كانت اللغة العربية لغةً محكيةً مرتبطةً بسليقة أهل الجزيرة العربية وفطرتهم، تثريها بيئتهم بما يناسبها من تعابير وألفاظ. ومع بزوغ نجم الدين الإسلامي واتساع رقعة بلاد المسلمين، وشروعهم في بناء الدولة، كثُرت المراسلات بينهم، وقادت فتوحاتهم شعوباً لم تنطق العربية قط، فأصبحت جزءاً من المجتمع العربي، فصارت الحاجة ملحة لضبط قواعد اللغة العربية حفظاً لها مما يداخلها ويخالطها من الشوائب التي تشوبها.. وقد كان ذلك أمراً شبه مستحيل، لولا وجود عدد من علماء اللغة الذين رهنوا حياتهم لها، ومن هؤلاء:
عبدالله جمال الدين بن أحمد بن عبدالله بن هشام الأنصاري.
ولد ابن هشام في القاهرة في شهر ذي القعدة، عام 708 هـ، وتوفي فيها في ذي القعدة عام 761هـ.
تتلمذ على أيدي علماء زمانه كابن السراج، وأبي حيان، والتاج التبريزي، والتاج الفاكهاني، والشهاب ابن المرحّل، وابن جماعة، وغيرهم.
منزلته العلمية:
أتقن ابن هشام علوم العربية، حتى فاق أقرانه وشيوخه ومن عاصره، غير أن شهرته لم تكن محصورة في مصر وحدها، بل تعدتها إلى المشرق والمغرب، حيث ذكر «صاحب الدرر الكامنة» (ابن حجر) نقلاً عن ابن خلدون قوله: «ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية، يقال له ابن هشام، أنحى من سيبويه». ولابن هشام مؤلفات عديدة في علوم شتى، بيد أنه برع في علم النحو، وكان شغوفاً بألفية ابن مالك ما دفعه إلى شرحها في كتاب أسماه «أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك»، وإن كان ملتزماً بشرحها إلا أنه ينتقد ويبدي رأيه ويخالف صاحبها في كثير من المسائل. وأدرك ابن هشام بحسه العلمي والتربوي، حاجة طلاب العلم إلى التدرج في علوم النحو، فألف كتاباً للمبتدئين من مجلد واحد أسماه «قطر الندى وبلّ الصدى»، وآخر للمراحل المتقدمة من مجلد واحد أيضاً أسماه «شذور الذهب في كلام العرب».
مغني اللبيب
بيد أن أهم مؤلفاته النحوية هو «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب»، وكأنه ألف هذا الكتاب للمتخصصين في هذا العلم، فهو مصنف فريد من نوعه ثري في مادته لا نظير له، وهذا الكتاب هو بمثابة واسطة العقد بين كل مصنفاته، وقد سلك فيه نهجاً مميزاً، حيث جمع الأدوات والحروف مصنفة على حروف المعجم، وجمع شاردها وفصل قواعدها، ثم عرّج على الأحكام العامة للجمل وأشباهها، وما يتبع ذلك من تقسيمات وتفريعات، وتبيين للقواعد الكلية للنحو، والأخطاء التي يقع فيها المعربون، وهو إلى جانب هذا كله غزير في شواهده القرآنية والشعــرية، كما ضمّن في ثناياه آراء الكثيرين من النحاة والأعلام السابقين.
عبدالله جمال الدين بن أحمد بن عبدالله بن هشام الأنصاري.
ولد ابن هشام في القاهرة في شهر ذي القعدة، عام 708 هـ، وتوفي فيها في ذي القعدة عام 761هـ.
تتلمذ على أيدي علماء زمانه كابن السراج، وأبي حيان، والتاج التبريزي، والتاج الفاكهاني، والشهاب ابن المرحّل، وابن جماعة، وغيرهم.
منزلته العلمية:
أتقن ابن هشام علوم العربية، حتى فاق أقرانه وشيوخه ومن عاصره، غير أن شهرته لم تكن محصورة في مصر وحدها، بل تعدتها إلى المشرق والمغرب، حيث ذكر «صاحب الدرر الكامنة» (ابن حجر) نقلاً عن ابن خلدون قوله: «ما زلنا ونحن بالمغرب نسمع أنه ظهر بمصر عالم بالعربية، يقال له ابن هشام، أنحى من سيبويه». ولابن هشام مؤلفات عديدة في علوم شتى، بيد أنه برع في علم النحو، وكان شغوفاً بألفية ابن مالك ما دفعه إلى شرحها في كتاب أسماه «أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك»، وإن كان ملتزماً بشرحها إلا أنه ينتقد ويبدي رأيه ويخالف صاحبها في كثير من المسائل. وأدرك ابن هشام بحسه العلمي والتربوي، حاجة طلاب العلم إلى التدرج في علوم النحو، فألف كتاباً للمبتدئين من مجلد واحد أسماه «قطر الندى وبلّ الصدى»، وآخر للمراحل المتقدمة من مجلد واحد أيضاً أسماه «شذور الذهب في كلام العرب».
مغني اللبيب
بيد أن أهم مؤلفاته النحوية هو «مغني اللبيب عن كتب الأعاريب»، وكأنه ألف هذا الكتاب للمتخصصين في هذا العلم، فهو مصنف فريد من نوعه ثري في مادته لا نظير له، وهذا الكتاب هو بمثابة واسطة العقد بين كل مصنفاته، وقد سلك فيه نهجاً مميزاً، حيث جمع الأدوات والحروف مصنفة على حروف المعجم، وجمع شاردها وفصل قواعدها، ثم عرّج على الأحكام العامة للجمل وأشباهها، وما يتبع ذلك من تقسيمات وتفريعات، وتبيين للقواعد الكلية للنحو، والأخطاء التي يقع فيها المعربون، وهو إلى جانب هذا كله غزير في شواهده القرآنية والشعــرية، كما ضمّن في ثناياه آراء الكثيرين من النحاة والأعلام السابقين.