نايف أحمد العُمري
نايف أحمد العُمري
-A +A
نايف العُمري *
تُعد الرعاية الصحية إحدى الدعائم الأساسية للخدمات الاجتماعية التي تحرص الدول على تقديمها وتمويلها، باعتبار أن تقديم الخدمات الصحية لأفراد المجتمع يعني المحافظة على الثروة البشرية التي تعد الركيزة الأساسية للتنمية.

وتعتبر الخدمات التمريضية أحد أهم عناصر نجاح الرعاية الصحية، كما تعتبر مهنة التمريض عصب النشاط الصحي وحجر الزاوية في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية ومختلف المؤسسات الصحية الحكومية والخاصة، حيث يمثل التمريض أكبر الفئات المهنية العاملة في المنظمات الصحية.


والتمريض كما عرّفته منظمة الصحة العالمية، هو علم وفن ومهارة، يُعنى بالإنسان ككل، جسداً وعقلاً وروحاً، ولا يقتصر الدور التمريضي على المرضى فقط، بل يمتد ليشمل الإنسان السليم المعافى من خلال الإجراءات الوقائية التي تساهم في تعزيز صحة الفرد والمجتمع بشكل عام.

إن مهنة التمريض من المهن القديمة قدم التاريخ، والتي تطورت من الممارسات التقليدية إلى الممارسة العلمية المبنية على البراهين، ليتفرع منها عدة تخصصات، مثل تمريض صحة المجتمع، تمريض الطوارئ والعناية المركزة، تمريض الصحة النفسية والعقلية وغيرها من الفروع المستحدثة بهدف تقديم رعاية تمريضية متخصصة.

ولقد تزايد الاهتمام من قبل قادة القطاع الصحي والتعليمي في المملكة بهذه المهنة، لاسيما وأن معظم منسوبيها من المتعاقدين، حيث تبلغ نسبة السعوديين 37% فقط من إجمالي عدد التمريض في جميع القطاعات الصحية في المملكة وعددهم 185000 ممرض وممرضة، كما أشار إلى ذلك وزير الصحة في الملتقى السعودي الأول للاعتزاز بمهنة التمريض، الذي عقد في شهر مارس من العام الماضي 2019.

ولضرورة تبني مشروع إستراتيجي يضمن زيادة فرص توطين هذه المهنة، فقد تضمنت رؤية المملكة 2030 في إحدى مبادراتها، مبادرة تهدف إلى تعزيز قيمة المهن الصحية المساندة، وذلك من خلال مشروع وطني ممنهج يعتمد على إشراك المجتمع لزيادة الجاذبية نحو هذه المهنة.

وقد توجت هذه الجهود بتوجيه كريم بإطلاق «برنامج ولي العهد للتمريض»، والذي يهدف لزيادة فرص الابتعاث الداخلي لتخصص التمريض لسد احتياج سوق العمل بكوادر وطنية مؤهلة، الأمر الذي يجعلنا متفائلين ومستبشرين بمستقبل مشرق لهذه المهنة.

* مدير إدارة التمريض بمجمع إرادة والصحة النفسية – خدمات إرادة