قد يتبادر إليك عند تهنئة الآخرين أول مصطلح للتعبير عن ذلك.. كلمة «مبروك»، مصحوباً بنغمة فرح تبدي السعادة لوقوع أمر حميد للشخص، ولكن ما لا يتنبه إليه المهنئون أن هذا اللفظ لم يرد في اللغة الفصحى بمعنى التهنئة، وبالتالي فاستخدامه في هذا المقام يعد خطأ!.
الإشكال في معنى الكلمة ليس وليد اللحظة، بل أُشبع دراسةً وتداولاً، واختلفت فيه الآراء بين من يرى جواز استعمال اللفظ للتهنئة لأن معناه أصبح دارجاً على ألسنة العامة، وبين من يرى عكس ذلك بحجة أنه لم يرد في اشتقاق الكلمة على هذا الوزن معنى التهنئة، وأن يقال مكانها «مبارك»، وآخرها، القرار الذي أصدره مجمع اللغة العربية في مكة المكرمة الشهر الماضي (5 فبراير 2020)، في موضوع حكم استعمال «مبروك» في معنى التهنئة، إذ دعا بعض أعضائه إلى إجازة هذا اللفظ، إذ إن الحكم المشهور عليها لدى المختصين أنها خطأ شائع، وأورد مجيزو الكلمة مسوغات جوازها ومنها اشتراكها في أصل المادة ولفظها مع كلمة «مبارك»، وهو ما يقتضي الاشتراك وتعدد دلالات اللفظ الواحد، والاستفاضة في استعمال لفظ «مبروك» بين العامة والخاصة في العصر الحالي، والاستئناس بمناهج التحليل اللغوي وعلم اللغة المقارن في قبول مجيء لفظ «مبروك» على دلالة لفظ «مبارك»، وخضوع الألفاظ العربية للتغيير في الدلالة باختلاف العصور والبيئات، وهو مظهر من مظاهر التطور اللغوي المعروف في علم اللغة وفقهها.
إلا أنه وبعد عرض الموضوع على أعضاء المجمع للدراسة والبحث، كان رأي الأغلبية هو منعَ استعمال هذا اللفظ في الفصحى للتهنئة، إذ تقرر أن استعمال لفظ «مبروك» للتهنئة مُحدثٌ وغير معروف في الفصحى إلا بمعنى «البروك»، ويستعمل في اللغة لمعنى يختص به، فهو مشتق من «البَرْك» وهو الصدر، ومنه الفعل: برك البعير، إذا استناخ وألصق صدره بالأرض، فالبعير باركٌ، والمكان مبروكٌ فيه أو عليه.
وأفاد مجمع اللغة العربية في قراره بأن المشهور المستعمل في التهنئة من هذه المادة هو «المفاعلة» أي «المباركة» من البركة التي هي الزيادة في الخير، وبناء على رأي جمهور المجمعيين، فقد رأى المجمع منع استعمال لفظ «مبروك» في معنى التهنئة، والاكتفاء بلفظ «مبارك» الذي تواتر استعماله في الكلام العربي الفصيح. ويمكن الاطلاع على القرار وحيثياته والآراء المتداولة حيال قرار المجمع من خلال الرابط:
http://www.m-a-arabia.com/site/26984.html
المؤيدون:
الاشتراك اللفظي والدلالي
كثرة استعمال العامة للكلمة
قبول اللفظ في التحليل اللغوي
التطور اللغوي باختلاف العصور
الرافضون:
اللفظ مُحدث
معناه في الفصحى مغاير
مشتق من «البَرْك» وهو الصدر
التهنئة الفصيحة «مبارك»
الإشكال في معنى الكلمة ليس وليد اللحظة، بل أُشبع دراسةً وتداولاً، واختلفت فيه الآراء بين من يرى جواز استعمال اللفظ للتهنئة لأن معناه أصبح دارجاً على ألسنة العامة، وبين من يرى عكس ذلك بحجة أنه لم يرد في اشتقاق الكلمة على هذا الوزن معنى التهنئة، وأن يقال مكانها «مبارك»، وآخرها، القرار الذي أصدره مجمع اللغة العربية في مكة المكرمة الشهر الماضي (5 فبراير 2020)، في موضوع حكم استعمال «مبروك» في معنى التهنئة، إذ دعا بعض أعضائه إلى إجازة هذا اللفظ، إذ إن الحكم المشهور عليها لدى المختصين أنها خطأ شائع، وأورد مجيزو الكلمة مسوغات جوازها ومنها اشتراكها في أصل المادة ولفظها مع كلمة «مبارك»، وهو ما يقتضي الاشتراك وتعدد دلالات اللفظ الواحد، والاستفاضة في استعمال لفظ «مبروك» بين العامة والخاصة في العصر الحالي، والاستئناس بمناهج التحليل اللغوي وعلم اللغة المقارن في قبول مجيء لفظ «مبروك» على دلالة لفظ «مبارك»، وخضوع الألفاظ العربية للتغيير في الدلالة باختلاف العصور والبيئات، وهو مظهر من مظاهر التطور اللغوي المعروف في علم اللغة وفقهها.
إلا أنه وبعد عرض الموضوع على أعضاء المجمع للدراسة والبحث، كان رأي الأغلبية هو منعَ استعمال هذا اللفظ في الفصحى للتهنئة، إذ تقرر أن استعمال لفظ «مبروك» للتهنئة مُحدثٌ وغير معروف في الفصحى إلا بمعنى «البروك»، ويستعمل في اللغة لمعنى يختص به، فهو مشتق من «البَرْك» وهو الصدر، ومنه الفعل: برك البعير، إذا استناخ وألصق صدره بالأرض، فالبعير باركٌ، والمكان مبروكٌ فيه أو عليه.
وأفاد مجمع اللغة العربية في قراره بأن المشهور المستعمل في التهنئة من هذه المادة هو «المفاعلة» أي «المباركة» من البركة التي هي الزيادة في الخير، وبناء على رأي جمهور المجمعيين، فقد رأى المجمع منع استعمال لفظ «مبروك» في معنى التهنئة، والاكتفاء بلفظ «مبارك» الذي تواتر استعماله في الكلام العربي الفصيح. ويمكن الاطلاع على القرار وحيثياته والآراء المتداولة حيال قرار المجمع من خلال الرابط:
http://www.m-a-arabia.com/site/26984.html
المؤيدون:
الاشتراك اللفظي والدلالي
كثرة استعمال العامة للكلمة
قبول اللفظ في التحليل اللغوي
التطور اللغوي باختلاف العصور
الرافضون:
اللفظ مُحدث
معناه في الفصحى مغاير
مشتق من «البَرْك» وهو الصدر
التهنئة الفصيحة «مبارك»