، ألم يمرّ عليك هاذان: الخجل؟ أو الملل؟».
• طوال اليوم، ما هي أقرب لحظة لقلبك؟
•• عندما أفتح باب البيت، فيندفع إليّ «عذاب الصبايا».. عمّار.
• بعد أن أصبحت أبًا هل تتعامل مع «عمّار» بوصاية الآباء أم بحوار الأصدقاء؟
•• كنتُ صديقاً لأبي، انتخبني للصحبة، فكانت طفولتي وصباي حرّة بطريقة مذهلة، وهذه الحريّة صارت في مراهقتي وشبابي مكتسبًا ثمينًا وثقة غالية، كنتُ أحافظ عليه بمسؤولية ومحبة عميقة، ومع عمّار سأفعل مثل أبي، عمره الآن سنتان، وصرنا نحدّثُ بعضنا كصديقين قديمين يلتقيان في المقاهي البعيدة، أحاكيهِ بنبرةٍ شتوية، عن الأيام المهيبة، والعظماء الذي صعدوا عربة الغياب. أما هو فـ«يناغيني» بلغة عجائبية مكوّنة من ألف حرف، يروي بها قصصًا عن أنهارٍ تكاد تتعب من الجري، وتفكّرُ أنْ تتحول أشجارًا في غرفة ألعابهِ، تجلسُ تحت ظلها الدمى، وترعى من أوراقها المتلألئة عندما نخلد للنوم.
• كيف تنظر إلى التجربة السينمائية السعودية من زاويتك المسرحية؟
•• لكل منهما مهاراته وتكنيكاته ومرجعيته المختلفة، لا أستطيع قراءة هذه الأفلام بأدواتي المسرحية، لكن لدي اطلاع لا بأس به بالتجربة السينمائية العالمية، وقرأت العديد من العناوين المعنية بها، وأظن أن الحكم على التجارب «الفلمية» المطروحة فيه عَجَلة، فهذه التجارب لا تزال في «زمن البداية»، وهذا الزمن مشغول –غالبًا- بإثبات الحضور، وإبداء وجهة نظر بصريّة فحسب، وسيأتي الوقت الذي تصنع فيه تجارب سينمائية جديرة بالانتباه والنقد، بوصفها وجهة نظر فلسفية، تستغل جماليات الصناعة الفلمية في التعبير عنها. من ناحية أخرى، أحلمُ بكتابة فيلم طويل كل يوم، فالأفكار تغزوني باستمرار، وقد دوّنت بعض إلحاحاتها، إنما الوقت خصيمي وعائقي في هذا المشروع، فكتابة هذا الفن تحتاج لوقتٍ فسيح، وكثافة في العمل سمتها الإطالة والتفصيل والوعي النافذ والرؤية المتكاملة الصلدة.
• من هي الشخصية الخيالية أو الحقيقية التي لا غنى عنها، ولماذا؟
•• أستاذ الأجيال، والمثقف الشامل والمرجع، الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد. يأسرني بإنسانيته التي ظننت -قبل أن التقيه- استحالتها في هذا العالم. شخصية استثنائية وغريبة على هذا الزمان، فهو وإن كان واحدا من أهم أساطين الثقافة والمعرفة في العالم العربي اليوم، والأمس، إلاّ أنّ تواضعه ورحمته هي أبرز سماته التي تجعلك عاشقًا لشخصية هذا العلّامة، مشدوهًا وخجلًا أمام سيرته الإنسانية والمعرفية التي يخفيها ما استطاع. أطال الله عمره، ومتعنا بحياته وإنتاجه ورؤية وجهه العالي.
• من تفتقد في رمضان الحالي؟
•• نصف العالم، الذي هو فقيد الدهور والمواسم كلّها.. أبي.
• رمضان عالق في ذاكرتك.. متى ولماذا؟
•• كل الرمضانات أو -الرماضين- التي في بيتنا الأول، حتى صار عمري 13، كنّا نفطر حول جدتي فاطمة، الشهيرة بـ«عريجة»، رغم أنها لم تكن تعرج، بل قدمها بُترت وهي في منتصف عمرها. أذكرُ السحنات، والرائحة، والطعم، والسجاد، وعريش الزنك، وأين كنتُ أجلس بالضبط.
• على المائدة، شيء تفضّله غير الطعام؟
•• الأطفال!
• تفضّل نهار رمضان، أم مساءاته الصاخبة؟
•• لطالما كنتُ كائنًا ليليًا. النهار ليس حديقتي بالمرة.
• شخصيات تتمنى مشاركتها الإفطار الرمضاني؟
•• بما أنها أمنية، سأتمنى رفقتي التي أحبّ، الموزعون بعيدًا في مدن عدة: عادل حوشان، يحيى امقاسم، وعبدالله ثابت.
• طبق رمضاني لا يفارق مائدتك؟
•• لستُ متطلبًا، على الرغم من انتمائي -غصبًا عني- إلى الحزب الذي يغضبُ عندما يجوع، ويصبحُ وحشًا كاسرًا، ويسبب الفضائح لنفسه بسبب بطنه!
• أصبح حضورك طفيفاً في مواقع التواصل الاجتماعي؟ هل سيعيدك رمضان؟
•• نعم، صار غيابي واضحًا للأسف، والسبب عائد للعمل. وأتمنى أن أعود لأكتب وأشارك في صفحاتي بـ«تويتر» و«فيسبوك» في هذا الشهر. إنها فرصة مناسبة لا شك.
• موسيقى عالقة بذهنك ترتبط برمضان؟
•• موسيقى المقدمة لبرنامج «حروف» الذي كان يقدمه ماجد الشبل -رحمه الله-.
• كم يبلغ إجمالي فاتورتك للإعاشة الرمضانية؟
•• عائلتي صغيرة، لا أحسب، ولا أظن فاتورة الإعاشة باهظة، لكنّي أيضًا لا أعلم أين يذهب الراتب.
• أين تتجه بوصلة «الإفطار الرمضاني» خارج المنزل؟
•• لا أحب الإفطار خارج المنزل أبدًا، لكنّي أفشل كل عام في رفض دعوة صالح سدران أو التملص منه -أبو روز.. أحد مثقفي نجران، رفيق العُمر، وسند الأيام-.
• ماذا تتابع في التلفزيون، غير أذان المغرب؟
•• لا أشاهد الأذان من التلفاز، أسمعه من المسجد المجاور. وأتابع هذا العام مسلسل هايبر لوب، والعاصوف. كما أتابع عبر نتفلكس مسلسل «أنا عندي نص» محبة في أداء صديقي وأستاذي الكبير إبراهيم الحساوي، ومسلسل «ماذا لو؟» للاستمتاع بأداء النجم الصديق منذر رياحنة.
• مدينة تتمنى قضاء رمضان فيها.. ولماذا؟
•• سراييفو، مع أم عمّار، لأسباب تخصّ أمانيها.
• من أكثر شخص تتواصل معه في رمضان؟
•• حمدة بنت مانع.. أمي، وريف أزماني.
• خلال مسيرتك العملية.. هل مضى شراعك بما تشتهي ريحك؟
•• الحمد لله، الأمر يمضي بشكل رائع، كما لو كان قافية من قوافي محمد الثبيتي.
• هل تؤمن ببركة الموت في رمضان، خصوصًا في العشر الأواخر؟
•• الموت معضلة الإنسان الأبديّة، لم أستطع التلاعب على فجيعتها وصدمتها بأي طريقة. هذه إجابتي الوحيدة. الآن على الأقل.
• الجلوس 5 دقائق مع شيخ الإرهابيين يوسف القرضاوي، ماذا ستقول له؟
•• «أيها الكهل السيئ الحظ.. في كل تلك الأشياء التي مرّت عليك، منذ تعلّم الخطو والكلام، وحتى حشود قتلاك، ألم يمرّ عليك هاذان: الخجل؟ أو الملل؟».
• طوال اليوم، ما هي أقرب لحظة لقلبك؟
•• عندما أفتح باب البيت، فيندفع إليّ «عذاب الصبايا».. عمّار.
• بعد أن أصبحت أبًا هل تتعامل مع «عمّار» بوصاية الآباء أم بحوار الأصدقاء؟
•• كنتُ صديقاً لأبي، انتخبني للصحبة، فكانت طفولتي وصباي حرّة بطريقة مذهلة، وهذه الحريّة صارت في مراهقتي وشبابي مكتسبًا ثمينًا وثقة غالية، كنتُ أحافظ عليه بمسؤولية ومحبة عميقة، ومع عمّار سأفعل مثل أبي، عمره الآن سنتان، وصرنا نحدّثُ بعضنا كصديقين قديمين يلتقيان في المقاهي البعيدة، أحاكيهِ بنبرةٍ شتوية، عن الأيام المهيبة، والعظماء الذي صعدوا عربة الغياب. أما هو فـ«يناغيني» بلغة عجائبية مكوّنة من ألف حرف، يروي بها قصصًا عن أنهارٍ تكاد تتعب من الجري، وتفكّرُ أنْ تتحول أشجارًا في غرفة ألعابهِ، تجلسُ تحت ظلها الدمى، وترعى من أوراقها المتلألئة عندما نخلد للنوم.
• كيف تنظر إلى التجربة السينمائية السعودية من زاويتك المسرحية؟
•• لكل منهما مهاراته وتكنيكاته ومرجعيته المختلفة، لا أستطيع قراءة هذه الأفلام بأدواتي المسرحية، لكن لدي اطلاع لا بأس به بالتجربة السينمائية العالمية، وقرأت العديد من العناوين المعنية بها، وأظن أن الحكم على التجارب «الفلمية» المطروحة فيه عَجَلة، فهذه التجارب لا تزال في «زمن البداية»، وهذا الزمن مشغول –غالبًا- بإثبات الحضور، وإبداء وجهة نظر بصريّة فحسب، وسيأتي الوقت الذي تصنع فيه تجارب سينمائية جديرة بالانتباه والنقد، بوصفها وجهة نظر فلسفية، تستغل جماليات الصناعة الفلمية في التعبير عنها. من ناحية أخرى، أحلمُ بكتابة فيلم طويل كل يوم، فالأفكار تغزوني باستمرار، وقد دوّنت بعض إلحاحاتها، إنما الوقت خصيمي وعائقي في هذا المشروع، فكتابة هذا الفن تحتاج لوقتٍ فسيح، وكثافة في العمل سمتها الإطالة والتفصيل والوعي النافذ والرؤية المتكاملة الصلدة.
• من هي الشخصية الخيالية أو الحقيقية التي لا غنى عنها، ولماذا؟
•• أستاذ الأجيال، والمثقف الشامل والمرجع، الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد. يأسرني بإنسانيته التي ظننت -قبل أن التقيه- استحالتها في هذا العالم. شخصية استثنائية وغريبة على هذا الزمان، فهو وإن كان واحدا من أهم أساطين الثقافة والمعرفة في العالم العربي اليوم، والأمس، إلاّ أنّ تواضعه ورحمته هي أبرز سماته التي تجعلك عاشقًا لشخصية هذا العلّامة، مشدوهًا وخجلًا أمام سيرته الإنسانية والمعرفية التي يخفيها ما استطاع. أطال الله عمره، ومتعنا بحياته وإنتاجه ورؤية وجهه العالي.