وصف السفير الأردني في السعودية علي حسن الكايد، العلاقات بين بلاده والمملكة بالراسخة، وأشار إلى أن المملكة هي الشريك التجاري الأول للأردن. وأدان السفير العمليات الإرهابية الحوثية التي تستهدف أمن واستقرار المملكة، مؤكداً وقوف الأردن بجانب أشقائه السعوديين، وأن أمن السعودية من أمن الأردن، الذي قدم العديد من الشهداء في مواجهة الإرهاب، ويعدّ الأردن في طليعة الدول التي تحارب الإرهاب والتطرف ضمن نهج شمولي مستند إلى أبعاد تشريعية وفكرية وأمنية وعسكرية، فالشعب الأردني يحترم الاعتدال ويرفض التطرف واستخدام الدين والأيديولوجيات لبثّ العنف والكراهية والتحريض على الإرهاب، ويعمل الأردن مع أشقائه بشكل مباشر والمجتمع الدولي لصياغة نهج شمولي للتعامل مع خطر الإرهاب، الذي لم يعد مجرّدَ تحدٍّ يواجه دولةً أو منطقةً أو مكوناً بعينِه، بل هو استهدافٌ يصل إلى درجة التهديد، ويطال المجتمع الدولي بأسره، وشدّد على أهمية الاستجابة لتهديد الإرهاب بشكل شامل يضمن إحلال السلم والأمن، ويدعم الحلول السياسية وبرامج التنمية، ويعالج المصادر التي تغذّي الإرهاب.. جاء ذلك من خلال لقاء أجرته «عكاظ» معه تطرق فيه للعديد من الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والرياضية.. فإلى الحوار:
علاقات راسخة
• لتكن البداية عن تقييمكم للعلاقات السعودية الأردنية في المجالات كافة.•• هي -من دون شك- علاقات أخوية تاريخية راسخة تربط بين المملكتين الشقيقتين، إذ مرت العلاقات الأردنية السعودية بمراحل عدة، كل مرحلة ترسخت فيها أواصر المحبة والمتانة بين البلدين حتى أضحت العادات والتقاليد والتاريخ ووحدة المواقف نموذجاً للتلاحم بين بلدين عربيين شقيقين، وتعزز ذلك الرعاية والاهتمام الحثيثان اللذان تحظى بهما هذه العلاقات من الملك عبدالله الثاني بن الحسين وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
• حدثنا عن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين؟•• تعتبر السعودية الشريك التجاري الأول للمملكة الأردنية الهاشمية عربياً ودولياً، وهنالك استثمارات سعودية في الأردن تعطي قيمة مضافة للاقتصاد الوطني من خلال تركيزها على الاستثمارات الموفرة لفرص العمل للأردنيين، وهنالك انسياب دائم للبضائع بين البلدين، والعديد من الأردنيين يوجدون في بلدهم الثاني السعودية في مختلف القطاعات والشركات، خصوصاً في مجال تكنولوجيا المعلومات، ونتطلع دائماً إلى المزيد من التعاون الاقتصادي بما يعزز ويحقق المنفعة الاقتصادية المشتركة بين المملكتين الشقيقتين.
أمن السعودية من أمن الأردن
• دعنا نعرج على ملف العدوان الحوثي المستمر على المدنيين بالصواريخ والطائرات المسيرة.. ما دلالات ذلك في رؤية الأشقاء بالأردن؟•• أولاً تدين الأردن وتستنكر بشدة هذه الأفعال والممارسات الإرهابية، التي تستهدف أمن واستقرار السعودية الشقيقة، كما يؤكد الأردن وقوفه المطلق بجانب أشقائه السعوديين، وأكدت الأردن والملك عبدالله الثاني أن أمن السعودية من أمن الأردن.
• بماذا تصفون رؤية المملكة 2030 والمشاريع الجديدة؟
•• هي رؤية إستراتيجية طموحة، وتمثل نقلة نوعية في المجالات كافة للسعودية وشعبها، وتعكس أهمية المكانة السياسية والاقتصادية السعودية إقليمياً ودولياً، وهي رؤية ستعود بالأثر الإيجابي على دول المنطقة كافة.
نموذج للإخاء
• من خلال معايشتكم للمجتمع السعودي.. كيف وجدته؟•• المجتمع السعودي والمجتمع الأردني وجهان لعملة واحدة، وهنالك نفس العشائر والقبائل موجودة في المملكتين، والناظر للعادات والتقاليد ووحدة المواقف بين المملكتين يجد نموذجاً للعلاقات الأخوية والتلاحم بين مملكتين شقيقتين.
• ما المدن التي زرتها في السعودية؟
•• هي مدن عدة، ووجدت في كل منها طابعاً مميزاً يلفت نظر الزائر ويجذبه لزيارتها مجدداً، وأبرزها جدة ومكة المكرمة والطائف ونيوم والعلا والدمام والخُبر والأحساء.
• ماذا تقول عن المقيمين الأردنيين هنا في المملكة؟
•• هنالك عدد كبير منهم في السعودية منذ فترة طويلة، ويساهم في ذلك كما أسلفت التلاحم والوحدة بين المملكتين الشقيقتين في العادات والتقاليد والمواقف، ومعظم المقيمين هنا من الأردنيين على درجات عالية من الكفاءة والدرجات العلمية مكنتهم من العمل في مختلف الوظائف للمساهمة في دفع عجلة التنمية في المملكة العربية السعودية.
السياحة في السعودية
• كيف رأيتم الأماكن السياحية في المملكة؟•• هي أماكن واعدة ومهيأة وتحظى بأعلى درجات الاهتمام من القيادة السعودية، حيث إن المملكة العربية السعودية تتمتع بمساحة كبيرة تحتوي على العديد من الآثار والأماكن التاريخية والجمالية تمكنها من أن تكون وجهة رئيسية في المنطقة لجذب السياح إقليمياً ودولياً، وكذلك الأماكن الدينية التي تعتبر قبلة المسلمين في العالم.
• جائحة كورونا التي أقضت مضاجع العالم.. ما نظرتكم لجهود السعودية في مواجهتها ومحاصرة آثارها؟•• جهود السعودية جبارة وواضحة للعيان واعترف بها المجتمع الدولي، مما مكنها من استعادة السيطرة على انتشار الوباء والعودة التدريجية الممنهجة إلى الحياة الطبيعية، وساعد على ذلك الوعي الذي أظهره المواطن السعودي والمقيمون كذلك في هذه الفترة الصعبة التي مر بها العالم.
• ما رؤيتكم للوضع الحالي للعالم عامة والأردن خاصة في ظل ظهور متحورات كورونا وانتشارها؟•• مر العالم بفترة صعبة جداً أثرت على كافة المجالات الصحية والحياتية والاقتصادية والاجتماعية في المراحل الأولى من انتشار جائحة كورونا، إلا أن البنية التحتية الصحية مكنت الأردن من تجاوز هذه الفترة الصعبة، ولدى ظهور المتحورات على الصعيد العالمي وعلى صعيد المنطقة يشكل وعي المواطن العربي وحرصه على تلقي الجرعات الوقائية والالتزام بالتعليمات الصحية جزءاً كبيراً من النجاح في السيطرة على انتشار هذا الفايروس والعودة إلى الحياة الطبيعية في المستقبل القريب.
تنسيق مستمر
• هل هنالك اتفاقيات مرتقبة بين السعودية والأردن خلال المرحلة المقبلة؟•• من أهم ما يميز العلاقات الأردنية السعودية وجود تنسيق مستمر على أعلى المستويات في كافة القضايا والمجالات، فهنالك اللجنة المشتركة بين البلدين التي من المقرر عقدها خلال الربع الأول من عام 2022 ومجلس الأعمال الأردني السعودي المشترك والتي تُعقد جميعها بشكل دوري، والعديد من الاتفاقيات ومشاريع الاتفاقيات والمذكرات في كافة المجالات الحيوية بما يخدم مصلحة المملكتين الشقيقتين. ومن الجدير بالذكر أن هنالك العديد من الاستثمارات السعودية في كافة المجالات بالأردن التي تقدر بمليارات الدولارات، وذلك يدل على التعاون الاقتصادي بين البلدين والبيئة الاستثمارية التي تتمتع بها المملكتان الشقيقتان.
• ما مجالات التعاون بين السعودية والأردن لمواجهة الإرهاب؟•• هنالك تنسيق أمني مستمر ودائم بين المملكتين، ولا ننسى أن الأردن أمنياً يقف إلى جانب الأشقاء بشكل مطلق، والأردن يؤكد أن أمن السعودية هو أمن الأردن، كما أن الأردن مشارك في التحالف العربي ضد الإرهاب.
تجفيف منابع الإرهاب
• ماذا قدم الأردن للعراق وسورية وفلسطين من دعم لمواجهة داعش والإرهاب؟•• قدم الأردن العديد من الشهداء في مواجهة الإرهاب، ويعدّ في طليعة الدول التي تحارب الإرهاب والتطرف ضمن نهج شمولي يستند إلى أبعاد تشريعية وفكرية وأمنية وعسكرية، وينطلق موقف الأردن من ظاهرة الإرهاب والتطرف بشكل أساسي من رسالة القيادة الهاشمية وشرعيتها ومن التكوين الثقافي للشعب الأردني الذي يحترم الاعتدال ويرفض التطرف واستخدام الدين والأيديولوجيات لبثّ العنف والكراهية والتحريض على الإرهاب، ويعمل الأردن مع أشقائه بشكل مباشر والمجتمع الدولي لصياغة نهج شمولي للتعامل مع خطر الإرهاب، الذي لم يعد مجرّد تحدٍّ يواجه دولةً أو منطقةً أو مكوناً بعينه، بل هو استهداف يصل إلى درجة التهديد، ويطال المجتمع الدولي بأسره. ويشدّد الأردن على أهمية الاستجابة لتهديد الإرهاب بشكل شامل يضمن إحلال السلم والأمن، ويدعم الحلول السياسية وبرامج التنمية، ويعالج المصادر التي تغذّي الإرهاب والعنف. ويؤكد الأردن أنّ حلّ الصراعات والأزمات في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، من شأنه تجفيف البيئة الحاضنة للتطرف والإرهاب ومواجهة الدعاية التي تتبنّاها الجماعات الإرهابية.
• هل يوجد تعاون وبرامج في مجال التعليم بين البلدين الشقيقين؟•• نعم هنالك تعاون دائم بين المملكتين الشقيقتين في مجال التعليم ومشاريع اتفاقيات ومذكرات تفاهم قيد البحث والتطوير بين الجانبين، كون البلدين يضعان التعليم كأولوية لتجهيز أجيال على درجة كبيرة من الكفاءة تناسب كافة المجالات المطلوبة في سوق العمل والمجالات المستحدثة، وهنالك عدد كبير من الطلبة من البلدين الشقيقين في المدارس والجامعات الأردنية والسعودية في مختلف التخصصات، ونتطلع إلى تعزيز التعاون في هذا المجال الذي يشكل مصلحة مشتركة من البلدين الشقيقين.
السعودية مركز جذب
• كيف ترى التغييرات الثقافية التي حدثت في المملكة؟•• تغييرات مبنية على أسس واضحة كشفت للعالم المخزون الثقافي الكبير الموجود في المملكة العربية السعودية، وأسهمت في تحسين جودة الحياة وتمكين المرأة وتعزيز ثقافة الانفتاح والمشاركة المجتمعية، ومن الواضح أن السعودية أصبحت مركزاً حيوياً جاذباً لكافة الفعاليات الثقافية العالمية في المنطقة.
• هل زرت فعاليات موسم الرياض؟ وما الفعالية التي جذبت اهتمامكم أكثر وتتمنى استمرارها؟•• نعم قمت بزيارة معظم الفعاليات، ويمكن القول بأنني شاهدت تنظيماً مبهراً لجميع الفعاليات، وأتمنى استمرار هذه الفعاليات المميزة التي تعكس قدرة السعودية على تنظيم أكبر الفعاليات العالمية، وتؤكد التفاعل والانفتاح الإيجابي على جميع دول العالم.
• الأردن بلد سياحي.. كيف تتعايش مع القطاع السياحي؟•• يحتل الأردن مكانة متقدمة بالسياحة العلاجية ويتمتع بكفاءات طبية ومستشفيات مجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات، واتخذت الأردن عدة إجراءات للتسهيل على المرضى القادمين إليها للعلاج، وتتطور السياحة الأردنية بشكل مستمر من خلال المنتج السياحي والأماكن السياحية التي يرغبها السائح، ويعتبر الإخوة السعوديون بشكل عام من أكثر الزائرين إلى الأردن، وذلك من خلال الأرقام المسجلة سنوياً، وتؤثر حالياً التغيرات الخاصة بالمنحنى الوبائي لجائحة كورونا ومتحوراتها على تقييم خطط جذب السياح التي تضع سلامة السياح والسائح السعودي بشكل خاص على سلم أولوياتها. وهنالك العديد من الاتفاقيات ومشاريع الاتفاقيات في هذا المجال بين المملكتين الشقيقتين، وذلك لما يتمتع به الأردن من موارد طبيعية وخبرات وكفاءات متخصصة، ومثال على ذلك البحر الميت وحمامات ماعين المعدنية والحمة الأردنية ومياهها الكبريتية. ولا ننسى هنا شكر المملكة العربية السعودية الشقيقة على دورها المهم في الدعم والاستثمار في المجال الصحي الأردني، ومثال على ذلك الموافقة على إنشاء مشروع الرعاية الصحية في الأردن الذي يتكون من مستشفى جامعي وجامعة طبية؛ وهو مشروع حيوي سيعمل عل تعزيز المنظومة الصحية في الأردن. وأشير إلى أن وزارة السياحة والآثار أطلقت أخيراً الإستراتيجية الوطنية للسياحة في الأردن للأعوام 2021-2025، التي جاءت لتمكين قطاع السياحة من تجاوز الأضرار التي لحقت به جراء جائحة كورونا، وتحسين عائدات القطاع وزيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني. ويستقبل الأردن السياح حالياً إلا أن ذلك يتم تقييمه بشكل دوري وفقاً للمتغيرات الصحية التي يواجهها العالم نتيجة فايروس كورونا ومتحوراته.
• حدثنا عن أهم الصناعات في الأردن؟
•• يعتمد الأردن على المنتجات الصناعية وبشكل خاص الملابس والأسمدة والأدوية ومستحضرات التجميل والصناعات البلاستيكية، ويوجد في الأردن العديد من المناطق الصناعية المؤهلة تنتج منتجات بقيمة تتجاوز المليار دولار، إضافة إلى الصناعات التعدينية كالفوسفات والبوتاس، وتعتبر كذلك صناعة تكنولوجيا المعلومات من أكثر القطاعات تطوراً ونمواً في المنطقة، ولا ننسى القطاع الزراعي الأردني واللحوم.
علاقات راسخة
• لتكن البداية عن تقييمكم للعلاقات السعودية الأردنية في المجالات كافة.•• هي -من دون شك- علاقات أخوية تاريخية راسخة تربط بين المملكتين الشقيقتين، إذ مرت العلاقات الأردنية السعودية بمراحل عدة، كل مرحلة ترسخت فيها أواصر المحبة والمتانة بين البلدين حتى أضحت العادات والتقاليد والتاريخ ووحدة المواقف نموذجاً للتلاحم بين بلدين عربيين شقيقين، وتعزز ذلك الرعاية والاهتمام الحثيثان اللذان تحظى بهما هذه العلاقات من الملك عبدالله الثاني بن الحسين وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.
• حدثنا عن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين؟•• تعتبر السعودية الشريك التجاري الأول للمملكة الأردنية الهاشمية عربياً ودولياً، وهنالك استثمارات سعودية في الأردن تعطي قيمة مضافة للاقتصاد الوطني من خلال تركيزها على الاستثمارات الموفرة لفرص العمل للأردنيين، وهنالك انسياب دائم للبضائع بين البلدين، والعديد من الأردنيين يوجدون في بلدهم الثاني السعودية في مختلف القطاعات والشركات، خصوصاً في مجال تكنولوجيا المعلومات، ونتطلع دائماً إلى المزيد من التعاون الاقتصادي بما يعزز ويحقق المنفعة الاقتصادية المشتركة بين المملكتين الشقيقتين.
أمن السعودية من أمن الأردن
• دعنا نعرج على ملف العدوان الحوثي المستمر على المدنيين بالصواريخ والطائرات المسيرة.. ما دلالات ذلك في رؤية الأشقاء بالأردن؟•• أولاً تدين الأردن وتستنكر بشدة هذه الأفعال والممارسات الإرهابية، التي تستهدف أمن واستقرار السعودية الشقيقة، كما يؤكد الأردن وقوفه المطلق بجانب أشقائه السعوديين، وأكدت الأردن والملك عبدالله الثاني أن أمن السعودية من أمن الأردن.
• بماذا تصفون رؤية المملكة 2030 والمشاريع الجديدة؟
•• هي رؤية إستراتيجية طموحة، وتمثل نقلة نوعية في المجالات كافة للسعودية وشعبها، وتعكس أهمية المكانة السياسية والاقتصادية السعودية إقليمياً ودولياً، وهي رؤية ستعود بالأثر الإيجابي على دول المنطقة كافة.
نموذج للإخاء
• من خلال معايشتكم للمجتمع السعودي.. كيف وجدته؟•• المجتمع السعودي والمجتمع الأردني وجهان لعملة واحدة، وهنالك نفس العشائر والقبائل موجودة في المملكتين، والناظر للعادات والتقاليد ووحدة المواقف بين المملكتين يجد نموذجاً للعلاقات الأخوية والتلاحم بين مملكتين شقيقتين.
• ما المدن التي زرتها في السعودية؟
•• هي مدن عدة، ووجدت في كل منها طابعاً مميزاً يلفت نظر الزائر ويجذبه لزيارتها مجدداً، وأبرزها جدة ومكة المكرمة والطائف ونيوم والعلا والدمام والخُبر والأحساء.
• ماذا تقول عن المقيمين الأردنيين هنا في المملكة؟
•• هنالك عدد كبير منهم في السعودية منذ فترة طويلة، ويساهم في ذلك كما أسلفت التلاحم والوحدة بين المملكتين الشقيقتين في العادات والتقاليد والمواقف، ومعظم المقيمين هنا من الأردنيين على درجات عالية من الكفاءة والدرجات العلمية مكنتهم من العمل في مختلف الوظائف للمساهمة في دفع عجلة التنمية في المملكة العربية السعودية.
السياحة في السعودية
• كيف رأيتم الأماكن السياحية في المملكة؟•• هي أماكن واعدة ومهيأة وتحظى بأعلى درجات الاهتمام من القيادة السعودية، حيث إن المملكة العربية السعودية تتمتع بمساحة كبيرة تحتوي على العديد من الآثار والأماكن التاريخية والجمالية تمكنها من أن تكون وجهة رئيسية في المنطقة لجذب السياح إقليمياً ودولياً، وكذلك الأماكن الدينية التي تعتبر قبلة المسلمين في العالم.
• جائحة كورونا التي أقضت مضاجع العالم.. ما نظرتكم لجهود السعودية في مواجهتها ومحاصرة آثارها؟•• جهود السعودية جبارة وواضحة للعيان واعترف بها المجتمع الدولي، مما مكنها من استعادة السيطرة على انتشار الوباء والعودة التدريجية الممنهجة إلى الحياة الطبيعية، وساعد على ذلك الوعي الذي أظهره المواطن السعودي والمقيمون كذلك في هذه الفترة الصعبة التي مر بها العالم.
• ما رؤيتكم للوضع الحالي للعالم عامة والأردن خاصة في ظل ظهور متحورات كورونا وانتشارها؟•• مر العالم بفترة صعبة جداً أثرت على كافة المجالات الصحية والحياتية والاقتصادية والاجتماعية في المراحل الأولى من انتشار جائحة كورونا، إلا أن البنية التحتية الصحية مكنت الأردن من تجاوز هذه الفترة الصعبة، ولدى ظهور المتحورات على الصعيد العالمي وعلى صعيد المنطقة يشكل وعي المواطن العربي وحرصه على تلقي الجرعات الوقائية والالتزام بالتعليمات الصحية جزءاً كبيراً من النجاح في السيطرة على انتشار هذا الفايروس والعودة إلى الحياة الطبيعية في المستقبل القريب.
تنسيق مستمر
• هل هنالك اتفاقيات مرتقبة بين السعودية والأردن خلال المرحلة المقبلة؟•• من أهم ما يميز العلاقات الأردنية السعودية وجود تنسيق مستمر على أعلى المستويات في كافة القضايا والمجالات، فهنالك اللجنة المشتركة بين البلدين التي من المقرر عقدها خلال الربع الأول من عام 2022 ومجلس الأعمال الأردني السعودي المشترك والتي تُعقد جميعها بشكل دوري، والعديد من الاتفاقيات ومشاريع الاتفاقيات والمذكرات في كافة المجالات الحيوية بما يخدم مصلحة المملكتين الشقيقتين. ومن الجدير بالذكر أن هنالك العديد من الاستثمارات السعودية في كافة المجالات بالأردن التي تقدر بمليارات الدولارات، وذلك يدل على التعاون الاقتصادي بين البلدين والبيئة الاستثمارية التي تتمتع بها المملكتان الشقيقتان.
• ما مجالات التعاون بين السعودية والأردن لمواجهة الإرهاب؟•• هنالك تنسيق أمني مستمر ودائم بين المملكتين، ولا ننسى أن الأردن أمنياً يقف إلى جانب الأشقاء بشكل مطلق، والأردن يؤكد أن أمن السعودية هو أمن الأردن، كما أن الأردن مشارك في التحالف العربي ضد الإرهاب.
تجفيف منابع الإرهاب
• ماذا قدم الأردن للعراق وسورية وفلسطين من دعم لمواجهة داعش والإرهاب؟•• قدم الأردن العديد من الشهداء في مواجهة الإرهاب، ويعدّ في طليعة الدول التي تحارب الإرهاب والتطرف ضمن نهج شمولي يستند إلى أبعاد تشريعية وفكرية وأمنية وعسكرية، وينطلق موقف الأردن من ظاهرة الإرهاب والتطرف بشكل أساسي من رسالة القيادة الهاشمية وشرعيتها ومن التكوين الثقافي للشعب الأردني الذي يحترم الاعتدال ويرفض التطرف واستخدام الدين والأيديولوجيات لبثّ العنف والكراهية والتحريض على الإرهاب، ويعمل الأردن مع أشقائه بشكل مباشر والمجتمع الدولي لصياغة نهج شمولي للتعامل مع خطر الإرهاب، الذي لم يعد مجرّد تحدٍّ يواجه دولةً أو منطقةً أو مكوناً بعينه، بل هو استهداف يصل إلى درجة التهديد، ويطال المجتمع الدولي بأسره. ويشدّد الأردن على أهمية الاستجابة لتهديد الإرهاب بشكل شامل يضمن إحلال السلم والأمن، ويدعم الحلول السياسية وبرامج التنمية، ويعالج المصادر التي تغذّي الإرهاب والعنف. ويؤكد الأردن أنّ حلّ الصراعات والأزمات في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، من شأنه تجفيف البيئة الحاضنة للتطرف والإرهاب ومواجهة الدعاية التي تتبنّاها الجماعات الإرهابية.
• هل يوجد تعاون وبرامج في مجال التعليم بين البلدين الشقيقين؟•• نعم هنالك تعاون دائم بين المملكتين الشقيقتين في مجال التعليم ومشاريع اتفاقيات ومذكرات تفاهم قيد البحث والتطوير بين الجانبين، كون البلدين يضعان التعليم كأولوية لتجهيز أجيال على درجة كبيرة من الكفاءة تناسب كافة المجالات المطلوبة في سوق العمل والمجالات المستحدثة، وهنالك عدد كبير من الطلبة من البلدين الشقيقين في المدارس والجامعات الأردنية والسعودية في مختلف التخصصات، ونتطلع إلى تعزيز التعاون في هذا المجال الذي يشكل مصلحة مشتركة من البلدين الشقيقين.
السعودية مركز جذب
• كيف ترى التغييرات الثقافية التي حدثت في المملكة؟•• تغييرات مبنية على أسس واضحة كشفت للعالم المخزون الثقافي الكبير الموجود في المملكة العربية السعودية، وأسهمت في تحسين جودة الحياة وتمكين المرأة وتعزيز ثقافة الانفتاح والمشاركة المجتمعية، ومن الواضح أن السعودية أصبحت مركزاً حيوياً جاذباً لكافة الفعاليات الثقافية العالمية في المنطقة.
• هل زرت فعاليات موسم الرياض؟ وما الفعالية التي جذبت اهتمامكم أكثر وتتمنى استمرارها؟•• نعم قمت بزيارة معظم الفعاليات، ويمكن القول بأنني شاهدت تنظيماً مبهراً لجميع الفعاليات، وأتمنى استمرار هذه الفعاليات المميزة التي تعكس قدرة السعودية على تنظيم أكبر الفعاليات العالمية، وتؤكد التفاعل والانفتاح الإيجابي على جميع دول العالم.
• الأردن بلد سياحي.. كيف تتعايش مع القطاع السياحي؟•• يحتل الأردن مكانة متقدمة بالسياحة العلاجية ويتمتع بكفاءات طبية ومستشفيات مجهزة بأحدث الأجهزة والتقنيات، واتخذت الأردن عدة إجراءات للتسهيل على المرضى القادمين إليها للعلاج، وتتطور السياحة الأردنية بشكل مستمر من خلال المنتج السياحي والأماكن السياحية التي يرغبها السائح، ويعتبر الإخوة السعوديون بشكل عام من أكثر الزائرين إلى الأردن، وذلك من خلال الأرقام المسجلة سنوياً، وتؤثر حالياً التغيرات الخاصة بالمنحنى الوبائي لجائحة كورونا ومتحوراتها على تقييم خطط جذب السياح التي تضع سلامة السياح والسائح السعودي بشكل خاص على سلم أولوياتها. وهنالك العديد من الاتفاقيات ومشاريع الاتفاقيات في هذا المجال بين المملكتين الشقيقتين، وذلك لما يتمتع به الأردن من موارد طبيعية وخبرات وكفاءات متخصصة، ومثال على ذلك البحر الميت وحمامات ماعين المعدنية والحمة الأردنية ومياهها الكبريتية. ولا ننسى هنا شكر المملكة العربية السعودية الشقيقة على دورها المهم في الدعم والاستثمار في المجال الصحي الأردني، ومثال على ذلك الموافقة على إنشاء مشروع الرعاية الصحية في الأردن الذي يتكون من مستشفى جامعي وجامعة طبية؛ وهو مشروع حيوي سيعمل عل تعزيز المنظومة الصحية في الأردن. وأشير إلى أن وزارة السياحة والآثار أطلقت أخيراً الإستراتيجية الوطنية للسياحة في الأردن للأعوام 2021-2025، التي جاءت لتمكين قطاع السياحة من تجاوز الأضرار التي لحقت به جراء جائحة كورونا، وتحسين عائدات القطاع وزيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني. ويستقبل الأردن السياح حالياً إلا أن ذلك يتم تقييمه بشكل دوري وفقاً للمتغيرات الصحية التي يواجهها العالم نتيجة فايروس كورونا ومتحوراته.
• حدثنا عن أهم الصناعات في الأردن؟
•• يعتمد الأردن على المنتجات الصناعية وبشكل خاص الملابس والأسمدة والأدوية ومستحضرات التجميل والصناعات البلاستيكية، ويوجد في الأردن العديد من المناطق الصناعية المؤهلة تنتج منتجات بقيمة تتجاوز المليار دولار، إضافة إلى الصناعات التعدينية كالفوسفات والبوتاس، وتعتبر كذلك صناعة تكنولوجيا المعلومات من أكثر القطاعات تطوراً ونمواً في المنطقة، ولا ننسى القطاع الزراعي الأردني واللحوم.