سبق أن كتبنا عن نادي الاتحاد السعودي المعروف بعميد الأندية السعودي، كونه النادي الرياضي السعودي الأقدم (تأسس في ديسمبر 1927)، علما بأن هناك من يقول إن النادي الرياضي الأقدم هو نادي الوحدة بمكة لأنه تأسس عام 1916 في عهد الأشراف. كما سبق أن أرخنا لنادي النصر السعودي الملقب بـ«العالمي»، ولا سيما الدور المحوري للأمير عبدالرحمن بن سعود بن عبدالعزيز رحمه الله في احتضانه والصعود به إلى مصاف الأندية الكبيرة لجهة الجماهير والبطولات والمواهب. واليوم نتناول بالتفصيل تاريخ وظروف تأسيس «النادي الأهلي» الجداوي، والإنجازات الرياضية التي تحققت على يده والتي أهلته للألقاب المرادفة لاسمه مثل: «الإمبراطور»، «قلعة الكؤوس»، «معقل الأسود»، «الملكي» (أطلقه عليه مشجعوه)، «الراقي» (أطلقه عليه الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام الأسبق للشباب والرياضة عام 2006)، «سفير الوطن» (أطلقه عليه خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز سنة 2009).
هذا النادي، الذي يحلو لمشجعيه أن يسموا أنفسهم بـ«المجانين» كناية عن جنونهم في حب ناديهم، يعود تاريخ تأسيسه بمدينة جدة إلى العام 1937، وإن كان البعض يزعم أن عام التأسيس هو 1935. وسواء صح هذا التاريخ أو ذاك فإن المتفق عليه هو أن فكرته انطلقت من دار آل بترجي بحارة الشام حيث كان يجتمع فيها للسمر عدد من الشباب من طلبة مدرسة الفلاح الشهيرة (تأسست في ديسمبر 1905 على يد تاجر اللؤلؤ الحجازي الحاج محمد علي زينل)، ممن راودتهم فكرة تأسيس فريق رياضي وطني يخرجهم من إطار الرياضة المدرسية فاعتنقوا الفكرة وكلفوا زميلهم حسن محمود شمس (توفي عام 1942) بالعمل على إخراج الفكرة إلى حيز الوجود، حيث كان شمس محبوبا بين أقرانه ويتمتع بصفات القيادة الفطرية والاتزان ودماثة الخلق، إضافة إلى كونه لاعبا بارزا في فريق مدرسة الفلاح. وبالفعل عمل شمس بالتعاون مع زملائه على اختيار اسم النادي وشعاره وأعضائه الإداريين ولاعبيه. وعليه يمكن القول إن حسن شمس هو مؤسس النادي وأول من تولى رئاسته. والمفارقة أن الأخير بدأ حياته الرياضية لاعبا في أشبال نادي الاتحاد (الخصم التقليدي للأهلي).
في هذا السياق كتب محمد القدادي في صحيفة الجزيرة (18/9/2009) مستندا إلى الكثير من الوثائق مثل مذكرات المرحوم حمزة فتيحي مؤسس نادي الاتحاد، والرسائل المتبادلة بين الأخير وحسن شمس، ما مفاده أن الرجلين كانا صديقين واشتركا معا في تأسيس النادي الأهلي، حيث لم يجد شمس الفرصة الكاملة للعب في الاتحاد لصغر سنه فشجعه فتيحي على تأسيس ناد آخر يكون هو على رأسه. وقد تحمس شمس للفكرة ونفذها بمساعدة أقاربه وأصدقائه وعدد من أبناء العائلات الجداوية المعروفة ممن شكلوا مجلس الإدارة الأول مثل: عبدالرؤوف بترجي، عبدالجليل بترجي، عمر محمود شمس، عمر باقيس، محمد عبدالله الصائغ، إبراهيم صالح بكر، إبراهيم بكر زهران، حسين طه صابر، أمين مؤنس.
أولوية اللعب خارج المدينة
تلك كانت المرحلة التأسيسية، حيث تم فيها الاتفاق على اختيار «الأهلي» اسما للنادي تيمنا بالنادي الأهلي المصري، ناهيك عن أن الاسم كان يعبر في الوقت نفسه عما يربط المؤسسين بعضهم ببعض من علاقات شبيهة بعلاقات الأهل.
ومما شهدته هذه المرحلة طلب حسن شمس من صديقه حمزة فتيحي إقامة مباراة بين الاتحاد والأهلي شريطة أن يلعب الاتحاد بفريقه الثاني لأن أعمار لاعبي الأهلي كانت صغيرة آنذاك قياسا بأعمار لاعبي الفريق الأول في الاتحاد. وبالفعل أقيمت المبارة على طريقة الذهاب والإياب، فتعادل الفريقان على ملعب الاتحاد في أبريل 1939، بينما فاز الأهلي بنتيجة 3 أهداف مقابل لا شيء على ملعبه. وفي هذه المرحلة أيضا آثر الأهلي إلا أن يدخل التاريخ كأول فريق رياضي سعودي يلعب خارج مدينته. إذ غادر جدة إلى مكة لملاقاة فريق نادي الوطن المكي، ففاز عليه في مباراة سادتها الخشونة والشغب الجماهيري.
الحرب العالمية الثانية
تلا هذه المرحلة، توقف نشاط النادي لمدة 10 سنوات بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية، ناهيك عن قيام الجهات الأمنية بمنع الأندية من اللعب تفاديا للتوترات والفتن ومشاجرات اللاعبين أو تجاوز أوقات صلاة المغرب. وبعد هذا التوقف عاود الأهلاويون نشاطهم، بمجلس إدارة جديد تولى رئاسته عمر محمود شمس خلفا لشقيقه المؤسس الذي كان قد توفي بالتيفوئيد خلال فترة التوقف، وشاركه في الإدارة كل من عبدالعزيز باناجة ومحمود عارف، وإبراهيم نشار وعباس حسنين.
ويمكن أن نطلق على هذه المرحلة التي يمكن تأريخها من عام 1949 إلى 1951 أو نحو ذلك بمرحلة ترسيخ الأقدام من خلال تكوين قاعدة جماهيرية وإنشاء المرافق الضرورية وتوطيد العلاقات مع الأندية الأخرى داخل جدة وخارجها، وإقامة بعض المباريات الودية لإثبات الذات. وقد تمّ تحقيق الكثير من هذه الأمور في هذه المرحلة على يد عمر شمس وزملائه. فمن ضمن ما قامت به إدارته تغيير شعار النادي وتبديل ألوانه من اللونين الأزرق والأبيض إلى اللونين الأخضر والأبيض تيمنا بلوني العلم السعودي، وإقامة عدة مباريات مع الفرق الأجنبية مثل: فريق شركة جون هاورد الإنجليزية، فريق بحارة المدمرة الهولندية «جيرك هدسون»، فريق منتخب البوارج البريطانية الراسية في ميناء جدة، فريق منتخب الجالية الإيطالية بجدة وكان معظمهم من العاملين بشركة بكتل الأمريكية، حيث كان الفوز من نصيب الأهلاويين في كل تلك المباريات، الأمر الذي أدى إلى ازدياد ثقة اللاعبين بأنفسهم من جهة، وتزايد جماهيرية النادي في أوساط الجداويين من جهة أخرى، خصوصا بعد أن حظي النادي في عام 1950 بدعم سمو الأمير عبدالله الفيصل (وزير الداخلية آنذاك) من خلال عضوية سموه الشرفية، وحرصه على حضور كافة مبارياته.
أيلولة الرئاسة إلى الصبان
أأما المرحلة الثالثة في تاريخ الأهلي فكانت ما بين عامي 1952 و1962 وفيها حدثت خلافات بين أعضاء الإدارة كان من نتائجها ابتعاد عمر شمس وأيلولة الرئاسة إلى حسن سرور الصبان (من الأسر الحجازية العريقة) الذي شكل إدارة جديدة منه ومن السادة: مصطفى صعيدي، داوود عبدالله كنو، علي جاسر، محمد أمين تونسي، أسعد عبدالعزيز بخش، يوسف عبدالشكور، محمد صالح بخاري، عبدالباسط محمد حسين، محمد صالح باعشن، عمر أديب الأعمى. وقامت الإدارة الجديدة بتغيير اسم النادي إلى «الثغر» مع الاحتفاظ بشعار وألوان الأهلي. كما قامت بالاستعانة بلاعبين من مصر، مثل (عبدالنبي وتوتو وزكريا وعلي شرف) لدعم فريق كرة القدم فنيا.
أول من طبق الاحتراف
من أحداث هذه المرحلة أن الأهلي تحت مسماه الجديد استقدم لاعبين متميزين من الجالية السودانية لدعم فريقه الكروي فنيا، وبهذا كان النادي الأول الذي يطبق ظاهرة الاحتراف، حيث كانت أول مجموعة من المحترفين للأهلي مكوَّنة من اللاعبين: دانا دانا، غندورة، شيبة، أحمد عبدالله (والد لاعب نادي النصر السابق ماجد عبدالله). ومن أحداثها أيضا قيام الأهلي (الثغر) في عام 1959 بتكوين منتخب مع شقيقه نادي الوحدة المكي لملاقاة منتخب وزارة الصحة المصرية الزائر في مباراتين على ملعب الصبان بجدة، ففاز المنتخب في الأولى، وخسر في الثانية. وفي هذه المرحلة أيضا تمّ تسجيل وتصنيف النادي ضمن أندية الدرجة الأولى (الممتاز حاليا).
غير أن ما حدث من انشقاق آنذاك كان مجرد زوبعة لم تدم سوى عقد من الزمن. إذ عاد النادي إلى اسمه الأصلي في نهاية عام 1961 بعد أن فشل الثغر في تحقيق المرجو منه، حيث كانت نتائجه هزيلة بالرغم من امتلاكه قوة كروية ضاربة، فتسرب اليأس إلى قلوب لاعبيه وجماهيره وراحوا ينفضون عنه، ويسجلون أو يشجعون أندية كروية أخرى، الأمر الذي أفضى إلى انحلاله رويدا رويدا دون أن تجدي محاولات الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رئيس نادي الهلال بالرياض لإنقاذه. كما شهدت هذه المرحلة وتحديدا في عام 1962 لجوء الإدارة لأول مرة إلى مدرب أجنبي (البريطاني مايكل) لتدريب فريق كرة القدم من أجل النهوض به مجددا.
حق الولاية على الأهلي لمن ؟
وقبل أن نتناول شأنا آخر، يجدر بنا الإشارة ــ طبقا لما ورد في تحقيق صحيفة الجزيرة (مصدر سابق) ــ إلى أن الاتحاديين ظلوا طويلا يرون أن لهم حق الولاية على الأهلي لأن مؤسسيه هما في الأصل لاعبان اتحاديان في إشارة إلى حمزة فتيحي وحسن شمس. ولهذا حاولوا عام 1937 دون نجاح أن يدمجوه مع الاتحاد، ثم كرروا المحاولة سنة 1939 من خلال كتابة عدة رسائل «ملغومة» إلى الأمير عبدالله الفيصل، ولا سيما بعد أن قام الأهلي بالاستعانة بلاعبين من خارج المملكة. غير أن العضوية الشرفية للأمير حالت دون ضم الأهلي للاتحاد.
ومنذ تلك السنوات الخوالي، لا يذكر اسم الأهلي إلا ويذكر معه اسم الأمير عبدالله الفيصل، علما بأن علاقة سموه بالأهلي والأهلاويين تعززت وتوطدت أكثر بعد أن استقال سموه من عمله وزيرا للداخلية. وفي هذا السياق كتب منصور الدوس في «الجزيرة» (20/2/2015): «لقد مثلت محبة الأمير عبدالله الفيصل للأهلي أنموذجاً فريداً ورفيعاً في التضحية والبذل والعطاء». كما أشار الكاتب إلى مقولة للأمير جاء فيها: «كنت أنشد نادياً نموذجياً في كل شيء، مثالياً في كل صورة، فبعد أنْ استقلت من وزارة الداخلية وابتعدت عن المجال الرياضي بالصفة الرسمية، أصبح المجال أمامي واسعاً للتحرك بجدية في نطاق طموحاتي الشخصية فكانت بيئة النادي الأهلي تجذبني إليها بقوة، لأنها تقوم على أسس رياضية ومفاهيم نبيلة، بالإضافة إلى أنه كانت تربطني بالأهلاويين صداقات حميمة، ومثبتة، فتقربوا إلي أكثر، وتقربت أنا إليهم».
من الشهادات المدونة حول ظروف تأسيس الأهلي ما رواه عمر محمود شمس (رجل دولة ومستشار قضائي سعودي) من أن الاتحاد كان يعتبر حسن شمس لاعبا فيه فتشاء الصدف أن يتفق الاتحاد على إقامة مباراة ضد أحد فرق جدة، وكان ذلك في مرحلة تأسيس الأهلي، وكان في يقينه أنه سيشارك فريق الاتحاد في هذه المباراة كلاعب أساسي فذهب إلى الملعب بنية المشاركة ولكن المسؤولين عن فريق الاتحاد سلموه رسالة خطية وضعته أمام أحد خيارين، إما أن يقطع صلته كليا بالأهلي ليشارك في هذه المباراة أو يُحرم من المباراة إذا أصر على بقائه في الأهلي وكان الموقف صعبا وأليما ومحرجا له، ولكنه قرر دون تردد أن تكون صلته دائمة بالأهلي فكانت هذه الحادثة نهاية علاقته بالاتحاد.
أرض الدباب
كما تطرق شمس وزميله عبدالرؤوف إبراهيم بترجي في شهادتيهما إلى أمور أخرى فأجمعا على أن الأهلي بدأ تمارينه على أرض فضاء في البغدادية خارج سور جدة كانت تعرف بأرض الدباب بسبب وجود دباب قديم متآكل رابض فيها. وأن أول من تولى مهمة التدريب والتحكيم هو محمد أمين حلمي تونسي. أما بالنسبة للاجتماعات فكانت تعقد في دار آل بترجي التي انطلقت منها فكرة النادي، ولأنه لم تكن هناك آنذاك أنظمة معينة تخضع لها الأندية الممارسة للرياضة الوحيدة لدى شباب تلك الحقبة وهي كرة القدم، ولم تكن هناك جهة رسمية لتنظيم الشؤون الرياضية ورعايتها، فإن كافة الأمور كانت تتم باجتهادات وترتيبات فردية كأن يخاطب النادي ناديا آخر طلبا لإقامة مباراة بينهما في تاريخ معين على أن يكون توزيع المرطبات للجمهور بين الشوطين على المستضيف، وجرى العرف حينها أن يتكرر اللقاء فيكون المستضيف السابق ضيفا فيسترد المرطبات (عرفت هذه العادة برد القازوز).
الميزانية الأولى
أما موارد النادي المالية لتغطية نفقاته فكانت تعتمد على اشتراكات الأعضاء من لاعبين وإداريين ومشرفين، وكانت قيمة الاشتراك تراوح بين خمسة وعشرة قروش، الأمر الذي إذا ما أخضعناه لعملية حسابية بسيطة لوجدنا أن ميزانية النادي السنوية الأولى كانت في حدود 120 ريالا، وهو مبلغ كبير في ذلك الزمن. ومن المصاعب التي واجهت النادي أنه بعد تأسيسه بنحو عامين تقريبا اضطر لتجميد أنشطته بسبب ظروف الحرب كما أسلفنا، ولهذا احتجب مع بقية فرق الحجاز عن ممارسة اللعب، ولكنه كان يمارس التمارين بصفة متقطعة ومتباعدة. وفي هذا السياق أخبرنا عمر شمس قائلا: «كانت لعبة كرة القدم من الألعاب غير المشروعة وغير المستحبة لاعتقاد كبار الشخصيات في البلد أنها تعوق عن أداء الصلاة في وقتها وخاصة صلاة المغرب، وفي محاولة منا لتذليل هذه العقبة تقدمنا إلى قائماقم جدة الأستاذ إبراهيم بن معمر بطلب تضمن السماح لنا بمزاولة اللعب وبالتعهد منا على أداء الصلاة في وقتها والامتناع عن مزاولة التمارين في أوقات الصلاة، فقبل طلبنا وسمح لنا باللعب وبناء عليه فقد وضعنا براميل على جانب الملعب كنا نملأها لاستعمالها عند الوضوء. كنا نثبت قوائم المرمى قبل التمرين ونقتلعها بعد التمرين حفاظا عليها من الضياع ثم نحتفظ بها في مكان آمن لنعيد تثبيتها في اليوم التالي ولما لهذه العملية من مشاق فقد اضطررنا إلى تعيين شخص للقيام بهذه المهمة لقاء أجر شهري».
الطريق الواضح
وهكذا شق الأهلي طريقه بثبات وصار رقما صعبا في الرياضة السعودية، ولا سيما رياضة كرة القدم التي حقق فيها بطولات كثيرة خلال السنوات الثلاث والثمانين من عمره. فهذا النادي، الذي بدأ اللعب على أرض فضاء متواضعة وصار منذ أبريل 2014 يتخذ من ملعب «الجوهرة المشعة» الذي يتسع لـ62 ألف متفرج مكانا لتدريباته ومبارياته، أحرز كأس خادم الحرمين الشريفين 16 مرة، وكأس ولي العهد 6 مرات، وفاز بالدوري الممتاز 8 مرات، وفاز بكأس السوبر السعودي مرة واحدة، وبكأس الأمير فيصل بن فهد 5 مرات، وبكأس المنطقة الغربية 11 مرة، وبكأس الخليج للأندية 3 مرات، وبكأس الاتحاد العربي للأندية مرتين. وهذا يعني أن أفراح جماهيره كانت مستمرة. على أن اليوم الأغلى والأبرز في تاريخهم كان في يوليو 2009، ففيه استقبل خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله رحمه الله رؤساء وأعضاء شرف النادي ومجلس إدارته ولاعبيه نظراً لحصول الأهلي على أربع بطولات خارجية في موسم واحد (بطولة آسيا لكرة اليد وبطولة الخليج لكرة اليد وبطولة الخليج لكرة القدم وبطولة الخليج لكرة الطائرة) فمنح جلالته النادي أعلى درجة تكريم ممثلا في «درع خادم الحرمين الشريفين للتفوق الرياضي» ولقّبه بسفير الوطن من خلال وثيقة ملكية خاصة.
وللنادي قائمة طويلة تسمى «أولويات أهلاوية» لا مجال لسردها كلها، فنكتفي بذكر أن الأهلي هو أول ناد سعودي وخليجي يصدر نشيدا خاصا به تقول كلماته (لك العهد والعشق والانتماء .. وخلفك نمضي صباح مساء .. لتبقى مجيدا، وفخرا وعيدا، وصرحا فريدا، يطال السماء). وهو أول ناد يحتفظ بكأس الملك، وأول ناد يجمع ما بين بطولتي الكأس والدوري، وأول ناد سعودي وخليجي يقابل منتخب البرازيل، وأول ناد سعودي يؤسس أكاديمية رياضية لكرة القدم، وأول ناد سعودي يستقدم لاعبا أجنبيا غير عربي (البرازيلي زينهو)، وأول ناد سعودي يحقق بطولات الخليج 3 مرات دون هزيمة، وأول ناد سعودي يستقدم مدربين برازيليين، وغير ذلك.
هذا النادي، الذي يحلو لمشجعيه أن يسموا أنفسهم بـ«المجانين» كناية عن جنونهم في حب ناديهم، يعود تاريخ تأسيسه بمدينة جدة إلى العام 1937، وإن كان البعض يزعم أن عام التأسيس هو 1935. وسواء صح هذا التاريخ أو ذاك فإن المتفق عليه هو أن فكرته انطلقت من دار آل بترجي بحارة الشام حيث كان يجتمع فيها للسمر عدد من الشباب من طلبة مدرسة الفلاح الشهيرة (تأسست في ديسمبر 1905 على يد تاجر اللؤلؤ الحجازي الحاج محمد علي زينل)، ممن راودتهم فكرة تأسيس فريق رياضي وطني يخرجهم من إطار الرياضة المدرسية فاعتنقوا الفكرة وكلفوا زميلهم حسن محمود شمس (توفي عام 1942) بالعمل على إخراج الفكرة إلى حيز الوجود، حيث كان شمس محبوبا بين أقرانه ويتمتع بصفات القيادة الفطرية والاتزان ودماثة الخلق، إضافة إلى كونه لاعبا بارزا في فريق مدرسة الفلاح. وبالفعل عمل شمس بالتعاون مع زملائه على اختيار اسم النادي وشعاره وأعضائه الإداريين ولاعبيه. وعليه يمكن القول إن حسن شمس هو مؤسس النادي وأول من تولى رئاسته. والمفارقة أن الأخير بدأ حياته الرياضية لاعبا في أشبال نادي الاتحاد (الخصم التقليدي للأهلي).
في هذا السياق كتب محمد القدادي في صحيفة الجزيرة (18/9/2009) مستندا إلى الكثير من الوثائق مثل مذكرات المرحوم حمزة فتيحي مؤسس نادي الاتحاد، والرسائل المتبادلة بين الأخير وحسن شمس، ما مفاده أن الرجلين كانا صديقين واشتركا معا في تأسيس النادي الأهلي، حيث لم يجد شمس الفرصة الكاملة للعب في الاتحاد لصغر سنه فشجعه فتيحي على تأسيس ناد آخر يكون هو على رأسه. وقد تحمس شمس للفكرة ونفذها بمساعدة أقاربه وأصدقائه وعدد من أبناء العائلات الجداوية المعروفة ممن شكلوا مجلس الإدارة الأول مثل: عبدالرؤوف بترجي، عبدالجليل بترجي، عمر محمود شمس، عمر باقيس، محمد عبدالله الصائغ، إبراهيم صالح بكر، إبراهيم بكر زهران، حسين طه صابر، أمين مؤنس.
أولوية اللعب خارج المدينة
تلك كانت المرحلة التأسيسية، حيث تم فيها الاتفاق على اختيار «الأهلي» اسما للنادي تيمنا بالنادي الأهلي المصري، ناهيك عن أن الاسم كان يعبر في الوقت نفسه عما يربط المؤسسين بعضهم ببعض من علاقات شبيهة بعلاقات الأهل.
ومما شهدته هذه المرحلة طلب حسن شمس من صديقه حمزة فتيحي إقامة مباراة بين الاتحاد والأهلي شريطة أن يلعب الاتحاد بفريقه الثاني لأن أعمار لاعبي الأهلي كانت صغيرة آنذاك قياسا بأعمار لاعبي الفريق الأول في الاتحاد. وبالفعل أقيمت المبارة على طريقة الذهاب والإياب، فتعادل الفريقان على ملعب الاتحاد في أبريل 1939، بينما فاز الأهلي بنتيجة 3 أهداف مقابل لا شيء على ملعبه. وفي هذه المرحلة أيضا آثر الأهلي إلا أن يدخل التاريخ كأول فريق رياضي سعودي يلعب خارج مدينته. إذ غادر جدة إلى مكة لملاقاة فريق نادي الوطن المكي، ففاز عليه في مباراة سادتها الخشونة والشغب الجماهيري.
الحرب العالمية الثانية
تلا هذه المرحلة، توقف نشاط النادي لمدة 10 سنوات بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية، ناهيك عن قيام الجهات الأمنية بمنع الأندية من اللعب تفاديا للتوترات والفتن ومشاجرات اللاعبين أو تجاوز أوقات صلاة المغرب. وبعد هذا التوقف عاود الأهلاويون نشاطهم، بمجلس إدارة جديد تولى رئاسته عمر محمود شمس خلفا لشقيقه المؤسس الذي كان قد توفي بالتيفوئيد خلال فترة التوقف، وشاركه في الإدارة كل من عبدالعزيز باناجة ومحمود عارف، وإبراهيم نشار وعباس حسنين.
ويمكن أن نطلق على هذه المرحلة التي يمكن تأريخها من عام 1949 إلى 1951 أو نحو ذلك بمرحلة ترسيخ الأقدام من خلال تكوين قاعدة جماهيرية وإنشاء المرافق الضرورية وتوطيد العلاقات مع الأندية الأخرى داخل جدة وخارجها، وإقامة بعض المباريات الودية لإثبات الذات. وقد تمّ تحقيق الكثير من هذه الأمور في هذه المرحلة على يد عمر شمس وزملائه. فمن ضمن ما قامت به إدارته تغيير شعار النادي وتبديل ألوانه من اللونين الأزرق والأبيض إلى اللونين الأخضر والأبيض تيمنا بلوني العلم السعودي، وإقامة عدة مباريات مع الفرق الأجنبية مثل: فريق شركة جون هاورد الإنجليزية، فريق بحارة المدمرة الهولندية «جيرك هدسون»، فريق منتخب البوارج البريطانية الراسية في ميناء جدة، فريق منتخب الجالية الإيطالية بجدة وكان معظمهم من العاملين بشركة بكتل الأمريكية، حيث كان الفوز من نصيب الأهلاويين في كل تلك المباريات، الأمر الذي أدى إلى ازدياد ثقة اللاعبين بأنفسهم من جهة، وتزايد جماهيرية النادي في أوساط الجداويين من جهة أخرى، خصوصا بعد أن حظي النادي في عام 1950 بدعم سمو الأمير عبدالله الفيصل (وزير الداخلية آنذاك) من خلال عضوية سموه الشرفية، وحرصه على حضور كافة مبارياته.
أيلولة الرئاسة إلى الصبان
أأما المرحلة الثالثة في تاريخ الأهلي فكانت ما بين عامي 1952 و1962 وفيها حدثت خلافات بين أعضاء الإدارة كان من نتائجها ابتعاد عمر شمس وأيلولة الرئاسة إلى حسن سرور الصبان (من الأسر الحجازية العريقة) الذي شكل إدارة جديدة منه ومن السادة: مصطفى صعيدي، داوود عبدالله كنو، علي جاسر، محمد أمين تونسي، أسعد عبدالعزيز بخش، يوسف عبدالشكور، محمد صالح بخاري، عبدالباسط محمد حسين، محمد صالح باعشن، عمر أديب الأعمى. وقامت الإدارة الجديدة بتغيير اسم النادي إلى «الثغر» مع الاحتفاظ بشعار وألوان الأهلي. كما قامت بالاستعانة بلاعبين من مصر، مثل (عبدالنبي وتوتو وزكريا وعلي شرف) لدعم فريق كرة القدم فنيا.
أول من طبق الاحتراف
من أحداث هذه المرحلة أن الأهلي تحت مسماه الجديد استقدم لاعبين متميزين من الجالية السودانية لدعم فريقه الكروي فنيا، وبهذا كان النادي الأول الذي يطبق ظاهرة الاحتراف، حيث كانت أول مجموعة من المحترفين للأهلي مكوَّنة من اللاعبين: دانا دانا، غندورة، شيبة، أحمد عبدالله (والد لاعب نادي النصر السابق ماجد عبدالله). ومن أحداثها أيضا قيام الأهلي (الثغر) في عام 1959 بتكوين منتخب مع شقيقه نادي الوحدة المكي لملاقاة منتخب وزارة الصحة المصرية الزائر في مباراتين على ملعب الصبان بجدة، ففاز المنتخب في الأولى، وخسر في الثانية. وفي هذه المرحلة أيضا تمّ تسجيل وتصنيف النادي ضمن أندية الدرجة الأولى (الممتاز حاليا).
غير أن ما حدث من انشقاق آنذاك كان مجرد زوبعة لم تدم سوى عقد من الزمن. إذ عاد النادي إلى اسمه الأصلي في نهاية عام 1961 بعد أن فشل الثغر في تحقيق المرجو منه، حيث كانت نتائجه هزيلة بالرغم من امتلاكه قوة كروية ضاربة، فتسرب اليأس إلى قلوب لاعبيه وجماهيره وراحوا ينفضون عنه، ويسجلون أو يشجعون أندية كروية أخرى، الأمر الذي أفضى إلى انحلاله رويدا رويدا دون أن تجدي محاولات الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رئيس نادي الهلال بالرياض لإنقاذه. كما شهدت هذه المرحلة وتحديدا في عام 1962 لجوء الإدارة لأول مرة إلى مدرب أجنبي (البريطاني مايكل) لتدريب فريق كرة القدم من أجل النهوض به مجددا.
حق الولاية على الأهلي لمن ؟
وقبل أن نتناول شأنا آخر، يجدر بنا الإشارة ــ طبقا لما ورد في تحقيق صحيفة الجزيرة (مصدر سابق) ــ إلى أن الاتحاديين ظلوا طويلا يرون أن لهم حق الولاية على الأهلي لأن مؤسسيه هما في الأصل لاعبان اتحاديان في إشارة إلى حمزة فتيحي وحسن شمس. ولهذا حاولوا عام 1937 دون نجاح أن يدمجوه مع الاتحاد، ثم كرروا المحاولة سنة 1939 من خلال كتابة عدة رسائل «ملغومة» إلى الأمير عبدالله الفيصل، ولا سيما بعد أن قام الأهلي بالاستعانة بلاعبين من خارج المملكة. غير أن العضوية الشرفية للأمير حالت دون ضم الأهلي للاتحاد.
ومنذ تلك السنوات الخوالي، لا يذكر اسم الأهلي إلا ويذكر معه اسم الأمير عبدالله الفيصل، علما بأن علاقة سموه بالأهلي والأهلاويين تعززت وتوطدت أكثر بعد أن استقال سموه من عمله وزيرا للداخلية. وفي هذا السياق كتب منصور الدوس في «الجزيرة» (20/2/2015): «لقد مثلت محبة الأمير عبدالله الفيصل للأهلي أنموذجاً فريداً ورفيعاً في التضحية والبذل والعطاء». كما أشار الكاتب إلى مقولة للأمير جاء فيها: «كنت أنشد نادياً نموذجياً في كل شيء، مثالياً في كل صورة، فبعد أنْ استقلت من وزارة الداخلية وابتعدت عن المجال الرياضي بالصفة الرسمية، أصبح المجال أمامي واسعاً للتحرك بجدية في نطاق طموحاتي الشخصية فكانت بيئة النادي الأهلي تجذبني إليها بقوة، لأنها تقوم على أسس رياضية ومفاهيم نبيلة، بالإضافة إلى أنه كانت تربطني بالأهلاويين صداقات حميمة، ومثبتة، فتقربوا إلي أكثر، وتقربت أنا إليهم».
من الشهادات المدونة حول ظروف تأسيس الأهلي ما رواه عمر محمود شمس (رجل دولة ومستشار قضائي سعودي) من أن الاتحاد كان يعتبر حسن شمس لاعبا فيه فتشاء الصدف أن يتفق الاتحاد على إقامة مباراة ضد أحد فرق جدة، وكان ذلك في مرحلة تأسيس الأهلي، وكان في يقينه أنه سيشارك فريق الاتحاد في هذه المباراة كلاعب أساسي فذهب إلى الملعب بنية المشاركة ولكن المسؤولين عن فريق الاتحاد سلموه رسالة خطية وضعته أمام أحد خيارين، إما أن يقطع صلته كليا بالأهلي ليشارك في هذه المباراة أو يُحرم من المباراة إذا أصر على بقائه في الأهلي وكان الموقف صعبا وأليما ومحرجا له، ولكنه قرر دون تردد أن تكون صلته دائمة بالأهلي فكانت هذه الحادثة نهاية علاقته بالاتحاد.
أرض الدباب
كما تطرق شمس وزميله عبدالرؤوف إبراهيم بترجي في شهادتيهما إلى أمور أخرى فأجمعا على أن الأهلي بدأ تمارينه على أرض فضاء في البغدادية خارج سور جدة كانت تعرف بأرض الدباب بسبب وجود دباب قديم متآكل رابض فيها. وأن أول من تولى مهمة التدريب والتحكيم هو محمد أمين حلمي تونسي. أما بالنسبة للاجتماعات فكانت تعقد في دار آل بترجي التي انطلقت منها فكرة النادي، ولأنه لم تكن هناك آنذاك أنظمة معينة تخضع لها الأندية الممارسة للرياضة الوحيدة لدى شباب تلك الحقبة وهي كرة القدم، ولم تكن هناك جهة رسمية لتنظيم الشؤون الرياضية ورعايتها، فإن كافة الأمور كانت تتم باجتهادات وترتيبات فردية كأن يخاطب النادي ناديا آخر طلبا لإقامة مباراة بينهما في تاريخ معين على أن يكون توزيع المرطبات للجمهور بين الشوطين على المستضيف، وجرى العرف حينها أن يتكرر اللقاء فيكون المستضيف السابق ضيفا فيسترد المرطبات (عرفت هذه العادة برد القازوز).
الميزانية الأولى
أما موارد النادي المالية لتغطية نفقاته فكانت تعتمد على اشتراكات الأعضاء من لاعبين وإداريين ومشرفين، وكانت قيمة الاشتراك تراوح بين خمسة وعشرة قروش، الأمر الذي إذا ما أخضعناه لعملية حسابية بسيطة لوجدنا أن ميزانية النادي السنوية الأولى كانت في حدود 120 ريالا، وهو مبلغ كبير في ذلك الزمن. ومن المصاعب التي واجهت النادي أنه بعد تأسيسه بنحو عامين تقريبا اضطر لتجميد أنشطته بسبب ظروف الحرب كما أسلفنا، ولهذا احتجب مع بقية فرق الحجاز عن ممارسة اللعب، ولكنه كان يمارس التمارين بصفة متقطعة ومتباعدة. وفي هذا السياق أخبرنا عمر شمس قائلا: «كانت لعبة كرة القدم من الألعاب غير المشروعة وغير المستحبة لاعتقاد كبار الشخصيات في البلد أنها تعوق عن أداء الصلاة في وقتها وخاصة صلاة المغرب، وفي محاولة منا لتذليل هذه العقبة تقدمنا إلى قائماقم جدة الأستاذ إبراهيم بن معمر بطلب تضمن السماح لنا بمزاولة اللعب وبالتعهد منا على أداء الصلاة في وقتها والامتناع عن مزاولة التمارين في أوقات الصلاة، فقبل طلبنا وسمح لنا باللعب وبناء عليه فقد وضعنا براميل على جانب الملعب كنا نملأها لاستعمالها عند الوضوء. كنا نثبت قوائم المرمى قبل التمرين ونقتلعها بعد التمرين حفاظا عليها من الضياع ثم نحتفظ بها في مكان آمن لنعيد تثبيتها في اليوم التالي ولما لهذه العملية من مشاق فقد اضطررنا إلى تعيين شخص للقيام بهذه المهمة لقاء أجر شهري».
الطريق الواضح
وهكذا شق الأهلي طريقه بثبات وصار رقما صعبا في الرياضة السعودية، ولا سيما رياضة كرة القدم التي حقق فيها بطولات كثيرة خلال السنوات الثلاث والثمانين من عمره. فهذا النادي، الذي بدأ اللعب على أرض فضاء متواضعة وصار منذ أبريل 2014 يتخذ من ملعب «الجوهرة المشعة» الذي يتسع لـ62 ألف متفرج مكانا لتدريباته ومبارياته، أحرز كأس خادم الحرمين الشريفين 16 مرة، وكأس ولي العهد 6 مرات، وفاز بالدوري الممتاز 8 مرات، وفاز بكأس السوبر السعودي مرة واحدة، وبكأس الأمير فيصل بن فهد 5 مرات، وبكأس المنطقة الغربية 11 مرة، وبكأس الخليج للأندية 3 مرات، وبكأس الاتحاد العربي للأندية مرتين. وهذا يعني أن أفراح جماهيره كانت مستمرة. على أن اليوم الأغلى والأبرز في تاريخهم كان في يوليو 2009، ففيه استقبل خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله رحمه الله رؤساء وأعضاء شرف النادي ومجلس إدارته ولاعبيه نظراً لحصول الأهلي على أربع بطولات خارجية في موسم واحد (بطولة آسيا لكرة اليد وبطولة الخليج لكرة اليد وبطولة الخليج لكرة القدم وبطولة الخليج لكرة الطائرة) فمنح جلالته النادي أعلى درجة تكريم ممثلا في «درع خادم الحرمين الشريفين للتفوق الرياضي» ولقّبه بسفير الوطن من خلال وثيقة ملكية خاصة.
وللنادي قائمة طويلة تسمى «أولويات أهلاوية» لا مجال لسردها كلها، فنكتفي بذكر أن الأهلي هو أول ناد سعودي وخليجي يصدر نشيدا خاصا به تقول كلماته (لك العهد والعشق والانتماء .. وخلفك نمضي صباح مساء .. لتبقى مجيدا، وفخرا وعيدا، وصرحا فريدا، يطال السماء). وهو أول ناد يحتفظ بكأس الملك، وأول ناد يجمع ما بين بطولتي الكأس والدوري، وأول ناد سعودي وخليجي يقابل منتخب البرازيل، وأول ناد سعودي يؤسس أكاديمية رياضية لكرة القدم، وأول ناد سعودي يستقدم لاعبا أجنبيا غير عربي (البرازيلي زينهو)، وأول ناد سعودي يحقق بطولات الخليج 3 مرات دون هزيمة، وأول ناد سعودي يستقدم مدربين برازيليين، وغير ذلك.