بشّر الروائي عبده خال بالتجربة القصصية الأولى للقاص الشاب معاذ إدريس، وقال خال في تعليقه على النص القصصي الأول للموهوب: «إن كان معاذ صغيرا وفي هذه السن فهو موهوب، ولذلك ندع ملاحظاتنا جانبا، ففي الغد سوف يعرف خلل النص وقوته، وأرى أن يترك النص كما هو، وعلينا الاحتفاء به نشرا فقط من غير تضخيم موهبته كي لا نضره».
وأضاف الروائي البوكري: «معاذ موهوب فلندعه يتعرف على قوة القصة وكيف ينطلق إليها، وأبلغه تحياتي». من جهته، قال معاذ لـ«عكاظ»: «أحبّ الكتابة، وشغفت بها من خلال عمي علي مكي، الذي أحلم أن أكون كاتبا معروفا مثله». ويتابع معاذ كثيرا من الكتابات، أهمها ما يكتبه الروائي الكبير أمين معلوف وأيضاً عبده خال خصوصا في روايته «الموتُ يمرّ من هنا»، مشيرا إلى أنه قرأ عملاً عظيماً أتاح له فرصة الأسئلة والتفاصيل الأولى في عملٍ مهم جداً يحلمُ بالوصول إليه كتابة وهو «المسخ» لكافكا.
وفي ما يلي النص القصصي لمعاذ بعنوان:
«حُضنكِ هو أبي!»
كنتُ عندما أحزنُ بشدة، أذهبُ إليها مباشرة، أقبلُ عليها صارخاً باسمها ساحقاً الباب معي، أقول لها: أريد مشاهدة عينيك والنوم فقط. أثناء تنويمها لي، سألتني قائلة: أريد أن أصدّق أنك بريء. قلت لها: ذات مرة وأنا ذاهب إلى المدرسة كان هذا اليوم نهاية الأسبوع، كنت سعيداً جداً، وكنت أخطّطُ لهذا اليوم وكان يلعب فيه فريقي الذي أحبّه. هنا في ثانية ضرب وجهي باطن (الدركسون)، وعندما نزلت من السيارة كان الأمر مؤسفاً بالنسبة لي، كنتُ خائفاً جداً لا أعرف ماذا أفعل.
كل الذين مرّوا من جانب الحادث جميعهم سخروا مني، معلقين على طريقة اصطدامي. كنت أنظر إلى السيارة.. كانت جسداً بلا روح. حضر والدي، فدسّ خوفي صوته في أذني: قم قف باستقامة، أبوك أتى، هكذا قلت لنفسي. لكن لم يكن هناك فرق بينه وبين الساخرين حين سألني: هل أنت أعمى؟ ردت عليّ قائلة: فعلاً هل أنت أعمى؟ قلت لها: نعم، لكن أرجوك خذيني في حضنك لعلّه يكون حضن أبٍ يخاف على ابنه فيحتويه (!)
وأضاف الروائي البوكري: «معاذ موهوب فلندعه يتعرف على قوة القصة وكيف ينطلق إليها، وأبلغه تحياتي». من جهته، قال معاذ لـ«عكاظ»: «أحبّ الكتابة، وشغفت بها من خلال عمي علي مكي، الذي أحلم أن أكون كاتبا معروفا مثله». ويتابع معاذ كثيرا من الكتابات، أهمها ما يكتبه الروائي الكبير أمين معلوف وأيضاً عبده خال خصوصا في روايته «الموتُ يمرّ من هنا»، مشيرا إلى أنه قرأ عملاً عظيماً أتاح له فرصة الأسئلة والتفاصيل الأولى في عملٍ مهم جداً يحلمُ بالوصول إليه كتابة وهو «المسخ» لكافكا.
وفي ما يلي النص القصصي لمعاذ بعنوان:
«حُضنكِ هو أبي!»
كنتُ عندما أحزنُ بشدة، أذهبُ إليها مباشرة، أقبلُ عليها صارخاً باسمها ساحقاً الباب معي، أقول لها: أريد مشاهدة عينيك والنوم فقط. أثناء تنويمها لي، سألتني قائلة: أريد أن أصدّق أنك بريء. قلت لها: ذات مرة وأنا ذاهب إلى المدرسة كان هذا اليوم نهاية الأسبوع، كنت سعيداً جداً، وكنت أخطّطُ لهذا اليوم وكان يلعب فيه فريقي الذي أحبّه. هنا في ثانية ضرب وجهي باطن (الدركسون)، وعندما نزلت من السيارة كان الأمر مؤسفاً بالنسبة لي، كنتُ خائفاً جداً لا أعرف ماذا أفعل.
كل الذين مرّوا من جانب الحادث جميعهم سخروا مني، معلقين على طريقة اصطدامي. كنت أنظر إلى السيارة.. كانت جسداً بلا روح. حضر والدي، فدسّ خوفي صوته في أذني: قم قف باستقامة، أبوك أتى، هكذا قلت لنفسي. لكن لم يكن هناك فرق بينه وبين الساخرين حين سألني: هل أنت أعمى؟ ردت عليّ قائلة: فعلاً هل أنت أعمى؟ قلت لها: نعم، لكن أرجوك خذيني في حضنك لعلّه يكون حضن أبٍ يخاف على ابنه فيحتويه (!)