-A +A
اعداد : فهد صالح (جدة)fahadoof_s@
عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسي البصري، يُكنى (أبا بِشر)، يُعد من أشهر علماء اللغة العربية، من أسرة فارسية، لُقّب بعمدة النُحاة وبحر اللغة، يُحسب له تبسيطه لعلم النحو، تتلمذ على يد عديد من الشيوخ والعلماء، ساد أهل عصره في اللغة على حداثة سنّه، وله فيها كتابه (الكبير)، أو كما يعرف بـ(كتاب سيبويه)، حيث جمع فيه كل أقوال علماء النحو السابقين وأضاف عليها قواعد مستخلصة من اختلاطه بالعرب الفصحاء، يعتمد عليه الدارسون، مهما اختلف بهم الزمان والمكان.

الكتاب


لم يضع سيبويه عنواناً لكتابه أو مقدمة أو خاتمة، إذ مات في ريعان شبابه، قبل أن يخرج الكتاب إلى النور؛ فأخرجه تلميذه أبو الحسن الأخفش إلى الوجود دون اسم؛ عرفاناً بفضل أستاذه وعلمه وخدمةً للغة القرآن التي عاش من أجلها أستاذه؛ فأطلق عليه العلماء اسم (الكتاب)، فإذا ذُكر (الكتاب) مجرداً من أي وصف فإنما يقصد به كتاب سيبويه.

العقرب والزنبور

دُعي سيبويه إلى بغداد من قبل البارزين فيها والعلماء، وهناك أعدت مناظرة بين كبيري النحاة؛ سيبويه ممثلًا لمذهب البصريين والكسائي عن الكوفيين، فقال الكسائي لسيبويه: كيف تقول في: قد كنت أحسب أن العقرب أشد لسعة من الزُّنْبُور (الدبور)، فإذا هو هي، أو فإذا هو إياها بعينها؟ ثم سأله عن مسائل أخرى نحو: خرجت فإذا عبدالله القائمُ أو القائمَ؟ فقال سيبويه في ذلك كله بالرفع، وأجاز الكسائي الرفع والنصب، فأنكر سيبويه، فقال يحيى بن خالد: قد اختلفتما فمن يحكم بينكما؟ وهنا قال الكسائي منتهزاً الفرصة: الأعراب، وهاهم بالباب؛ فأمر يحيى فأدخل منهم من كان حاضراً، -وهنا تظهر خيوط المؤامرة- فقالوا بقول الكسائي؛ فانقطع سيبويه واستكان، وانصرف الناس يتحدثون بهذه الهزيمة، حزن سيبويه حزناً شديداً وقرر أن يرحل إلى خراسان، فلقي ربه وهو لم يتجاوز عمره الأربعين.