ديما الملحم
ديما الملحم




ديما مع زملائها في مسابقة (Intel ISEF) في 2019.
ديما مع زملائها في مسابقة (Intel ISEF) في 2019.
-A +A
محمد الأهدل (جدة) ralahdal@
غرس الجو العائلي العلمي الذي عاشته الطالبة ديما مبارك الملحم، فيها حب الأبحاث والمعرفة والاكتشاف والقدرة على الإلقاء والتأثير في الآخرين، فوالدها الطبيب المتخصص في الطوارئ والعناية المركزة، ووالدتها معلمة اللغة العربية، وفرا لها سبل الإبداع والتألق، إضافة إلى تحليها بالطموح والإرادة والإصرار.

وخطفت ديما جائزتين ثمينتين خلال مشاركتها في الأولمبياد الوطني للإبداع لعامي 2019 و2020، عن بحثها بعنوان تصفية المياه من الصبغات العضوية، ما أهلها للمشاركة في العديد من المسابقات الدولية التي حققت فيها مراكز متقدمة.


وقالت ديما لـ«عكاظ»: «كنت أسمع وأنا في المرحلة الابتدائية عن مشاركة الطلاب والطالبات في مسابقات الأبحاث العلمية، وحصدهم الجوائز في المجالات المختلفة، تمكنهم من الذهاب لبرامج ومسابقات دولية لتمثيل المملكة، وكنت أحلم أن أكون واحدة منهم».

وتحقق حلم ديما حينما كانت تدرس في الصف الثاني الثانوي عام 2019 بإعلان مدارس الجامعة في الخبر التي تتعلم فيها، افتتاح باب التسجيل للمشاركة في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي.

وانتهزت الفرصة وقررت المشاركة ووفرت لها المدرسة معامل الفيزياء في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لإجراء بحثها، بإشراف البروفيسور محمد قندال، الذي ساعدها على اختيار موضوع بحثها عن «تصفية المياه من الصبغات العضوية»، استخدمت فيه المحفز الضوئي (TiO2/‏‏WO3/‏‏g-C3N4)، يعمل تحت أشعة الشمس لتصفية الأصباغ العضوية التي تخرج من المصانع.

واصطدمت ديما في بادئ الأمر بالعديد من التحديات، منها أن مبدأ البحث العلمي لديها كان بسيطا، وتغلبت على هذا القصور بتكثيف القراءة والتدريب المتواصل، حتى تجاوزت هذه العقبة، وشاركت ببحثها في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي 2019، وحصلت على المركز الثالث، إضافة إلى جائزة خاصة من إحدى الشركات، وترشحت مع 20 فائزا في المسابقة لتمثيل المملكة في (Intel ISEF)، وهي أكبر مسابقة تقام على مستوى العالم لطلاب المرحلة الثانوية.

وأضافت ديما: «حصلت على المركز الرابع عالميا في مسابقة (Intel ISEF) في مجال الهندسة البيئية، عشت فيها تجربة ممتعة ومثيرة، مليئة بالقلق والتوتر والحماس، تعلمت منها الكثير وقدمت لي فرصا كثيرة، منها حصولي على جائزة تقدير من المجتمع الأمريكي للكيمياء ACS عام 2019».

وأسهمت كثير من البرامج الإثرائية التي شاركت فيها ديما داخليا وخارجيا في رفع مستواها العلمي، ونمّت شغفها في مواصلة الأبحاث والاكتشاف، وتواصلت مع مشرفها البروفيسور محمد قندال وعرضت عليه تطوير بحثها السابق والمشاركة في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي 2020، للحصول على جائزة أكبر.

ورحب قندال بالفكرة، وعملا معا على تطوير البحث وتحسينه، وشاركت به في المسابقة وفازت بالمركز الثاني، رغم شدة المنافسة ومشاركة جميع الطلاب بأبحاث قوية.

وترشحت ديما من بين 27 طالبا للمشاركة في مسابقة Regeneron ISEF2020، وهي أكبر مسابقة بحثية في العالم.

ووجدت ديما، التي تدرس في الصف الثالث الثانوي، صعوبة في تنظيم وقتها بين الاختبار التحصيلي والقدرات والبحث العلمي، مشيرة إلى أن مشاركتها في منافسات الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي، وسعت مداركها ومعارفها وفتحت لها آفاقا جديدة وساعدتها على رسم أهدافها بدقة، وأتاحت لها فرصا إضافية للمشاركة في مزيد من البرامج المحلية والدولية.

ولم يمنع اهتمام ديما بالأبحاث العلمية والاكتشاف من الاضطلاع بدورها في المسؤولية الاجتماعية، فتطوعت في جمعية البر في الدمام لتخدم مجتمعها في العديد من المناسبات والمجالات المختلفة.

وتدين ديما بالفضل في ما حققته من إنجازات إلى «موهبة» ومدارس الجامعة في الخبر وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ووالديها اللذين وقفا معها في مسيرتها العلمية، وساعداها على تخطي كثير من العقبات.

برامج «طموح» و«آيلتس» و«لآلئ»

شاركت ديما في العديد من البرامج الإثرائية أبرزها «طموح» في ٢٠١٨ بتنظيم أرامكو و«موهبة»، مبينة أنه برنامج صيفي يهيئ الطلاب للتقديم على الجامعات العريقة، ويركز على تعليم اللغة الإنجليزية وبعض العلوم لدعم المستوى الأكاديمي والمهارات الحياتية والشخصية والإلقاء والتحدث، والتركيز على مبادئ السلامة التي تطبقها أرامكو، والتدريب على المناهج المختلفة، منها (SATs) و(IELTS) و(Toastmasters)، والاستماع إلى التجارب المهنية لخبراء أرامكو التي كانوا يسردونها لنا، للاستفادة منها. والتحقت ديما ببرنامج (British Study Centers) في مانشستر في بريطانيا بجهد ذاتي، لتطور من لغتها الإنجليزية، وتجاوزت بنجاح برنامج (IELTS)، لافتة إلى أنها تعرفت خلال البرنامج الصيفي على كثير من الطلاب من دول مختلفة.

وساعدها برنامج لآلئ (Toastmasters) على التحدث أمام العامة بثقة وطلاقة دون توتر، وبصوت واضح ومؤثر على المتلقي، ونمّى فيها مهارات القيادة وتحمل المسؤولية والإبداع.