قدمت المخرجة هناء العمير مع الممثل السعودي المميز عبدالمحسن النمر وطاقم ممثلين وممثلات شباب مسلسلاً هو الأول من نوعه في الدراما السعودية «وساوس»، وتم إنتاجه وعرضه على منصة نيتفليكس العالمية وتمت ترجمته لأكثر من 30 لغة.
هذه النقلة للعمل السعودي إلى منصة عالمية صاحبها الكثير من الصخب والاهتمام الكبيرين من المهتمين بشأن العمل الدرامي السعودي والآمال الكبيرة المعلقة على نقل صورة مميزة للعمل الدرامي المحلي، خصوصا بعد خيبة أمل كبيرة صاحبت جل أعمال موسم رمضان الماضي، حتى أن عددا من المتابعين تحولوا لمشاهدة أعمال تم إنتاجها قبل عقود أو الاستمتاع بكلاسيكيات العمل السعودي الأول طاش ما طاش.
مسلسل وساوس، من منظور فني، تم انتقاده باختلاف الحوار والموقع التصويري وبعض التفاصيل في كل مرة يتم استعراض موقف من منظور شخص آخر، وهو الأساس الذي تم بناء المسلسل عليه. برأيي، هذه الميزة هي الإضافة التي ميّزت العمل عن غيره من الأعمال الأخرى من خلال ترسيخ مفهوم الاختلاف الفردي من كل زاوية يتم النظر لها للموقف ذاته. هذه الجزئية وتوظيفها في العمل، بغض النظر عن جاذبيتها في إبقاء المتابع مندمجاً مع المشهد بشكل تفاعلي في محاولة إيجاد الفروقات، إلا أنها في الحقيقة تجسيد لعدد من النظريات العلمية التي تشرح الاختلافات الجوهرية بين الأشخاص في تحليل الأحداث واستيعابها والتفاعل معها. في وساوس تابعنا عملا مختلفا تماما عما تعودنا عليه في الأعمال العربية السردية من خلال مفهوم ما بعد حداثي كان اعتماده الأساسي على منظور أن للحقيقة وجوها عدة اعتماداً على زاوية النظر لها. مثل هذه الأعمال اشتهر بها المخرج الياباني الشهير «أكيريا كوروزاوا» وخصوصاً في فيلمه الشهير Rashomon عام ١٩٥٠، الذي يعتبر حجر الأساس لهذه الأعمال، بل إن عددا من الأكاديميين والمنظّرين أطلقوا مصطلح «تأثير راشمون» على الظاهرة العملية التي تؤكد عدم موثوقية العين المجردة والذاكرة، وبالتحديد فالنظرية تصف مواقف التعارض في سرد أو وصف مواقف من عدة شهود عيان للموقف ذاته. المصطلح تمت دراسته من عدة مجالات علمية كعلم النفس والاتصال والإنثروبولوجي والاجتماعيات وعلوم المعرفة والدراسات القانونية بل وحتى في بعض دراسات تحليل الأسواق المالية وغيرها.
وساوس نقلة نوعية كتابةً وتصويراً وإخراجاً بل ويعتبر نموذجاً مبشراً للأعمال السعودية لاقتحام السوق العالمي بعد التسلح بالمعرفة والاطلاع العملي في الكتابة أولاً، ثم الإخراج والتصوير والأداء والتسويق، وتحويل كل ذلك إلى مخرجات مميزة على الشاشة، ناهيك عن الحضور المميز للوجوه الشابة في العمل، خصوصاً النسائية منها.
هذه النقلة للعمل السعودي إلى منصة عالمية صاحبها الكثير من الصخب والاهتمام الكبيرين من المهتمين بشأن العمل الدرامي السعودي والآمال الكبيرة المعلقة على نقل صورة مميزة للعمل الدرامي المحلي، خصوصا بعد خيبة أمل كبيرة صاحبت جل أعمال موسم رمضان الماضي، حتى أن عددا من المتابعين تحولوا لمشاهدة أعمال تم إنتاجها قبل عقود أو الاستمتاع بكلاسيكيات العمل السعودي الأول طاش ما طاش.
مسلسل وساوس، من منظور فني، تم انتقاده باختلاف الحوار والموقع التصويري وبعض التفاصيل في كل مرة يتم استعراض موقف من منظور شخص آخر، وهو الأساس الذي تم بناء المسلسل عليه. برأيي، هذه الميزة هي الإضافة التي ميّزت العمل عن غيره من الأعمال الأخرى من خلال ترسيخ مفهوم الاختلاف الفردي من كل زاوية يتم النظر لها للموقف ذاته. هذه الجزئية وتوظيفها في العمل، بغض النظر عن جاذبيتها في إبقاء المتابع مندمجاً مع المشهد بشكل تفاعلي في محاولة إيجاد الفروقات، إلا أنها في الحقيقة تجسيد لعدد من النظريات العلمية التي تشرح الاختلافات الجوهرية بين الأشخاص في تحليل الأحداث واستيعابها والتفاعل معها. في وساوس تابعنا عملا مختلفا تماما عما تعودنا عليه في الأعمال العربية السردية من خلال مفهوم ما بعد حداثي كان اعتماده الأساسي على منظور أن للحقيقة وجوها عدة اعتماداً على زاوية النظر لها. مثل هذه الأعمال اشتهر بها المخرج الياباني الشهير «أكيريا كوروزاوا» وخصوصاً في فيلمه الشهير Rashomon عام ١٩٥٠، الذي يعتبر حجر الأساس لهذه الأعمال، بل إن عددا من الأكاديميين والمنظّرين أطلقوا مصطلح «تأثير راشمون» على الظاهرة العملية التي تؤكد عدم موثوقية العين المجردة والذاكرة، وبالتحديد فالنظرية تصف مواقف التعارض في سرد أو وصف مواقف من عدة شهود عيان للموقف ذاته. المصطلح تمت دراسته من عدة مجالات علمية كعلم النفس والاتصال والإنثروبولوجي والاجتماعيات وعلوم المعرفة والدراسات القانونية بل وحتى في بعض دراسات تحليل الأسواق المالية وغيرها.
وساوس نقلة نوعية كتابةً وتصويراً وإخراجاً بل ويعتبر نموذجاً مبشراً للأعمال السعودية لاقتحام السوق العالمي بعد التسلح بالمعرفة والاطلاع العملي في الكتابة أولاً، ثم الإخراج والتصوير والأداء والتسويق، وتحويل كل ذلك إلى مخرجات مميزة على الشاشة، ناهيك عن الحضور المميز للوجوه الشابة في العمل، خصوصاً النسائية منها.