شريكتي في النجاح

منذ أن عرفت نفسي، وجدت والدتي قبالتي، أمّاً في كل فصول الدنيا، في دفء الشتاء، وحرارة الظروف، لكن ثمة دوراً كان غائباً عن وعيي، رغم أنني أمارسه أحياناً من دون أن أدري ، ألا وهو تفعيل دورها في حياتي كشريكة وليست كأم فحسب، لم يهمني كم مضى من الوقت في حين لم أفهم تلك القاعدة، لكنني مسرورة إلى أنها وصلت إلى أجندة أفكاري أخيراً.

ثمة شخصيات مهمة حولنا، ولربما قربها الزائد يجعلنا لا نراها بدقة، لكنها مؤثرة وساحرة، بالأخص حين تتحدث عن دورٍ محوري لشخصية لصيقة بك، فتحبها أكثر، بل تتفوق في معاملتها بين الحب والاحترام.

أما سبب اختيارها للحديث، فذلك لأنها تقدمت إلى ذاكرتي حين تركتها تغدو وتأتي لأختار سيدة طموحة رفضت الاستسلام وركبت الصعاب، قوتني في ضعفي، وأخذتني معها نحو النجاح، لكن ذلك ليس الغاية فحسب، لكنها بالنسبة لي اكتشاف عظيم، ففيها أسرار مسيرتي، ومع كل زيادة اهتمام وحب نحوها، تتحول حياتي إلى مفاجآت عجيبة لم أفهمها لكنني أعيش معها سحراً لا يٌقاوم، اليوم أطلب من ابنتي جهراً أن تخوض التربة ذاتها معي لتكتشف السر العجيب، ولتبدأ الشراكة معي باكراً، عدا عن ذلك، سأخبركم أن أجمل أسرار هذه الشراكة هي الرخاء في النفس، تجعلك تبدو أمام نفسك وأمام الآخرين مالكاً لكل شيء، إنها أمي التي معها وبها وجدت حبلاً ينقدني بل مصعداً علا به مقامي في جميع الاتجاهات.

* صحفية