في أتون الارتفاع الجنوني لعدد الإصابات الجديدة بسلالة أوميكرون؛ التي توشك على إقصاء سلالة دلتا من المشهد العالمي تماماً، تتصاعد الدعوة الى أن أفضل حل للقضاء على الوباء العالمي يتمثل في إعلان الانتصار عليه، من خلال اعتباره مرضاً متوطناً محلياً، وليس وباء عالمياً عابراً لحدود الدول. وقد يكون مؤسس شركة موديرنا الدوائية الأمريكية التي جنت مليارات الدولارات من بيع لقاحها المضاد لفايروس كورونا الجديد نوبار أفيان أبرز المنادين بذلك. فقد قال في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ الجمعة إن الوباء العالمي سيبدأ التحول الى مرحلة المرض المتوطن محلياً خلال السنة الحالية (2022). ويعني ذلك أن تتعامل الدول مع فايروس كورونا الجديد الذي يسبب مرض كوفيد-19 باعتباره مرضاً متفشياً محلياً فحسب، كما هي حال مرض الإنفلونزا. وسارعت منظمة الصحة العالمية الى القول إن الدعوة الى ذلك لا تزال سابقة لأوانها؛ في أتون التزايد المتواصل في عدد الحالات الجديدة في أرجاء العالم. وكتب أفيان -اللبناني الأصل- على موقع شركة «فلاغشيب بيونيرينغ» التي يرأسها أنه أحد من أصيبوا بسلالة أوميكرون وهو يتهيأ للقيام بعطلته السنوية. وقال إن نسخة محدثة من لقاح موديرنا مصممة لاستهداف سلالة أوميكرون ستدخل مرحلة التجارب السريرية في غضون أسابيع.
ولعل النداء الى اعتبار كورونا مجرد مرض معدٍ محلياً أكثر ما يكون جهراً في أوروبا الغربية؛ بدءاً من دعوة رئيس الوزراء الإسباني يبدرو ساشنيز الأسبوع الماضي إلى ضرورة ابتكار طرق جديدة لـ«التعايش» مع مرض كوفيد-19، مثلما استطاع العالم التعايش مع فايروس مرض الإنفلونزا. وهي دعوة قوبلت بترحاب من بعض الدول الأوروبية. بيد أن العلماء الغربيين حذروا من مغبة الانقياد لمثل هذا التوجه؛ لأن مستقبل تحور فايروس كورونا الجديد لا يزال يكتنفه ضباب يحجب الرؤية. كما أن السلطات الصحية لا تعرف بوجه دقيق إلى أي مدى تحققت «مناعة القطيع» في بلدانها. ولم تدرس أية دولة في العالم مدى الضرر الذي يمكن أن ينجم عن إطلاق الحرية للشعوب لتعيش حياتها الطبيعية خالية من أي قيد احترازي. ورأت بلومبيرغ أمس أنه لا مناص من أن الحكومات ستصل تدريجياً الى مرحلة اعتبار كوفيد-19 مجرد تحدٍّ صحيٍّ آخر، كبقية الأمراض التي تمثل تحدياً لمنظوماتها الصحية، ويمكن التحكم في تفشيها. لكن اعتبار كوفيد-19 وباء يتطلب تكريس جميع الجهود والإمكانات على غرار ما حدث في عام 2020 أمر لم يبق له مكان في إستراتيجيات بلدان العالم. ولم تعد ثمة دولة على استعداد للجوء الى تدبير الإغلاق الكامل، المضر بشدة باقتصادها. ويشعر كثير من السياسيين بأن توافر لقاحات كوفيد-19، وما يشاع عن أن سلالة أوميكرون المتحورة وراثياً أقل شراً من السلالات التي سبقتها يمثل ضوءاً في نهاية النفق، للخروج من جحيم الوباء العالمي. وقالت نائبة رئيس الوزراء الإسباني نادية كالفينو لتلفزيون بلومبيرغ: لقد بدأنا على الأرجح رؤية مرحلة تحول صوب اعتبار كوفيد مرضاً متوطناً. ولا يعني ذلك أننا يجب أن نتخلى عن حذرنا الشديد. لكنه يشير الى أنه يتعين علينا أن نتخذ إجراءات تختلف اختلافاً جذرياً عن تلك التي اتخذناها قبل سنتين. وأشارت بلومبيرغ الى أن الحكومات ليست وحدها التي تتطلع الى عام 2022 ليكون عام تراجع كوفيد-19 الى ذيل الاهتمامات العامة؛ إذ إن الجمهور المنهك يتطلع بيأس الى الهروب من الحال الراهنة. كما أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت إقبالاً كثيفاً على البحث عن معنى «المرض المتوطن محلياً» في شبكة الإنترنت.
وداعاً للتدابير المشددة
السابقة
بدأ عدد متزايد من الحكومات الإدراك أن الإجراءات الصحية المشددة التي فرضتها في مرحلة سابقة من تطور الوباء العالمي ليست مجدية حقاً. فهاهي فرنسا، التي أعلنت في منتصف ديسمبر الماضي إغلاق حدودها مع بريطانيا لمنع تسلل سلالة أوميكرون الى أراضيها، عادت لترفع تلك القيود، لأنها ببساطة لم تحقق شيئاً من الهدف الذي حددته. فقد وصل عدد الحالات الجديدة في فرنسا في أحد أيام الأسبوع الماضي إلى أكثر من 370 ألفاً. وترى (بلومبيرغ) أنه مع تراجع الحكومات عن فرض التدابير المشددة يقع العبء أكثر فأكثر على الأفراد، الذين سيتعين عليهم الخضوع بشكل متكرر للفحص، والالتزام بارتداء قناع الوجه (الكمامة)، والتخلي طوعاً عن الإقبال على التواصل الاجتماعي من دون قيد.
ولعل النداء الى اعتبار كورونا مجرد مرض معدٍ محلياً أكثر ما يكون جهراً في أوروبا الغربية؛ بدءاً من دعوة رئيس الوزراء الإسباني يبدرو ساشنيز الأسبوع الماضي إلى ضرورة ابتكار طرق جديدة لـ«التعايش» مع مرض كوفيد-19، مثلما استطاع العالم التعايش مع فايروس مرض الإنفلونزا. وهي دعوة قوبلت بترحاب من بعض الدول الأوروبية. بيد أن العلماء الغربيين حذروا من مغبة الانقياد لمثل هذا التوجه؛ لأن مستقبل تحور فايروس كورونا الجديد لا يزال يكتنفه ضباب يحجب الرؤية. كما أن السلطات الصحية لا تعرف بوجه دقيق إلى أي مدى تحققت «مناعة القطيع» في بلدانها. ولم تدرس أية دولة في العالم مدى الضرر الذي يمكن أن ينجم عن إطلاق الحرية للشعوب لتعيش حياتها الطبيعية خالية من أي قيد احترازي. ورأت بلومبيرغ أمس أنه لا مناص من أن الحكومات ستصل تدريجياً الى مرحلة اعتبار كوفيد-19 مجرد تحدٍّ صحيٍّ آخر، كبقية الأمراض التي تمثل تحدياً لمنظوماتها الصحية، ويمكن التحكم في تفشيها. لكن اعتبار كوفيد-19 وباء يتطلب تكريس جميع الجهود والإمكانات على غرار ما حدث في عام 2020 أمر لم يبق له مكان في إستراتيجيات بلدان العالم. ولم تعد ثمة دولة على استعداد للجوء الى تدبير الإغلاق الكامل، المضر بشدة باقتصادها. ويشعر كثير من السياسيين بأن توافر لقاحات كوفيد-19، وما يشاع عن أن سلالة أوميكرون المتحورة وراثياً أقل شراً من السلالات التي سبقتها يمثل ضوءاً في نهاية النفق، للخروج من جحيم الوباء العالمي. وقالت نائبة رئيس الوزراء الإسباني نادية كالفينو لتلفزيون بلومبيرغ: لقد بدأنا على الأرجح رؤية مرحلة تحول صوب اعتبار كوفيد مرضاً متوطناً. ولا يعني ذلك أننا يجب أن نتخلى عن حذرنا الشديد. لكنه يشير الى أنه يتعين علينا أن نتخذ إجراءات تختلف اختلافاً جذرياً عن تلك التي اتخذناها قبل سنتين. وأشارت بلومبيرغ الى أن الحكومات ليست وحدها التي تتطلع الى عام 2022 ليكون عام تراجع كوفيد-19 الى ذيل الاهتمامات العامة؛ إذ إن الجمهور المنهك يتطلع بيأس الى الهروب من الحال الراهنة. كما أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت إقبالاً كثيفاً على البحث عن معنى «المرض المتوطن محلياً» في شبكة الإنترنت.
وداعاً للتدابير المشددة
السابقة
بدأ عدد متزايد من الحكومات الإدراك أن الإجراءات الصحية المشددة التي فرضتها في مرحلة سابقة من تطور الوباء العالمي ليست مجدية حقاً. فهاهي فرنسا، التي أعلنت في منتصف ديسمبر الماضي إغلاق حدودها مع بريطانيا لمنع تسلل سلالة أوميكرون الى أراضيها، عادت لترفع تلك القيود، لأنها ببساطة لم تحقق شيئاً من الهدف الذي حددته. فقد وصل عدد الحالات الجديدة في فرنسا في أحد أيام الأسبوع الماضي إلى أكثر من 370 ألفاً. وترى (بلومبيرغ) أنه مع تراجع الحكومات عن فرض التدابير المشددة يقع العبء أكثر فأكثر على الأفراد، الذين سيتعين عليهم الخضوع بشكل متكرر للفحص، والالتزام بارتداء قناع الوجه (الكمامة)، والتخلي طوعاً عن الإقبال على التواصل الاجتماعي من دون قيد.