يشعر العلماء بحيرة شديدة إزاء تضاؤل عدد الإصابات بكوفيد-19 في أرجاء القارة الأفريقية. فقد عاد الأهالي في معظم بلدان القارة إلى مناسبات الرقص الجماعي، وأسواقهم الحاشدة. ويقول سكان إنهم يرتدون الكمامة ليس خوفاً من كوفيد-19، ولكن لأن الشرطة المحلية يمكن أن تلقي القبض عليهم بحجة مخالفة الإرشادات الصحية. وفي هذه الحال يتطلب الأمر دفع رشوة للشرطي لإطلاقهم! ويرى علماء وخبراء صحيون أن المسألة لا تتعلق بتلاشي الفايروس، بل بصعوبة الحصول على بيانات صحية دقيقة من بلدان القارة. وحذروا من أن اطمئنان بعض الحكومات إلى الاعتقاد بأن الفايروس قد تلاشى سيؤدي إلى كارثة موجعة إذا عاود الفايروس تفشيه المتسارع في أرجاء أفريقيا. وأشاروا إلى أن الأكثر إثارة للفزع من مثل ذلك السيناريو الحقيقة المتمثلة في افتقار غالبية أقطار أفريقيا إلى الكميات الكافية من لقاحات كوفيد-19، وإلى الإمكانات الملائمة لمكافحة الفايروس بالشكل الذي تشهده أوروبا والولايات المتحدة. وحصل أقل من 6% من سكان القارة الأفريقية على اللقاح. ورأى خبراء آخرون أن هيمنة الشباب على سكان أفريقيا قد تكون سبباً رئيسياً في تجنب تفاقم الإصابات؛ إذ إن متوسط عمر الشباب في أفريقيا يبلغ 20 عاماً، في حين يبلغ متوسط عمر الشباب في أوروبا الغربية 43 عاماً. ويضيفون إلى ذلك انخفاض معدلات الحياة الحضرية في القارة السمراء، وعدم انتشار عادة الخروج إلى المناسبات والأماكن في أفريقيا قياساً بأوروبا. ويرى علماء وخبراء أن التكوين الجينومي للأفارقة يجعلهم بمنأى عن خطر الإصابة بفايروس كورونا الجديد؛ فيما يرجح آخرون أن إصابة الأفارقة بأمراض أخرى ربما رفدتهم بمناعة أقوى لصد أي عدوى محتملة من الفايروس. وأشار علماء آخرون إلى أن من أسباب انخفاض الحالات الجديدة في أفريقيا أن دولاً عدة في القارة سارعت إلى إغلاق حدودها لمنع وصول العدوى إلى سكانها. وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن الوفاة بكوفيد-19 في القارة الأفريقية لا تتعدى 3% من وفيات العالم، في حين تصل نسبة الوفاة بالوباء إلى 46% في الأمريكتين، وإلى 29% في أوروبا.