وزير الصحة البريطاني متفقداً مركز التطعيم في بورنيموث أخيراً. (وكالات)
وزير الصحة البريطاني متفقداً مركز التطعيم في بورنيموث أخيراً. (وكالات)
المحطة المركزية في سيدني أضحت محطة أشباح جراء الإغلاق. (وكالات)
المحطة المركزية في سيدني أضحت محطة أشباح جراء الإغلاق. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
كلٌّ ينظر إلى أرقام كوفيد-19 من الزاوية التي يريدها. هناك من تخيفهم الأرقام. وهناك من يرون أنها لا ينبغي أن تخيف أحداً! لكن الحقيقة المرّة تبقى.. فها هو ذا العدد التراكمي لإصابات العالم يرتفع خلال الساعات الماضية إلى 217 مليوناً، بعد يوم شهد 486220 إصابة في أرجاء المعمورة. وتجاوز عدد وفيات العالم أمس 4.51 مليون وفاة. وليس في الأرقام ما يسر أياً من الدول الأشد نكبة بالوباء. التنافس في البؤس على أشده بين الولايات المتحدة والهند. فقد تجاوز عدد إصابات الولايات المتحدة أمس (الأحد) 39.62 مليون؛ فيما بدأت الهند تقترب من 33 مليون إصابة. وتقترب البرازيل من 21 مليون إصابة. واحتدم التنافس على مراتب أسوأ من حيث عدد الإصابات بين القوى الأوروبية الثلاث التي فاق عدد إصابات كل منها 6 ملايين إصابة. وتتصدر روسيا بـ6.86 مليون إصابة؛ تليها فرنسا بـ6.73 مليون. وتأتي بريطانيا ثالثة بـ6.70 مليون إصابة. تلك الأرقام لم تُخف قطاعات عريضة من البريطانيين، على رغم أن مكتب الإحصاء الوطني البريطاني قال أمس (الأحد)، إن إصابات كورونا في إنجلترا أكبر منها حالياً بـ26 ضعفاً عما كانت عليه في مثل هذا الوقت من السنة الماضية. ومع اقتراب موعد فتح المدارس -طلبة المرحلة الابتدائية يعودون لمدارسهم غداً (الثلاثاء)، ويعقبهم طلاب الثانوية الأسبوع القادم- جدد علماء بريطانيون تحذيراتهم من أن فتح المدارس سيؤدي لا محالة إلى ارتفاع كبير في عدد الإصابات الجديدة. وتتزايد الضغوط على اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين الحكومية للتعجيل بإقرار تطعيم الأطفال من سن 12 إلى 15 عاماً، قبل حدوث ما لا تحمد عقباه. إذن تلك الأرقام أثارت تلك المخاوف. ثمة أرقام أخرى تتيح للبريطانيين النظر إلى «بعبع» كوفيد-19 من زاوية أقل إثارة للخوف. فقد نشرت الخدمة الصحية الوطنية البريطانية فجر الأحد إحصاءات تؤكد أن كوفيد-19 ليس أكبر أسباب الوفاة في بريطانيا! هل هي الحقيقة؟ أم أنها جزء من إعلان وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، أن الفايروس يستحيل القضاء عليه، ولا بد من التعايش معه؟ العلم عند الله وحده. ورأت صحيفة «ميل أون صانداي» أنه ما دام 8 من كل 10 بريطانيين باتوا محصنين باللقاحات المضادة لكوفيد-19 يصبح لا معنى لمتابعة الأرقام اليومية للإصابات والوفيات! وأشارت إلى أن أرقام الخدمة الصحية تشير إلى أنه خلال يوليو 2021 كان مرضا الخَرَف وألزهايمر أكبر قاتليْن في البلاد؛ إذ تسببا في وفاة 1100 شخص. وجاء بعدهما السرطان، الذي قتل 1068 شخصاً. ثم مرض القلب، الذي تسبب بوفاة 1015 شخصاً. وفي المرتبة الرابعة الجلطة، التي تسببت بوفاة 537 شخصاً. وتأتي الإنفلونزا والالتهاب الرئوي في المرتبة الخامسة، بالتسبب بوفاة 285 شخصاً. وفي ذيل الإحصاء يأتي كوفيد-19، الذي تسبب في وفاة 242 شخصاً فقط.

في روسيا؛ كالعادة تضاربت الإحصاءات بين اللجنة الحكومية لمكافحة الوباء ووكالة روسّات الحكومية للإحصاء التي تقودها نائبة لرئيس الوزراء الروسي. ففيما تتمسك اللجنة الحكومية بأن عدد وفيات روسيا منذ اندلاع نازلة كورونا بلغ نهاية يوليو الماضي 180840 وفاة؛ تصرّ الوكالة الروسية للإحصاءات على أن العدد يصل إلى 215265 وفاة. وأعلنت موسكو أمس أنها سجلت 19492 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية.


أما في الولايات المتحدة؛ فقد تواصل تفاقم الأزمة الصحية دون أي ضوء في نهاية النفق. وتحدثت الصحف ووكالات الأنباء أمس عن مستشفيات ولايات جنوب شرق البلاد تواجه نقصاً خطيراً في إمدادات الأكسجين الطبي. وأضافت أنه لم يعد لها منه سوى ما يكفي لما بين 12 و24 ساعة؛ خصوصاً في ولايات فلوريدا، المسيسيبي، كارولينا الشمالية، كارولينا الجنوبية، وغرب فرجينيا. وأعلنت السلطات الصحية أنها اضطرت الليل قبل الماضي إلى إرسال 14 شاحنة مبردة لتكون مشارح متنقلة لمستشفيات وسط ولاية فلوريدا؛ جراء العدد غير المسبوق من وفيات كوفيد-19. وكانت ولاية فلوريدا أعلنت الجمعة وفاة 1727 شخصاً خلال الأسبوع الماضي جراء الوباء.

سيدني تكسر رقمها القياسي

أعلنت حكومة مقاطعة نيو ساوث ويلز الأسترالية، أن عاصمتها سيدني سجلت 1218 إصابة جديدة بسلالة دلتا المتحورة وراثياً. وقالت رئيسة وزراء المقاطعة غلاديس بيريجيكليان أمس (الأحد)، إن سيدني قيدت 6 وفيات إضافية بالوباء. وعلى رغم الإغلاق المشدد المفروض منذ نهاية يونيو 2021؛ فإن سيدني غدت تسجل أكثر من 1000 إصابة يومياً. وزادت أنه ما لم تصل نسبة تطعيم سكان سيدني إلى 70% فلن يروا أي قدر من «الحرية الصحية». وأوضحت أن أكثر من 800 شخص تم تنويمهم في المشافي، منهم 120 شخصاً في وحدات العناية المكثفة. وأضافت أنه لا يتوقع أن تصل ذروة منحنى التنويم قبل حلول أكتوبر القادم.