•• عاقرت خزانة مكتبتي المنزلية نصف اليوم تقريباً.. وفي جولة خفيفة داخل رِفافها المتداخلة بعثرت يداي مؤلفات قديمة لكتَّاب عرب.. وقعت على كتاب «وحي الرسالة» لواحد من رواد النهضة الثقافية مصرياً وعربياً أحمد حسن الزيات (1885- 1968).. وعند الجزء الرابع للكتاب والأخير التفت إلى مقالته «مذهبي في الحياة».. فبكيت فرحاً لتذكري جدي، يرحمه الله، الذي علمني كيفية التزوّد من الدنيا بمذهب خاص.
•• «الاستقامة»، و«الوضوح» قيمتان جعلهما ذلك الأديب مذهباً لحياته، فبلغ الغاية التي كان يقصدها منذ وعيه.. في «الاستقامة» حين كانت تعترضه عقبة ضخمة يقف دونها طويلاً يفتتها بمعوله الصغير حصاة حصاة إلى أن تذل وتزول.. وفي «الوضوح» حين كانت المشكلة الصعبة تعترضه لم يعالجها بشيء من النفاق أو قليل من المصانعة.. إنما كان أنفس بمداواتها صدقاً وصبراً وصراحة فعاش برضى وسكنية.
•• أما القيم التي اتبعها لحياته؛ ترك الخلق للخالق، وعاش ليِّن الجانب سليم الصدر.. لا ينتقد ولا يعترض.. لا يمد عينه وراء الحُجب.. لا يرهف خلف الجُدر.. لا يدس أنفه بين الوجوه.. لا يزاحم الناس.. لا يدخل في جدل.. لا يشارك في مراء.. ولا يلج في منافسة.. وهكذا وقاه الله عذاب الحسد وكفاه شر العداوة.. إنها رسالة تنقل حكمة الشيوخ للشباب.
•• تلك المقالة الفاخرة الصالحة لكل الأجيال الحالية والقادمة؛ تُعلِّم الشباب نوعية السفر إلى القِيم الثمينة والمُثُل النفيسة.. عندما قال كاتبها «فإذا لم يكن للمذهب من الجمال شجر يحنو على جوانبه بالظل، وزهر ينسم على أفيائه بالعطر، وحاد يرفه على سالكه بالنعم؛ كانت الحياة بأساً من غير نعيم، وصحراء من غير واحة».. كما قيل في البيت الشعري: «إنَّ التشبهَ بالكرام فلاحُ».
•• «الاستقامة»، و«الوضوح» قيمتان جعلهما ذلك الأديب مذهباً لحياته، فبلغ الغاية التي كان يقصدها منذ وعيه.. في «الاستقامة» حين كانت تعترضه عقبة ضخمة يقف دونها طويلاً يفتتها بمعوله الصغير حصاة حصاة إلى أن تذل وتزول.. وفي «الوضوح» حين كانت المشكلة الصعبة تعترضه لم يعالجها بشيء من النفاق أو قليل من المصانعة.. إنما كان أنفس بمداواتها صدقاً وصبراً وصراحة فعاش برضى وسكنية.
•• أما القيم التي اتبعها لحياته؛ ترك الخلق للخالق، وعاش ليِّن الجانب سليم الصدر.. لا ينتقد ولا يعترض.. لا يمد عينه وراء الحُجب.. لا يرهف خلف الجُدر.. لا يدس أنفه بين الوجوه.. لا يزاحم الناس.. لا يدخل في جدل.. لا يشارك في مراء.. ولا يلج في منافسة.. وهكذا وقاه الله عذاب الحسد وكفاه شر العداوة.. إنها رسالة تنقل حكمة الشيوخ للشباب.
•• تلك المقالة الفاخرة الصالحة لكل الأجيال الحالية والقادمة؛ تُعلِّم الشباب نوعية السفر إلى القِيم الثمينة والمُثُل النفيسة.. عندما قال كاتبها «فإذا لم يكن للمذهب من الجمال شجر يحنو على جوانبه بالظل، وزهر ينسم على أفيائه بالعطر، وحاد يرفه على سالكه بالنعم؛ كانت الحياة بأساً من غير نعيم، وصحراء من غير واحة».. كما قيل في البيت الشعري: «إنَّ التشبهَ بالكرام فلاحُ».