لوحة «عند نزول القرآن» الفائزة بالمركز الثالث في معرض «واعدات 8» بأتيليه جدة.
لوحة «عند نزول القرآن» الفائزة بالمركز الثالث في معرض «واعدات 8» بأتيليه جدة.




لوحة مكتوبة بزخرفة «محمد رسول الله».
لوحة مكتوبة بزخرفة «محمد رسول الله».
-A +A
آلاء الغامدي (جدة) AlaaAlGhamdi4@
حين مدحت معلمتها رسوماتها أحبت حصة الرسم منذ المرحلة الابتدائية، فبدأت في رسم شخصيات الأفلام الكرتونية التلفزيونية.. لذا فإن الفنانة التشكيلية فوزية القثمي تقول: «مدح الأطفال وتشجيع المواهب من قبل الأبوين والمعلمين أمر رئيسي لتنمية العوامل النفسية لدى الأطفال على الابتكار والإبداع»، ومن ذلك شجعت طالباتها الموهوبات وأبرزت مواهبهن وعززت ثقتهن بأنفسهن. ولأن الرسم ديدنها وعشقها منذ الصغر، كان حماسها له مرتفعاً حتى أصبح بيتها مليئاً باللوحات والرسومات، وبين الشغف لمواصلة الرسم والإبداع وتشجيع المحيطين حولها؛ فإنها تنظر إلى الرسم على أنه لغة عالمية تتخطى الحواجز والمسافات، وتبحر هذه اللغة في عالم المحسوس وغير المحسوس، وتجوب الآفاق والبحار والقارات، بمعنى أن الرسم لديها وسيلة وليس جمالا فقط، بل هو فكر ونظر ووسيلة مهمة للتعبير عن فكر ومنطق. تميل فوزية لعدة مدارس فنية في الرسم، ولكنها تعشق المدرسة الواقعية والتأثيرية الرمزية، وتجد التأثيرية والرمزية والسريالية في لوحاتها، أما توجهها للرسم فتؤكد أنه لإيصال رسالة التوحيد والعقيدة والحب والسلام، «لم أدخل الفن وأخوض غمار المشاركات الفنية إلا لأنه يرسخ قيما ومعاني دينية، فاللوحة الإسلامية خط وزخرفة محصورة بين هذين النطاقين، ولكني أحببت إضافة معان دينية أخرى ورسالة هادفة، مثل لوحتيّ عن نزول القرآن وغرباء، اللتين فازتا بمعرض الواعدات في أتيليه جدة». وأوضحت أنها لم تدخل المجال إلا رغبة في التميز والابتكار، فالفن التشكيلي متعب جداً ومكلف ومرهق مادياً ومعنوياً، ولكن من ابتلي بحبه يهون عليه ويضحي كثيراً من أجله، مضيفة «لم أخض غمار الفن التشكيلي وتعبه من أجل الجمال فقط، فالجمال موجود في الكون بكل أشكاله، والفنانون المبدعون ولوحاتهم المبهرة في كل مكان، ولكني أتيت الفن التشكيلي أحمل فكراً جديداً». أما طموحات فوزية المستقبلية فهي في تنفيذ عدة معارض خططت لها من الآن، أولها معرض «إنسان»، وتتمنى أن يحظى الفن التشكيلي بالاهتمام والتقدير والتشجيع من الناس واقتناء اللوحات الفنية ونشر الإبداع والفن.

ولما سألت فوزية عن المعارض الشخصية للفنانين أجابت: «هي مغامرة، قد ترفع الفنان أو تنزله، إذ تكشف عيوب وثغرات وهشاشة وضحالة فكر الفنان، أو غزارته وعلمه، وتكشف الإبداع والتميز والتفرد لديه». وأجابت القثمي عن سؤالي حول العلاقة بين الفنان والمتلقي خصوصاً أن بعض المتلقين لا يفهمون قراءة لوحة الفنان، بقولها: «المشكلة ليست في قلة وعي لدى المتلقي، المشكلة هي عدم اهتمام المتلقي بالمعارض التشكيلية واللوحات، فعندما يتفانى الفنان ويعمل معرضا ويبذل مجهودا جبارا يفاجأ بالضعف الشديد من الحضور»، لكنها تشير إلى أن الكثير من المتلقين بدأوا يقرأون اللوحات الفنية بأحاسيس وجدانية ورؤية ومنظور خاص لفك طلاسم اللوحة، فزاد حضور المعارض ولم يحتج الفنان لشرح لوحته.