ابتسمت عندما قرأت خبر تعيين المخرج السينمائي عبدالله آل عياف رئيسا تنفيذيا لهيئة الأفلام السعودية، ويعود سبب ابتسامتي إلى عودة الثقة بجملة (الرجل المناسب بالمكان المناسب) تحديدا بما يتعلق بالسينما، هذا من جهة، ومن جهة أخرى متعلقة بذكرى خاصة بفيلم (عايش) الذي أخرجه آل عياف، وشاهدته حينها في مهرجان الخليج السينمائي، وقتها كنت قد قررت الاكتفاء بوجبة الأفلام التي شاهدتها في ذلك اليوم، ولمحني رئيس المهرجان حينها الأستاذ مسعود أمر الله (الذي يلقب بعراب السينما الخليجية)، وأنا أهم بالعودة إلى أبوظبي، وقال لي: أنصحك بمشاهدة هذا الفيلم، ونصائح أمر الله دائما تصيب. حينها خرجت من فيلم عايش وكان ذلك عام 2010، وطلبت مشاهدة أعمال آل عياف السابقة، فعلمت أنها تتنوع بين تسجيلية وروائية قصيرة، مثل التسجيلي (السينما 500 كم) والروائي القصير (إطار) وفيلم (مطر)، تلك الأعمال كانت ركيزة أساسية، لكل ناقد سينمائي أو باحث عندما يتطرق للحديث عن السينما السعودية، واسم آل عياف كان يحضر دائما.
لذلك لم يكن مستغربا الاحتفاء به من قبل سينمائيين محليين وعرب. ومن الجميل العودة للحديث عن آل عياف المخرج، وفيلمه عايش الذي نال جوائز عديدة، ورابط الفيلم سيكون في نهاية المقال. هذا الفيلم الروائي القصير في 28 دقيقة، أهميته تكمن في رصد الخط الفاصل في النظرة تجاه مفهوم الحياة الموت، من خلال شخصية عايش التي أداها الممثل القدير إبراهيم الحساوي، الذي يعمل في أمن المستشفى قسم المشرحة، بين ثلاجات الموتى، وصوتها، وأصوات كثيرة مرتبطة بحالة الفقدان، إضافة إلى عتمة المكان، تشعر ببرودته، من خلال ملامح عايش الذي تحاول دائما أن تفهم ما يجول في خلده، وهو بين كل هذه العتمة. استطاع آل عياف أن يضع ثقل نظرته كمخرج في إدارته للممثل وللضوء، فتشعر أنهما مكملان لبعضهما، لم يكن الحوار الموجز إلا دخيلا مقصودا ليكسر حاجز الصمت والخوف والحيرة، لتحاول كمتلقٍ وضع نفسك مكان عايش، وهذا الاسم ليس صدفة، بل إسقاط ذكي، لعب دوره في الربط بين كل رد فعل ستشاهده.
ستندمج كمتلقٍ مع العتمة، متأملًا بلحظة ضوء يستحقها عايش، لتكون اللحظة في نقلة شديدة العذوبة، بأن تضطر إدارة المستشفى للاستعانة بعايش في قسم ولادة الأطفال، في تلك اللحظة ومع ملامح جامدة اعتدتها على عايش، ستدرك معنى الضوء الذي يحتاجه كل شخص ليبتسم. أما أهمية هذا الفيلم فإنه وضّح معنى صناعة الفيلم القصير، من خلال فكرة مهمة يتم اختزالها في مشاهد مناسبة، تُصنع عبر لقطات سريعة لكنها دقيقة، فيما تمت ترجمة الحكاية بصريا على حساب السيناريو، وهذه قوة تحسب لهذا الفيلم الجميل.
لذلك لم يكن مستغربا الاحتفاء به من قبل سينمائيين محليين وعرب. ومن الجميل العودة للحديث عن آل عياف المخرج، وفيلمه عايش الذي نال جوائز عديدة، ورابط الفيلم سيكون في نهاية المقال. هذا الفيلم الروائي القصير في 28 دقيقة، أهميته تكمن في رصد الخط الفاصل في النظرة تجاه مفهوم الحياة الموت، من خلال شخصية عايش التي أداها الممثل القدير إبراهيم الحساوي، الذي يعمل في أمن المستشفى قسم المشرحة، بين ثلاجات الموتى، وصوتها، وأصوات كثيرة مرتبطة بحالة الفقدان، إضافة إلى عتمة المكان، تشعر ببرودته، من خلال ملامح عايش الذي تحاول دائما أن تفهم ما يجول في خلده، وهو بين كل هذه العتمة. استطاع آل عياف أن يضع ثقل نظرته كمخرج في إدارته للممثل وللضوء، فتشعر أنهما مكملان لبعضهما، لم يكن الحوار الموجز إلا دخيلا مقصودا ليكسر حاجز الصمت والخوف والحيرة، لتحاول كمتلقٍ وضع نفسك مكان عايش، وهذا الاسم ليس صدفة، بل إسقاط ذكي، لعب دوره في الربط بين كل رد فعل ستشاهده.
ستندمج كمتلقٍ مع العتمة، متأملًا بلحظة ضوء يستحقها عايش، لتكون اللحظة في نقلة شديدة العذوبة، بأن تضطر إدارة المستشفى للاستعانة بعايش في قسم ولادة الأطفال، في تلك اللحظة ومع ملامح جامدة اعتدتها على عايش، ستدرك معنى الضوء الذي يحتاجه كل شخص ليبتسم. أما أهمية هذا الفيلم فإنه وضّح معنى صناعة الفيلم القصير، من خلال فكرة مهمة يتم اختزالها في مشاهد مناسبة، تُصنع عبر لقطات سريعة لكنها دقيقة، فيما تمت ترجمة الحكاية بصريا على حساب السيناريو، وهذه قوة تحسب لهذا الفيلم الجميل.