الشعر عند العرب لم يكن قولاً عابراً، بل كان فضاء واسعاً يعبر به العربي عن أحاسيسه؛ فيرسمها لوحة، من يقرأها أو يسمع بها يعيش تفاصيلها، تملؤها الحكمة الأخاذة والأخلاق السامية الرفيعة.. أنغام موسيقية تطرب المسامع وترق لها الأفئدة متوازنة بلا خلل، ممتعة بلا ملل، يعتز به أهله ويفتخرون بكل ما فيه وإن شابته بعض الشوائب لا تعكر صفوه الجميل.. عديّ بن ربيعة بن الحارث التغلبي (المهلهل)، قيل إنه لقّب بالمهلهل لأنه أول من هلهل الشعر أي رقّقه، وهو الأخ الشقيق لفارس العرب وائل بن ربيعة (كليب)، وأحد أبطال حرب البسوس التي كانت شرارتها الأولى مقتل أخيه كليب، يقول راثيا كليبا:
أليلتنا بذي حسمٍ أنيري
إذا أنتِ انقضيتِ فلاَ تحوري
فإنْ يكُ بالذنائبِ طالَ ليلي
فقدْ أبكي منَ الليلِ القصيرِ
وَأَنْقَذَنِي بَيَاضُ الصُّبْحِ مِنْهَا
لقدْ أُنقذتُ منْ شرٍّ كبيرِ
كأنَّ كواكبَ الجوزاءِ عودٌ
مُعَطَّفَة ٌ عَلَى رَبْعٍ كَسِيرٍ
كأنَّ الفرقدينِ يدا بغيضٍ
أَلَحَّ عَلَى إَفَاضَتِهِ قَمِيرِي
أرقتُ وَ صاحبي بجنوبِ شعبٍ
لبرقٍ في تهامة َ مستطيرِ
فَلَوْ نُبِشَ المَقَابِرُ عَنْ كُلَيْبٍ
فيعلمَ بالذنائبِ أيُّ زيرِ
بِيَوْمِ الشَّعْثَمَيْنِ أَقَرَّ عَيْنا
ًوَكَيْفَ لِقَاء مَنْ تَحْتَ الْقُبُورِ
وَأني قدْ تركتُ بوارداتٍ
بُجَيْراً فِي دَمٍ مِثْلِ الْعَبِيرِ
هَتَكْتُ بِهِ بُيُوتَ بَنِي عُبَاد
ٍوَبَعْضُ الغَشْمِ أَشْفَى لِلصُّدُورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ يُوفَى مِنْ كُلَيْبٍ
إذا برزتْ مخبأة ُ الخدورِ
وَهَمَّامَ بْنَ مُرَّة َ قَدْ تَرَكْنَا
عليهِ القشعمانِ منَ النسورِ
ينوءُ بصدرهِ وَ الرمحُ فيهِ
وَيَخْلُجُهُ خَدَبٌّ كَالْبَعِيرِ
قَتِيلٌ مَا قَتِيلُ المَرْءِ عَمْروٌ
وَجَسَّاسُ بْنُ مُرَّة َ ذُو ضَرِيرِ
كَأَنَّ التَّابِعَ المِسْكِينَ فِيْهَا
أَجِيرٌ فِي حُدَابَاتِ الْوَقِيرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍإ
ِذَاهَتَفَ المُثَّوبُ بِالْعَشِيرِ
تسائلني أميمة ُ عنْ أبيها
وَمَا تَدْرِي أُمَيْمَة ُ عَنْ ضَمِيرِ
وَلكنا طعنّا القومَ طعناً
على الأثباجِ منهمْ وَ النحورِ
نَكُبُّ الْقَومَ لِلأذْقَانِ صَرْعَى
وَنَأْخُذُ بِالتَّرَائِبِ وَالصُّدُورِ
فَلَوْلاَ الرِّيْحُ أُسْمِعُ مَنْ بِحُجْرٍ
صليلَ البيضِ تقرعُ بالذكورِ
فِدى ً لِبَنِي شَقِيقَة يَوْمَ جَاءُوا
كأسْدِ الغابِ لجّتْ في الزئيرِ
غداة كأننا وَبني أبينا
بجنبِ عنيزة رحيا مديرِ
كَأَنَّ الْجَدْيَ جَدْيَ بَنَاتِ نَعْشٍ
يكبُّ على اليدينِ بمستديرِ
وَتَخْبُو الشُّعْرَيَانِ إِلَى سُهَيْلٍ
يَلُوحُ كَقمَّة ِ الْجَبَلِ الْكَبِيرِ
وَكَانُوا قَوْمَنَا فَبَغَوْا عَلَيْنَا
فَقَدْ لاَقَاهُمُ لَفَح السَّعِيرِ
تظلُّ الطيرُ عاكفة ً عليهمْ
كأنَّ الخيلَ تنضحُ بالعبيرِ
أليلتنا بذي حسمٍ أنيري
إذا أنتِ انقضيتِ فلاَ تحوري
فإنْ يكُ بالذنائبِ طالَ ليلي
فقدْ أبكي منَ الليلِ القصيرِ
وَأَنْقَذَنِي بَيَاضُ الصُّبْحِ مِنْهَا
لقدْ أُنقذتُ منْ شرٍّ كبيرِ
كأنَّ كواكبَ الجوزاءِ عودٌ
مُعَطَّفَة ٌ عَلَى رَبْعٍ كَسِيرٍ
كأنَّ الفرقدينِ يدا بغيضٍ
أَلَحَّ عَلَى إَفَاضَتِهِ قَمِيرِي
أرقتُ وَ صاحبي بجنوبِ شعبٍ
لبرقٍ في تهامة َ مستطيرِ
فَلَوْ نُبِشَ المَقَابِرُ عَنْ كُلَيْبٍ
فيعلمَ بالذنائبِ أيُّ زيرِ
بِيَوْمِ الشَّعْثَمَيْنِ أَقَرَّ عَيْنا
ًوَكَيْفَ لِقَاء مَنْ تَحْتَ الْقُبُورِ
وَأني قدْ تركتُ بوارداتٍ
بُجَيْراً فِي دَمٍ مِثْلِ الْعَبِيرِ
هَتَكْتُ بِهِ بُيُوتَ بَنِي عُبَاد
ٍوَبَعْضُ الغَشْمِ أَشْفَى لِلصُّدُورِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ يُوفَى مِنْ كُلَيْبٍ
إذا برزتْ مخبأة ُ الخدورِ
وَهَمَّامَ بْنَ مُرَّة َ قَدْ تَرَكْنَا
عليهِ القشعمانِ منَ النسورِ
ينوءُ بصدرهِ وَ الرمحُ فيهِ
وَيَخْلُجُهُ خَدَبٌّ كَالْبَعِيرِ
قَتِيلٌ مَا قَتِيلُ المَرْءِ عَمْروٌ
وَجَسَّاسُ بْنُ مُرَّة َ ذُو ضَرِيرِ
كَأَنَّ التَّابِعَ المِسْكِينَ فِيْهَا
أَجِيرٌ فِي حُدَابَاتِ الْوَقِيرِ
عَلَى أَنْ لَيْسَ عَدْلاً مِنْ كُلَيْبٍإ
ِذَاهَتَفَ المُثَّوبُ بِالْعَشِيرِ
تسائلني أميمة ُ عنْ أبيها
وَمَا تَدْرِي أُمَيْمَة ُ عَنْ ضَمِيرِ
وَلكنا طعنّا القومَ طعناً
على الأثباجِ منهمْ وَ النحورِ
نَكُبُّ الْقَومَ لِلأذْقَانِ صَرْعَى
وَنَأْخُذُ بِالتَّرَائِبِ وَالصُّدُورِ
فَلَوْلاَ الرِّيْحُ أُسْمِعُ مَنْ بِحُجْرٍ
صليلَ البيضِ تقرعُ بالذكورِ
فِدى ً لِبَنِي شَقِيقَة يَوْمَ جَاءُوا
كأسْدِ الغابِ لجّتْ في الزئيرِ
غداة كأننا وَبني أبينا
بجنبِ عنيزة رحيا مديرِ
كَأَنَّ الْجَدْيَ جَدْيَ بَنَاتِ نَعْشٍ
يكبُّ على اليدينِ بمستديرِ
وَتَخْبُو الشُّعْرَيَانِ إِلَى سُهَيْلٍ
يَلُوحُ كَقمَّة ِ الْجَبَلِ الْكَبِيرِ
وَكَانُوا قَوْمَنَا فَبَغَوْا عَلَيْنَا
فَقَدْ لاَقَاهُمُ لَفَح السَّعِيرِ
تظلُّ الطيرُ عاكفة ً عليهمْ
كأنَّ الخيلَ تنضحُ بالعبيرِ