-A +A
إعداد: فهد البندر fahadalbandar@
امتعضَ عددٌ كبيرٌ من المعلمين والطلاب في الجامعات والمعاهد والمدارس يوم الأحد السابع والعشرين من جمادى الثانية عام ثمانٍ وثلاثين وأربعمئة وألف لهجرة محمد عليه السلام والمسلمين من مكةَ إلى يثربَ، السادس والعشرين من مارس آذار سنة سبعَ عشرةَ وألفين لميلاد المسيح بن مريم عليه السلام، عندما أخطأ وزير التعليم حين كتب بخط يده على ورقةٍ صوّرها في تغريدةٍ على منصة موقع التواصل الاجتماعيّ الشهير (تويتر)، فثارت ثائرتهم، وانفجرت حفيظتهم، واشمأزوا وتحسّروا ورفضوا، واستنفروا فتنادوا واستغربوا، فلم يصدّقوا ما رأوا، واستنكروا ما قرأوا، فكتبوا ما لم يكتبوا، وكأنهم انتصروا لأنفسهم، قبل أن يتذكروا انتصارهم للغتهم يومذاك.

رأوا أن طامة من يقف على هرم التعليم كبرى، وأن ما اقترَفَهُ أمرٌ جللٌ، وخطيئته لا غفران لها، ولم يعذروه حين هبّوا للهجوم عليه، واعتبروا سقطته سقطةَ جنديٍّ دخل المعركة وهو لا يعرف كيف يستخدم سلاحَه الذي ظلّ يحمله سنين عددا، ناسين هفوات لوحة المفاتيح، التي قد تخطّئ من لا يخطئ، وتحرِجُ مَن لا يُحرَج، وغافلين عن عدسات النظارات التي قد لا ترى الخطأَ خطأً، لكنّهم يحتجون بأن الرجل كتب رسالته بقلمه على ورقته فأرسلها بأخطائها والحجة قائمةٌ عليه، والهجوم عليه على حق.


ما لبثَ الوزيرالسابق أن استعدّ للرحيل فرحل، ووجع تلك التغريدة تلوكه الألسن منذ ذلك المساء إلى صباحنا هذا.

ولم ينسَ الكُلُّ أن وزير التعليم كان فاضلاً خلوقاً، له ما له وعليه ما عليه، خدَم قيادته ووطنه بما استطاع من قدراته التي كانت تسنده، رغم ما رأوه من قصوره في الكتابة، والبشرُ كلّهم يُقَصّرون.