عبد يغوث بن الحارث بن وقاص، شاعر وفارس جاهليٌّ، كان سيِّدَ قومه بني الحارث بن كعب، وفي يوم الكلاب الثاني كان قائدهم، وأسره بنو تميم، ورفضوا أن يفتدي نفسه، وربطوا لسانه خوفاً من أن يهجوهم، فطلب منهم أن يفكُّوا لسانه لينوح على نفسه ويذمَّ أصحابه لتركهم له، وقال هذه القصيدة وهو أسير يَشعر بالذلِّ بعد أن كان فارساً في قومه، وهو ينتظر الموت:
ألا لا تلوماني كفى اللَّومَ ما بيا
وما لكما في اللَّوم خيرٌ ولا لِيا
ألم تعلما أنَّ الملامةَ نفعُها
قليلٌ، وما لومي أخي مِن شِماليا
فيا راكباً إمَّا عرضتَ فبلِّغنْ
نَدامايَ من نَجْرانَ أنْ لا تلاقِيا
جزى اللهُ قومي بالكُلابِ ملامةً
صريحَهمُ والآخرين المَواليا
ولو شئتُ نجَّتني مِن الخيل نَهْدَةٌ
ترى خلفَها الحُوَّ الجيادَ تَواليا
ولكنني أحمي ذِمارَ أبيكُمُ
وكانَ الرماحُ يختَطِفْنَ المُحاميا
أقول وقد شَدُّوا لساني بنِسعةٍ
أمعشرَ تَيْمٍ أطلِقوا عن لِسانيا
أمعشر تَيمٍ قد ملكتمْ فأسجِحوا
فإنَّ أخاكم لم يكن مِن بَوائيا
فإن تقتُلوني تقتُلوا بيَ سيداً
وإن تُطْلِقوني تَحْربُوني بماليا
وتضحكُ منِّي شيخةٌ عبشميَّةٌ
كأنْ لم تَرَ قلبي أسيراً يَمانيا
وظلَّ نِساء الحيِّ حوليَ رُكَّداً
يُراوِدْنَ منِّي ما تُريد نِسائيا
وقد عَلمَتْ عرسي مُلَيْكَةُ أنني
أنا الليثُ مَعْدُوّاً عليَّ وَعاديا
وقد كنتُ نَحَّار الجَزور ومُعمِل ال
مَطِيِّ، وأمضي حيثُ لا حيَّ ماضيا
وأنحَرُ للشَّرب الكرام مَطِيَّتي
وأصدعُ بين القَينَتَيْنِ رِدائيا
وكنتُ إذا ما الخيلُ شَمَّصها القنا
لَبيقاً بتصريف القناةِ بَنَانيا
وعاديةٍ سومَ الجراد وزعتُها
بكفِّي، وقد أنْحَوا إليَّ العَواليا
كأنِّيَ لم أركب جواداً ولم أقلْ
لخيليَ: كرِّي، نفِّسي عن رجاليا
ولم أسبأ الزَّقَّ الرَّويَّ، ولم أقل
لأيسارِ صدق: أعظِموا ضوءَ ناريا
ألا لا تلوماني كفى اللَّومَ ما بيا
وما لكما في اللَّوم خيرٌ ولا لِيا
ألم تعلما أنَّ الملامةَ نفعُها
قليلٌ، وما لومي أخي مِن شِماليا
فيا راكباً إمَّا عرضتَ فبلِّغنْ
نَدامايَ من نَجْرانَ أنْ لا تلاقِيا
جزى اللهُ قومي بالكُلابِ ملامةً
صريحَهمُ والآخرين المَواليا
ولو شئتُ نجَّتني مِن الخيل نَهْدَةٌ
ترى خلفَها الحُوَّ الجيادَ تَواليا
ولكنني أحمي ذِمارَ أبيكُمُ
وكانَ الرماحُ يختَطِفْنَ المُحاميا
أقول وقد شَدُّوا لساني بنِسعةٍ
أمعشرَ تَيْمٍ أطلِقوا عن لِسانيا
أمعشر تَيمٍ قد ملكتمْ فأسجِحوا
فإنَّ أخاكم لم يكن مِن بَوائيا
فإن تقتُلوني تقتُلوا بيَ سيداً
وإن تُطْلِقوني تَحْربُوني بماليا
وتضحكُ منِّي شيخةٌ عبشميَّةٌ
كأنْ لم تَرَ قلبي أسيراً يَمانيا
وظلَّ نِساء الحيِّ حوليَ رُكَّداً
يُراوِدْنَ منِّي ما تُريد نِسائيا
وقد عَلمَتْ عرسي مُلَيْكَةُ أنني
أنا الليثُ مَعْدُوّاً عليَّ وَعاديا
وقد كنتُ نَحَّار الجَزور ومُعمِل ال
مَطِيِّ، وأمضي حيثُ لا حيَّ ماضيا
وأنحَرُ للشَّرب الكرام مَطِيَّتي
وأصدعُ بين القَينَتَيْنِ رِدائيا
وكنتُ إذا ما الخيلُ شَمَّصها القنا
لَبيقاً بتصريف القناةِ بَنَانيا
وعاديةٍ سومَ الجراد وزعتُها
بكفِّي، وقد أنْحَوا إليَّ العَواليا
كأنِّيَ لم أركب جواداً ولم أقلْ
لخيليَ: كرِّي، نفِّسي عن رجاليا
ولم أسبأ الزَّقَّ الرَّويَّ، ولم أقل
لأيسارِ صدق: أعظِموا ضوءَ ناريا