-A +A
إعداد: محمد المشرعي mmashraee2@
في عصر تدفق المعلومات والثورة التكنولوجية لا تجد القراءة في المجتمع العربي الاهتمام الكافي بها، إنما تشهد تراجعاً كبيراً لا يليق بـ «أمة اقرأ».

وأصبح العالم العربي يعيش اليوم أزمة كبرى متمثلة في الانصراف عن القراءة التي تؤثر بالتالي على مستوى إنتاجه ومعيشته وتطوره ونظرته إلى المستقبل، وأضحى بحاجة إلى من يذكّره بأهمية القراءة. وبحسب دراسة سابقة أجرتها «مؤسسة دار الفكر» فإن متوسط القراءة لدى الفرد في المجتمعات العربية لا يتجاوز ست دقائق في السنة، في حين أن هذا المتوسط يبلغ نحو 200 ساعة سنوياً في دول أوروبا، وهذا التباين يظهر مدى التدني الذي وصلت إليه معدلات القراءة عربياً.


ولوضع حلول تحد من تراجع ظاهرة القراءة ينبغي أولاً أن نهتم بالطفل الذي يعيش تجاهلاً كبيراً من دور النشر، والعمل على إيجاد محفزات له لزيادة معدل القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة.

كذلك تخصيص جزء من إنفاق الأسر لشراء الكتب، فنجد أن مبيعات الكتب في الولايات المتحدة تصل لأكثر من 26 مليار دولار سنوياً، بينما في العالم العربي أجمع تصل نسبة مبيعاته للكتب إلى أقل من مليار دولار، وتوفير كتب بأسعار مناسبة لأصحاب الدخول المتدنية.

بالإضافة إلى الاهتمام بموضوع النشر إنتاجاً وتوزيعاً، حيث تبين أن نصيب العالم الغربي من النشر حوالي مليون ومائتين وخمسين ألف عنوان كل عام، في حين أن العالم العربي مجتمعاً يُنتج حوالي 20 ألف عنوان. والالتفات للمعرفة بفتح مكتبات عامة، وتعيين أمناء عليها، على الأقل يتم بناء مكتبة عامة في كل حي لتشجيع جميع مكونات المجتمع على القراءة، وتطوير مكتبات المدارس الحكومية والخاصة لتصبح بيئة محفزة للطلاب والطالبات على القراءة. والمبادرة بفتح زوايا وأركان في المولات التجارية للتحفيز على القراءة وتقوية العلاقة بين الفرد والكتاب.

هذه كلها عوامل مهمة في سبيل إعادة شغف القراءة، ولتكون الغاية من القراءة شيئاً بسيطاً ومحبباً ألا وهو «المتعة». فالقراءة وحدها هي الكفيلة باستعادة مجد «العربية» المفقود.