وصلت المنافسة المتجددة بين ريال مدريد وبرشلونة إلى حدتها وسط موعد جديد مع التاريخ، سيلتقي الغريمان (الأحد) في موقعة (الكلاسيكو) في قمة مباريات (الليغا)، وسط سباق بين الفريقين من أجل تصدر قائمة الدوري والفريق الأكثر تحقيقاً للفوز تاريخياً في هذه المواجهة العريقة.
من النادر أن نجد شخصاً لم يُسأل ذات يوم أو يناقش مع أصدقائه سؤال: لماذا ريال مدريد وبرشلونة هم أكثر الأندية شعبية بالعالم؟ ما الذي يجعلهم يتفوقون على الأندية الإنجليزية والإيطالية والألمانية من حيث الشهرة العالمية.
دوري الأبطال.. فاصل
يمكن تقسيم تاريخ الكرة الأوروبية، وربما حتى العالمية، إلى مرحلة ما قبل دوري أبطال أوروبا (أو كأس الأندية الأوروبية سابقاً) ومرحلة ما بعد ظهور دوري أبطال أوروبا؛ فقبل دوري الأبطال كان الجدل دائماً حول من هو الأفضل بالعالم، وواحد من أسباب نشأة البطولة كان اعتبار نادي (ولفرهامبتون) نفسه الأفضل بعد أن خاض جولة مباريات كبيرة بمناطق مختلفة من العالم وفاز فيها، في الوقت الذي كان فيه نادي (هونفيد) المجري يمتع الجميع بجيله الرهيب، لكن حين انطلق دوري الأبطال قاطع الإنجليز البطولة ودخلت المجر في مطبات الحرب الأهلية.. استغل ريال مدريد تمكنه من استقطاب دي ستيفانو وامتلاك جيل من اللاعبين الرائعين ليحقق لقباً فتح الباب لاستمرارية دامت خمسة ألقاب قبل أن تتوقف هيمنته مع سقوطه أمام برشلونة بموسم 19601961؛ وهو ما جعل العالم يتحدث عن انتقال الصراع الإسباني في أوروبا حتى لو كانت مواجهات الطرفين -أوروبياً- قليلة.
في كل فترة تاريخية يتطور تشجيع فريق معين نتيجة تحقيقه للألقاب وهذا المفهوم شائع بكل الفترات التاريخية، في الوقت الذي تنشط فيه أيضاً كراهية هذا الفريق، راكم ريال مدريد رصيداً كبيراً من المشجعين بين عامي 1955 و1966، في الوقت الذي نشط فيه أيضاً تشجيع برشلونة بمبدأ معاداته لريال مدريد عدا عن استغلال (الكاتالونيين) فرصة تقديم أفكارهم المرتبطة بالمزايا التي يحظاها ريال مدريد كنادٍ مدعوم من الحكومة مقابل دفاع إقليم كاتالونيا وبرشلونة عن الحرية وحقوق الانفصال والاستقلال، وهو المبدأ الذي يبدو مؤثراً أيضاً على أسلوب لعب الفريق، معطياً إياه شكلاً ثورياً بنهج هجومي تاريخي. ورغم غياب الإسبان عن التتويجات -السبعينات والثمانينات- إلا أنهم نجحوا في الحفاظ على شيء من قوتهم مع تمكن الناديين من ضم نجوم كبار كثر، مستغلين ما حصدوه في الخمسينات والستينات.. ومع تحقيق برشلونة للقب دوري الأبطال عام 1992 أعاد الإسبان صفوفهم محققين استمرارية لم تجنها دول أخرى؛ فمثلاً حقق الألمان نجاحاً كبيراً في السبعينات وجذبوا جمهوراً كبيراً لصراع بايرن وغلادباخ، لكن سرعان ما انهارت هذه المنافسة وغابوا عن التتويج الأوروبي منذ عام 1976 حتى عام 2001. في إيطاليا لم يكُن الصراع مركزاً بين ناديين، وكان الصعود والهبوط التاريخي مستمراً للكثير من الأندية الكبرى، فرغم تحقيق ميلان وإنتر للقب الأوروبي في الستينات لم يتم استغلال الفترة التالية للحفاظ على سلطة الناديين بل أصابهما التراجع تدريجياً في السنوات التالية.
ساحة المنافسة
يربط الكثيرون شعبية ريال مدريد وبرشلونة بالمنطقة العربية بعرض الليغا مع انتشار الفضائيات لكن الواقع يقول إن هذه الشعبية الكبرى ليست فقط بالمنطقة العربية، فإذا ما استثنينا الصين التي تفوق فيها مانشستر يونايتد بخطة ذكية نجح ثنائي الليغا بخلق خطة شعبية جيدة على صعيد العالم.
تملك الكرة الإنجليزية كل عوامل النجاح من أندية عريقة ونجوم كثر وكرة قدم جميلة، لكن يركز الإنجليز على سوقهم المحلي دائماً، ولا يمكن أن ننسى رفض الإنجليز للمشاركة في كأس العالم بنسخته الأولى من باب التكبر، إضافة لغيابهم عن النسخة الأولى من دوري الأبطال، معتبرين أنها ستربك جدولهم المحلي.
واحدة من مشاكل الكرة الإيطالية مقارنة بالإسبان تمثلت بعدم وجود عدائية واحدة ثابتة، فمنذ مطلع الخمسينات ابتعد أتلتيكو مدريد وبلباو عن ساحة المنافسة في إسبانيا تاركين المجال لطرفي الكلاسيكو. وبالحديث عن الأمر، فإن تسمية (كلاسيكو) أساساً كانت أحد عوامل التميز بإيجاد اسم مختلف عن تسمية (ديربي) التي ارتبطت بلقاءات كبرى مثل ميلان وإنتر أو ليفربول ومانشستر يونايتد؛ كونهم ينتمون لمدينة أو منطقة جغرافية واحدة، في إيطاليا لم يتم التسويق لصراع أكبر؛ فالبداية كانت بتميز تورينو ومن بعدها جاء صراع ميلان وإنتر الذي لم يحمل مغريات تاريخية، فصراع الناديين كان أقل وطأة سياسية وتاريخية من صراع مدريد وكاتالونيا، بالتالي لا يمثل قصة مغرية للجمهور العالمي عدا عن وجود قطب ثالث بالصراع هو يوفنتوس.. بالتالي لا تبدو ملامح القمة الأهم واضحة وهو ما لا يساعد على إيجاد مفهوم تسويقي ثابت للمباراة التي تتخطى بأهميتها شعبية الدوري بأكمله.
تغذية الصراع
من باب تغذية الصراع بين نادي العاصمة (الأبيض) والنادي التابع لإقليم يريد الانفصال ويطالب بالحرية، تم استخدام مختلف الأساليب الممكنة، فكل مرحلة نجاح لواحد من الفريقين ترافقت بردة فعل من الطرف الآخر، ومع تملك الأندية من قبل جمعيات عمومية احتفظ الثنائي بقوته الاقتصادية ولم يتأثر بالأزمات الاقتصادية العالمية ففي الوقت الذي ضربت فيه البطالة مدريد، كان الريال يحطم الرقم القياسي بضم رونالدو ومن بعده بيل في حين دفعت الأندية الإيطالية الثمن غالياً مع تراجع عائلتي برلسكوني وموراتي مادياً وعدم قدرتهم على دعم ميلان وإنتر.
تغذية الصراع جعل الناديين مركزاً دائماً لجذب كبار السياسيين والاقتصاديين والمسوقين، فكاتالونيا إقليم غني بالموارد، وهذه الموارد والشركات تتولى دعم برشلونة في الوقت الذي يحظى فيه أي نادٍ عاصمي كبير بدعم بصورة تقليدية.
هذا الدعم المستمر ساعد بجذب كبار النجوم دائماً وببساطة يمكننا أن نتذكر الغلاكتيكوس الشهير لريال مدريد حين امتلك رونالدو وفيغو وبيكهام وزيدان وكارلوس وكاسياس وراؤول سوياً، في الوقت الذي مثل فيه برشلونة مركز جذب للهولنديين الذين يناسبون أسلوبه وفكره الكروي لينقسم بوقت كبير الصراع بين الناديين بين فريق يملك استقراراً إدارياً وفكراً استراتيجياً وقوياً وفريقاً يملك أسلوب لعب جذاب يمنحه صورة ثابتة. ولا يقتصر الكلاسيكو على المنافسة التي تجمع برشلونة وريال مدريد على المستطيل الأخضر فقط، وإنما يكمن في السباق نحو من يصبح أول ناد في العالم يحقق إيرادات سنوية تتخطى المليار يورو. فبمقدور الناديين الوصول إلى هذا الرقم بفضل سرعتهما العالية في النشاط الاقتصادي، حيث قفز رقم أعمال ريال في خمس سنوات من 521 مليون يورو في موسم 2012-2013، إلى ميزانية متوقعة بلغت 752 مليون يورو في 2018-2019،ومن جانب برشلونة، يتوقع أن يبلغ الرقم 960 مليون يورو هذا الموسم، مقابل 490 مليونا قبل خمس سنوات.
مواجهات ثأرية
أقيمت أول مواجهة في (الكلاسيكو) على صعيد الـ(لاليغا) في فبراير 1929، وقتها حقق ريال مدريد الفوز على برشلونة بنتيجة 2-1، على ملعب برشلونة القديم ليس كورتس، لكن برشلونة نجح بعد ذلك بالثأر بعد الفوز بهدف دون رد على ملعب شامارتن، بما ساعدهم على التفوق على (لوس بلانكوس) لحصد أول لقب (لاليغا) لهم بفارق نقطتين فقط. وتطورت منافسة (الكلاسيكو) بعد ذلك تدريجياً، بعدما أصبحت جزءاً لا يمكن تفويته في كل موسم في (لاليغا)، وشهد موسم 1934-1935، نتائج شهيرة، حينما حقق البرشا الفوز بخماسية نظيفة على ملعب ليس كورتس، قبل أن يقلب ريال مدريد الأمور بتحقيق فوز خالد بنتيجة 8-2 في ملعب شامارتن.
بقيت العلاقة ضيقة بين الفريقين، خصوصاً مع انتقال لاعبين بين الفريقين في السنوات الأولى من (لاليغا)، ولعب الحارس الأسطورة ريكاردو زامورا والمهاجم بين ساميتير مع الفريقين في (الكلاسيكو).
وعلى مدار السنوات فإن (الكلاسيكو) الخاص بكرة القدم أصبح محاطاً بعوامل اجتماعية وثقافية، خصوصاً بين الجماهير في مدنهم الأصلية، يعرف الكثيرون في برشلونة بقوميتهم الكتالونية، فيما يبقى ريال مدريد فخوراً بهويته الإسبانية الأصلية. في عام 1953، حصلت «قضية ألفريدو دي ستيفانو»، حينما كان النجم الأرجنتيني على وشط الانضمام إلى برشلونة، قبل أن يحول وجهته النهائية إلى ريال مدريد، وساعد وصول يوهان كرويف إلى الكامب نو، في منتصف سبعينات القرن الماضي، في عودة برشلونة إلى القمة، وأدى الانتقال المثير للجدل للاعب لويس فيغو في عام 2000، من الكامب نو إلى البرنابيو، في زيادة التنافس بين الفريقين مرة أخرى، كما أن الأمور زادت حدة بتواجد بيب غوارديولا وجوزيه مورينيو كمدربين لبرشلونة وريال مدريد على التوالي، ولعل الغريب في السنوات الأخيرة أن الفريق الزائر بالعادة يخرج بنتيجة إيجابية، فبرشلونة حقق الفوز في آخر أربع زيارات له للعاصمة مدريد، فيما ساهم التعادل دون أهداف في ديسمبر الماضي في تعزيز سجل «لوس بلانكوس» الذي خسر مرة واحدة فقط في آخر خمس مباريات خاضها في الكامب نو.
البطولة
الدوري الإسباني: ريال مدريد (33 مرة) VS برشلونة (25 مرة).
كأس ملك إسبانيا: ريال مدريد (19 مرة) VS برشلونة (30 مرة).
السوبر الإسباني: ريال مدريد (10 مرة) VS برشلونة (12 مرة).
دوري أبطال أوروبا: ريال مدريد (13 مرة) VS برشلونة (5 مرات).
الدوري الأوروبي: ريال مدريد (مرتين) VS برشلونة (ولا مرة).
كأس السوبر الأوروبي: ريال مدريد (4 مرات) VS برشلونة (5 مرات).
كأس أوروبا لأبطال الكأس: ريال مدريد (ولا مرة) VS برشلونة (4 مرات).
كأس العالم للأندية: ريال مدريد (ثلاث مرات) VS برشلونة (3 مرات).
كأس الإنتروكونتنتال: ريال مدريد (3 مرات) VS برشلونة (ولا مرة).
الكأس اللاتينية: ريال مدريد (مرتين) VS برشلونة (مرتين).
كأس العالم المصغرة: ريال مدريد (مرتين) VS برشلونة (مرة واحد)
تواجه الفريقان 214 وانتصر الريال 95 وفاز البرشا 92 مباراة.
من النادر أن نجد شخصاً لم يُسأل ذات يوم أو يناقش مع أصدقائه سؤال: لماذا ريال مدريد وبرشلونة هم أكثر الأندية شعبية بالعالم؟ ما الذي يجعلهم يتفوقون على الأندية الإنجليزية والإيطالية والألمانية من حيث الشهرة العالمية.
دوري الأبطال.. فاصل
يمكن تقسيم تاريخ الكرة الأوروبية، وربما حتى العالمية، إلى مرحلة ما قبل دوري أبطال أوروبا (أو كأس الأندية الأوروبية سابقاً) ومرحلة ما بعد ظهور دوري أبطال أوروبا؛ فقبل دوري الأبطال كان الجدل دائماً حول من هو الأفضل بالعالم، وواحد من أسباب نشأة البطولة كان اعتبار نادي (ولفرهامبتون) نفسه الأفضل بعد أن خاض جولة مباريات كبيرة بمناطق مختلفة من العالم وفاز فيها، في الوقت الذي كان فيه نادي (هونفيد) المجري يمتع الجميع بجيله الرهيب، لكن حين انطلق دوري الأبطال قاطع الإنجليز البطولة ودخلت المجر في مطبات الحرب الأهلية.. استغل ريال مدريد تمكنه من استقطاب دي ستيفانو وامتلاك جيل من اللاعبين الرائعين ليحقق لقباً فتح الباب لاستمرارية دامت خمسة ألقاب قبل أن تتوقف هيمنته مع سقوطه أمام برشلونة بموسم 19601961؛ وهو ما جعل العالم يتحدث عن انتقال الصراع الإسباني في أوروبا حتى لو كانت مواجهات الطرفين -أوروبياً- قليلة.
في كل فترة تاريخية يتطور تشجيع فريق معين نتيجة تحقيقه للألقاب وهذا المفهوم شائع بكل الفترات التاريخية، في الوقت الذي تنشط فيه أيضاً كراهية هذا الفريق، راكم ريال مدريد رصيداً كبيراً من المشجعين بين عامي 1955 و1966، في الوقت الذي نشط فيه أيضاً تشجيع برشلونة بمبدأ معاداته لريال مدريد عدا عن استغلال (الكاتالونيين) فرصة تقديم أفكارهم المرتبطة بالمزايا التي يحظاها ريال مدريد كنادٍ مدعوم من الحكومة مقابل دفاع إقليم كاتالونيا وبرشلونة عن الحرية وحقوق الانفصال والاستقلال، وهو المبدأ الذي يبدو مؤثراً أيضاً على أسلوب لعب الفريق، معطياً إياه شكلاً ثورياً بنهج هجومي تاريخي. ورغم غياب الإسبان عن التتويجات -السبعينات والثمانينات- إلا أنهم نجحوا في الحفاظ على شيء من قوتهم مع تمكن الناديين من ضم نجوم كبار كثر، مستغلين ما حصدوه في الخمسينات والستينات.. ومع تحقيق برشلونة للقب دوري الأبطال عام 1992 أعاد الإسبان صفوفهم محققين استمرارية لم تجنها دول أخرى؛ فمثلاً حقق الألمان نجاحاً كبيراً في السبعينات وجذبوا جمهوراً كبيراً لصراع بايرن وغلادباخ، لكن سرعان ما انهارت هذه المنافسة وغابوا عن التتويج الأوروبي منذ عام 1976 حتى عام 2001. في إيطاليا لم يكُن الصراع مركزاً بين ناديين، وكان الصعود والهبوط التاريخي مستمراً للكثير من الأندية الكبرى، فرغم تحقيق ميلان وإنتر للقب الأوروبي في الستينات لم يتم استغلال الفترة التالية للحفاظ على سلطة الناديين بل أصابهما التراجع تدريجياً في السنوات التالية.
ساحة المنافسة
يربط الكثيرون شعبية ريال مدريد وبرشلونة بالمنطقة العربية بعرض الليغا مع انتشار الفضائيات لكن الواقع يقول إن هذه الشعبية الكبرى ليست فقط بالمنطقة العربية، فإذا ما استثنينا الصين التي تفوق فيها مانشستر يونايتد بخطة ذكية نجح ثنائي الليغا بخلق خطة شعبية جيدة على صعيد العالم.
تملك الكرة الإنجليزية كل عوامل النجاح من أندية عريقة ونجوم كثر وكرة قدم جميلة، لكن يركز الإنجليز على سوقهم المحلي دائماً، ولا يمكن أن ننسى رفض الإنجليز للمشاركة في كأس العالم بنسخته الأولى من باب التكبر، إضافة لغيابهم عن النسخة الأولى من دوري الأبطال، معتبرين أنها ستربك جدولهم المحلي.
واحدة من مشاكل الكرة الإيطالية مقارنة بالإسبان تمثلت بعدم وجود عدائية واحدة ثابتة، فمنذ مطلع الخمسينات ابتعد أتلتيكو مدريد وبلباو عن ساحة المنافسة في إسبانيا تاركين المجال لطرفي الكلاسيكو. وبالحديث عن الأمر، فإن تسمية (كلاسيكو) أساساً كانت أحد عوامل التميز بإيجاد اسم مختلف عن تسمية (ديربي) التي ارتبطت بلقاءات كبرى مثل ميلان وإنتر أو ليفربول ومانشستر يونايتد؛ كونهم ينتمون لمدينة أو منطقة جغرافية واحدة، في إيطاليا لم يتم التسويق لصراع أكبر؛ فالبداية كانت بتميز تورينو ومن بعدها جاء صراع ميلان وإنتر الذي لم يحمل مغريات تاريخية، فصراع الناديين كان أقل وطأة سياسية وتاريخية من صراع مدريد وكاتالونيا، بالتالي لا يمثل قصة مغرية للجمهور العالمي عدا عن وجود قطب ثالث بالصراع هو يوفنتوس.. بالتالي لا تبدو ملامح القمة الأهم واضحة وهو ما لا يساعد على إيجاد مفهوم تسويقي ثابت للمباراة التي تتخطى بأهميتها شعبية الدوري بأكمله.
تغذية الصراع
من باب تغذية الصراع بين نادي العاصمة (الأبيض) والنادي التابع لإقليم يريد الانفصال ويطالب بالحرية، تم استخدام مختلف الأساليب الممكنة، فكل مرحلة نجاح لواحد من الفريقين ترافقت بردة فعل من الطرف الآخر، ومع تملك الأندية من قبل جمعيات عمومية احتفظ الثنائي بقوته الاقتصادية ولم يتأثر بالأزمات الاقتصادية العالمية ففي الوقت الذي ضربت فيه البطالة مدريد، كان الريال يحطم الرقم القياسي بضم رونالدو ومن بعده بيل في حين دفعت الأندية الإيطالية الثمن غالياً مع تراجع عائلتي برلسكوني وموراتي مادياً وعدم قدرتهم على دعم ميلان وإنتر.
تغذية الصراع جعل الناديين مركزاً دائماً لجذب كبار السياسيين والاقتصاديين والمسوقين، فكاتالونيا إقليم غني بالموارد، وهذه الموارد والشركات تتولى دعم برشلونة في الوقت الذي يحظى فيه أي نادٍ عاصمي كبير بدعم بصورة تقليدية.
هذا الدعم المستمر ساعد بجذب كبار النجوم دائماً وببساطة يمكننا أن نتذكر الغلاكتيكوس الشهير لريال مدريد حين امتلك رونالدو وفيغو وبيكهام وزيدان وكارلوس وكاسياس وراؤول سوياً، في الوقت الذي مثل فيه برشلونة مركز جذب للهولنديين الذين يناسبون أسلوبه وفكره الكروي لينقسم بوقت كبير الصراع بين الناديين بين فريق يملك استقراراً إدارياً وفكراً استراتيجياً وقوياً وفريقاً يملك أسلوب لعب جذاب يمنحه صورة ثابتة. ولا يقتصر الكلاسيكو على المنافسة التي تجمع برشلونة وريال مدريد على المستطيل الأخضر فقط، وإنما يكمن في السباق نحو من يصبح أول ناد في العالم يحقق إيرادات سنوية تتخطى المليار يورو. فبمقدور الناديين الوصول إلى هذا الرقم بفضل سرعتهما العالية في النشاط الاقتصادي، حيث قفز رقم أعمال ريال في خمس سنوات من 521 مليون يورو في موسم 2012-2013، إلى ميزانية متوقعة بلغت 752 مليون يورو في 2018-2019،ومن جانب برشلونة، يتوقع أن يبلغ الرقم 960 مليون يورو هذا الموسم، مقابل 490 مليونا قبل خمس سنوات.
مواجهات ثأرية
أقيمت أول مواجهة في (الكلاسيكو) على صعيد الـ(لاليغا) في فبراير 1929، وقتها حقق ريال مدريد الفوز على برشلونة بنتيجة 2-1، على ملعب برشلونة القديم ليس كورتس، لكن برشلونة نجح بعد ذلك بالثأر بعد الفوز بهدف دون رد على ملعب شامارتن، بما ساعدهم على التفوق على (لوس بلانكوس) لحصد أول لقب (لاليغا) لهم بفارق نقطتين فقط. وتطورت منافسة (الكلاسيكو) بعد ذلك تدريجياً، بعدما أصبحت جزءاً لا يمكن تفويته في كل موسم في (لاليغا)، وشهد موسم 1934-1935، نتائج شهيرة، حينما حقق البرشا الفوز بخماسية نظيفة على ملعب ليس كورتس، قبل أن يقلب ريال مدريد الأمور بتحقيق فوز خالد بنتيجة 8-2 في ملعب شامارتن.
بقيت العلاقة ضيقة بين الفريقين، خصوصاً مع انتقال لاعبين بين الفريقين في السنوات الأولى من (لاليغا)، ولعب الحارس الأسطورة ريكاردو زامورا والمهاجم بين ساميتير مع الفريقين في (الكلاسيكو).
وعلى مدار السنوات فإن (الكلاسيكو) الخاص بكرة القدم أصبح محاطاً بعوامل اجتماعية وثقافية، خصوصاً بين الجماهير في مدنهم الأصلية، يعرف الكثيرون في برشلونة بقوميتهم الكتالونية، فيما يبقى ريال مدريد فخوراً بهويته الإسبانية الأصلية. في عام 1953، حصلت «قضية ألفريدو دي ستيفانو»، حينما كان النجم الأرجنتيني على وشط الانضمام إلى برشلونة، قبل أن يحول وجهته النهائية إلى ريال مدريد، وساعد وصول يوهان كرويف إلى الكامب نو، في منتصف سبعينات القرن الماضي، في عودة برشلونة إلى القمة، وأدى الانتقال المثير للجدل للاعب لويس فيغو في عام 2000، من الكامب نو إلى البرنابيو، في زيادة التنافس بين الفريقين مرة أخرى، كما أن الأمور زادت حدة بتواجد بيب غوارديولا وجوزيه مورينيو كمدربين لبرشلونة وريال مدريد على التوالي، ولعل الغريب في السنوات الأخيرة أن الفريق الزائر بالعادة يخرج بنتيجة إيجابية، فبرشلونة حقق الفوز في آخر أربع زيارات له للعاصمة مدريد، فيما ساهم التعادل دون أهداف في ديسمبر الماضي في تعزيز سجل «لوس بلانكوس» الذي خسر مرة واحدة فقط في آخر خمس مباريات خاضها في الكامب نو.
البطولة
الدوري الإسباني: ريال مدريد (33 مرة) VS برشلونة (25 مرة).
كأس ملك إسبانيا: ريال مدريد (19 مرة) VS برشلونة (30 مرة).
السوبر الإسباني: ريال مدريد (10 مرة) VS برشلونة (12 مرة).
دوري أبطال أوروبا: ريال مدريد (13 مرة) VS برشلونة (5 مرات).
الدوري الأوروبي: ريال مدريد (مرتين) VS برشلونة (ولا مرة).
كأس السوبر الأوروبي: ريال مدريد (4 مرات) VS برشلونة (5 مرات).
كأس أوروبا لأبطال الكأس: ريال مدريد (ولا مرة) VS برشلونة (4 مرات).
كأس العالم للأندية: ريال مدريد (ثلاث مرات) VS برشلونة (3 مرات).
كأس الإنتروكونتنتال: ريال مدريد (3 مرات) VS برشلونة (ولا مرة).
الكأس اللاتينية: ريال مدريد (مرتين) VS برشلونة (مرتين).
كأس العالم المصغرة: ريال مدريد (مرتين) VS برشلونة (مرة واحد)
تواجه الفريقان 214 وانتصر الريال 95 وفاز البرشا 92 مباراة.