الساعة الثامنة صباحاً وردني اتصال يُبلِغني باستقبال حالة بالطوارئ لشاب في مقتبل العمر، يعاني من انخفاض حاد في العلامات الحيوية والوعي.
أجبت مسرعاً وعند قدومي لمحت رجلاً وقوراً يبكي بحرقة وبجانبه أحد الزملاء يحاول تهدئته وفي الجانب الآخر شاب في العقد الثاني ممدد على السرير، والكل يحيط به حيث يقوم الممرض بسحب الدم والآخر يقيس العلامات الحيوية والطبيب ينادي في أذنه جاهداً لعله يسمع رداً يبعث الأمل.
أثناء انشغال الفريق الطبي ذهبت إلى الأب وسألته عن التاريخ المرضي، فاستجمع قواه ملتقطاً أنفاسه وأجاب أن ابنه بصحة جيدة ولا يعاني من أي مشاكل صحية ولكنه صدم بعد أن أبلغه ابنه الآخر أن أخاه كان يستخدم أحد أنواع المخدرات خلسة وربما تكون هي السبب لما وصل إليه.
ابني صغير يا دكتور كيف وصل إلى هذه الحالة؟
حتى نجيب على هذه التساؤلات لابد لنا أن نعلم أن الأسباب متعددة ولسنا بصدد استعراضها هنا فمنها ماهو اجتماعي وسلوكي ومنها ماهو عضوي ونفسي.
في كثير من الحالات نجد أن عامل الفراغ في هذا السن الحساس يشكل الجذر المتين لبداية هذه المشكلة، وما تشهده الحياة في الوقت الحالي من انفتاح ثقافي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة تمرير كثير من السلوكيات الخاطئة مع وجود ضعف في الوازع الديني والرقابة المجتمعية، مما يسهل على ضعاف النفوس بث سمومهم واستهداف أبنائنا.
دولتنا الرشيدة في ظل قيادتها الحكيمة لم تألُ جهداً في محاربة انتشار هذه الآفات المدمرة على جميع الأصعدة، فوزارة الصحة ممثلة في منشآتها المختصة في علاج الإدمان تقوم بأدوارٍ كبيرةٍ في علاج أبنائنا والعمل على إعادتهم إلى المجتمع ليكونوا أعضاء مساهمين في دفع عجلة التنمية، وكذلك الكثير من مؤسسات الدولة التي تقوم بأدوار عظيمة للمساهمة في حماية المجتمع وأفراده ودفعهم نحو ما ينفعهم ويعود على مجتمعاتهم بالخير.
مع تضافر كل تلك الجهود فإن أقل ما نقوم به هو أن نضع أيدينا بأيديهم في حربهم الحازمة لبناء مستقبل يحدوه الأمل والإرادة.
ولعل قربنا من أبنائنا وملء فراغهم بما ينفعهم هو الجذر المتين للوقاية من الوقوع في براثن المخدرات.
إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أي مفسدة
وأعني بالقرب هنا ليس التواجد فقط وإنما القرب من الناحية العاطفية، وفتح أبواب الحوار والنقاش معهم، معرفتك أيها الأب لتفاصيل حياة ابنك الأساسية مثل معرفة من هم أصدقاؤه؟
وما هي احتياجاته؟
«قل لي من صديقك أقل لك من أنت»
وفي ماذا يقضي ابنك أوقات فراغه؟
وهناك أمرٌ مهم جداً في حماية ابنك والتنبه مبكراً للتغيرات السلوكية التي قد تظهر عليه، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.
املؤوا فراغ أبنائكم بالرياضة والقراءة، وادعموهم في هواياتهم، واملؤوا حياتهم رياضياً واجتماعياً.
يمر الشاب في هذه المرحلة العمرية الحرجة بتغيرات فسيولوجية وجسدية هي اللبنة الأساسية في تكوين شخصيته، إن أحيط ببيئة صحية سليمة نما صحيحاً صالحاً، وإن أحيط ببيئة فاسدة نما ضالاً طالحاً.
أيها الأب أيتها الأم: إن اهتمامكم وقربكم واحتواؤكم لأبنائكم يجعل من حصاد زرعكم مثمراً وصالحاً بإذن الله، وإن ما تقومون به من جهود في حماية أبنائكم والاهتمام بهم يجعل منهم عوناً وسنداً لكم.
قيل في الأثر: من أيقن طول الطريق تأهب للسفر.
* رئيس قسم الإسعاف والطوارئ بمجمع إرادة والصحة والنفسية - خدمات إرادة
أجبت مسرعاً وعند قدومي لمحت رجلاً وقوراً يبكي بحرقة وبجانبه أحد الزملاء يحاول تهدئته وفي الجانب الآخر شاب في العقد الثاني ممدد على السرير، والكل يحيط به حيث يقوم الممرض بسحب الدم والآخر يقيس العلامات الحيوية والطبيب ينادي في أذنه جاهداً لعله يسمع رداً يبعث الأمل.
أثناء انشغال الفريق الطبي ذهبت إلى الأب وسألته عن التاريخ المرضي، فاستجمع قواه ملتقطاً أنفاسه وأجاب أن ابنه بصحة جيدة ولا يعاني من أي مشاكل صحية ولكنه صدم بعد أن أبلغه ابنه الآخر أن أخاه كان يستخدم أحد أنواع المخدرات خلسة وربما تكون هي السبب لما وصل إليه.
ابني صغير يا دكتور كيف وصل إلى هذه الحالة؟
حتى نجيب على هذه التساؤلات لابد لنا أن نعلم أن الأسباب متعددة ولسنا بصدد استعراضها هنا فمنها ماهو اجتماعي وسلوكي ومنها ماهو عضوي ونفسي.
في كثير من الحالات نجد أن عامل الفراغ في هذا السن الحساس يشكل الجذر المتين لبداية هذه المشكلة، وما تشهده الحياة في الوقت الحالي من انفتاح ثقافي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة تمرير كثير من السلوكيات الخاطئة مع وجود ضعف في الوازع الديني والرقابة المجتمعية، مما يسهل على ضعاف النفوس بث سمومهم واستهداف أبنائنا.
دولتنا الرشيدة في ظل قيادتها الحكيمة لم تألُ جهداً في محاربة انتشار هذه الآفات المدمرة على جميع الأصعدة، فوزارة الصحة ممثلة في منشآتها المختصة في علاج الإدمان تقوم بأدوارٍ كبيرةٍ في علاج أبنائنا والعمل على إعادتهم إلى المجتمع ليكونوا أعضاء مساهمين في دفع عجلة التنمية، وكذلك الكثير من مؤسسات الدولة التي تقوم بأدوار عظيمة للمساهمة في حماية المجتمع وأفراده ودفعهم نحو ما ينفعهم ويعود على مجتمعاتهم بالخير.
مع تضافر كل تلك الجهود فإن أقل ما نقوم به هو أن نضع أيدينا بأيديهم في حربهم الحازمة لبناء مستقبل يحدوه الأمل والإرادة.
ولعل قربنا من أبنائنا وملء فراغهم بما ينفعهم هو الجذر المتين للوقاية من الوقوع في براثن المخدرات.
إن الشباب والفراغ والجدة *** مفسدة للمرء أي مفسدة
وأعني بالقرب هنا ليس التواجد فقط وإنما القرب من الناحية العاطفية، وفتح أبواب الحوار والنقاش معهم، معرفتك أيها الأب لتفاصيل حياة ابنك الأساسية مثل معرفة من هم أصدقاؤه؟
وما هي احتياجاته؟
«قل لي من صديقك أقل لك من أنت»
وفي ماذا يقضي ابنك أوقات فراغه؟
وهناك أمرٌ مهم جداً في حماية ابنك والتنبه مبكراً للتغيرات السلوكية التي قد تظهر عليه، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.
املؤوا فراغ أبنائكم بالرياضة والقراءة، وادعموهم في هواياتهم، واملؤوا حياتهم رياضياً واجتماعياً.
يمر الشاب في هذه المرحلة العمرية الحرجة بتغيرات فسيولوجية وجسدية هي اللبنة الأساسية في تكوين شخصيته، إن أحيط ببيئة صحية سليمة نما صحيحاً صالحاً، وإن أحيط ببيئة فاسدة نما ضالاً طالحاً.
أيها الأب أيتها الأم: إن اهتمامكم وقربكم واحتواؤكم لأبنائكم يجعل من حصاد زرعكم مثمراً وصالحاً بإذن الله، وإن ما تقومون به من جهود في حماية أبنائكم والاهتمام بهم يجعل منهم عوناً وسنداً لكم.
قيل في الأثر: من أيقن طول الطريق تأهب للسفر.
* رئيس قسم الإسعاف والطوارئ بمجمع إرادة والصحة والنفسية - خدمات إرادة