-A +A
«عكاظ» (واشنطن) OKAZ_online@
أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أن المستشفيات التي تشهد تدفق أعداد قياسية من المرضى المصابين بفايروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة تنطوي على ملاحظة مثيرة للقلق. وتتمثل في أن عدداً متزايداً من المنومين هم أطفال وشباب، معظمهم لا يحق لهم الحصول على اللقاحات بحكم السن. وأشارت إلى أن تلك الظاهرة المفزعة تتبدّى في ولاية لويزيانا أكثر من أية ولاية أمريكية أخرى. وتتصدر لويزيانا الولايات الأكثر تسجيلاً للإصابات الجديدة يومياً. كما أن نسبة التطعيم فيها لا تتجاوز 40% من سكانها. وأضافت الصحيفة أن وحدة العناية المكثفة بمستشفى الأطفال في مدينة نيو أورليانز بلويزيانا تغص بالأطفال المنومين، الذين يواجه عدد كبير منهم صعوبات قاسية في التنفس، تضطر الأطباء إلى اللجوء إلى وسيلة علاج تعرف بـ ECMO باعتبارها ملاذاً أخيراً بعد فشل جهاز التنفس الاصطناعي في تحسين حالة أولئك الصغار. وقالت ممرضات في الوحدة المذكورة إنها المرة الأولى في حياتهن التي يرين فيها أطفالاً بهذه الحال الصحية السيئة. وذكر أطباء المستشفى أن الإصابات المتزايدة وسط الأطفال تعزى إلى عدم خضوع آبائهم وأفراد أسرهم للقاحات المناوئة لكوفيد-19. كما أن كثيراً من أولئك الآباء يرفضون ارتداء قناع الوجه (الكمامة). ونسبت الصحيفة إلى أحد الأطباء بمستشفى الأطفال في نيو أورليانز قوله إنه لا يستطيع أن يسألهم لماذا لم يحرصوا على عزل أطفالهم صحياً. وأضاف أن كوفيد-19 يلحق ضرراً شنيعاً برئتي الطفل. وقال كبير أطباء المستشفى الدكتور مارك كيلي إنه تم تنويم 70 طفلاً هذا الشهر في المستشفى بكوفيد-19. وزاد أن نصف عددهم تراوح أعمارهم بين 12 عاماً فأكثر؛ أي أنهم يجوز تطعيمهم، بيد أن واحداً فقط منهم خضع لجرعتي التحصين الكامل.

وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أمس أن عدداً كبيراً من المرضى المنومين في مشافي منطقة لوس أنجليس هم شباب، تقل أعمارهم عن 51 عاماً، وهم إما غير مطعمين باللقاحات المضادة لكوفيد-19، أو حصلوا على جرعة وحيدة، ولم يحصلوا على الجرعة الثانية اللازمة لضمان التحصين الكامل ضد فايروس كورونا الجديد. وأشارت الصحيفة إلى أن متوسط عمر المنومين ممن تم تحصينهم بالكامل هو 66 عاماً. وأضافت أن البيانات التي أصدرتها الهيئات الصحية تؤكد أن الأشخاص الأصحّاء الذين لم يتم تطعيمهم هم الأكثر عُرضة للتنويم من الأشخاص المحصنين بشكل عام. ويقول خبراء الصحة العامة الذين تستعين بهم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه لا مناص من استحداث نظام الجرعة الثالثة لكبح تسارع تفشي سلالة دلتا المتحورة وراثياً التي تجتاح الولايات المتحدة منذ يونيو الماضي. وقال كبير مستشاري بايدن في الشؤون الصحية الدكتور أنطوني فوتشي (الأحد) إنه يفضّل أن تعمد الولايات الأمريكية إلى تطعيم جميع الأطفال من سن 12 سنة فأكثر.


وفاة «عدو الكمامة».. بمضاعفات إصابته!

أعلنت في الولايات المتحدة أمس الأول وفاة كالب والاس، الذي يتزعم الحركة المناهضة لتعليمات ارتداء أقنعة الوجوه (الكمامات) للوقاية من كوفيد-19 وسط ولاية تكساس. وقالت زوجته جيسيكا والاس إن زوجها توفي نتيجة مضاعفات إصابته بفايروس كورونا الجديد. وأضافت أن حالته الصحية تدهوراً السبت، ولم يعد لدى الأطباء خيارات أخرى لضمان نجاته من الوباء. وزادت أن الأطباء قاموا السبت الماضي بنقله إلى مستوصف في بلدة سان أنجلو، ليتمكن ذووه من إلقاء تحية الوداع عليه. وأبلغت جيسيكا صحيفة «سان أنجلو ستاتدرد تايمز» المحلية أنه حين تأكد من تشحيص إصابته، اكتفى بتناول فيتامين «سي»، وأقراص الزنك، وعقار إيفرمكتين، الذي يستخدم في علاج البشر والحيوانات المصابة بالديدان! وكان والاس، الذي توفي عن 30 عاماً، يقود حركة مناهضة للإرشادات الوقاية من الوباء، معتبراً إياها اعتداء من جانب الحكومة على خصوصية الأفراد. ونظم مظاهرة كبيرة في البلدة للأشخاص الذين قالوا إنهم ضاقوا ذرعاً بما سموه «تسلط الحكومة وتحكمها بحياتهم». وأسس والاس حركة «مدافعو سان أنجلو عن الحرية». لكن أرملته قالت إن زوجها احترم قرارها بأن ترتدي الكمامة. وأضافت أن أطفالها الثلاثة تم تطعيمهم. لكنها تنتظر إنجاب مولودها الرابع لتحصل على اللقاح في نهاية سبتمبر القادم.