تطور مهم في جبهة الحرب التي تشنها الإنسانية على فايروس كورونا الجديد، المسبب لمرض كوفيد-19، يتمثل في إعلان شركة موديرنا الدوائية الأمريكية أنها تعتزم بدء تجارب سريرية على 15 لقاحاً لسحق 15 فايروساً قد تهدد البشر بوباء عالمي جديد بحلول سنة 2025. وتنوي الشركة أن يكون إنتاج تلك اللقاحات سهلاً وسريعاً في حال اندلاع أزمة صحية عالمية مماثلة للتي يشهدها العالم منذ نهاية 2019. وتشمل اللقاحات التي ستقوم موديرنا بتجربتها على البشر فايروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس)، وهو أحد فروع عائلة فايروس كوفيد-19. وكذلك فايروس إيبولا، وفايروس ماربورغ، الذي يسبب الحمى النزفية الكونغولية - القرمية. ومنها أيضاً الفايروسات التي ينقلها البعوض، كفايروس الشيكونغونيا، وحمى الضنك، بحسب بيان أصدرته موديرنا أمس (الثلاثاء). وانتهزت الشركة الأمريكية بيانها للرد على الانتقادات المتكررة التي اتهمتها بالتباطؤ في شحن لقاحها المضاد لكوفيد-19 إلى الدول الفقيرة، وتمسكها بحقوق ملكية ذلك اللقاح، خصوصاً في مصنع قررت إنشاءه في جنوب أفريقيا. وقالت إنها توصلت إلى اتفاق يتيح لها فتح مصنع للقاحها في كينيا، يستطيع إنتاج 500 مليون جرعة سنوياً. واعتبر الرئيس التنفيذي لموديرنا ستيفن بانسيل أن الشركة ظلت تركّز اهتمامها منذ البداية على تطوير برنامج صحي عالمي يقوم على التطعيم. وأضاف أنها قررت تجديد ذلك الاهتمام بالعمل على تطوير لقاحات ضد الفايروسات التي يمكن أن تهدد الصحة العالمية. وأوضح بانسيل أن موديرنا من شدة حرصها أمضت أكثر من ستة أشهر في عملية تحديد الجرعة المناسبة من لقاحها المضاد لكوفيد-19، وتحديد معايير السلامة الخاصة به، قبل أن تتقدم بطلب الترخيص للقاحها. وزاد أنها الآن مهتمة بضمان استعداد العالم للوباء المقبل. وأوضح بانسيل أن المسعى الجديد لموديرنا يهدف إلى الفراغ من الجرعة الأولية واختبارات السلامة الخاصة بها؛ بحيث إنه إذا ظهر أي فايروس من تلك الفايروسات الـ15، ولو بشكل محلي، فهي ستكون جاهزة لبدء التجارب السريرية المتعلقة بمعرفة فعالية ذلك اللقاح بأسرع ما يمكن. وشدد على أن تحديد الجرعة الملائمة أمر مهم جداً في صنع اللقاحات، وعلى أن الإنسانية يمكن أن تكسب وقتاً ثميناً إذا كان اللقاح جاهزاً أصلاً، وتم اختباره مسبقاً على الفايروسات التي يمكن أن تهدد الإنسانية. وكشفت موديرنا أنها بدأت فعلياً تجاربها المتعلقة بتحضير لقاحين ضد كل من فايروس «إتش آي في»، المسبب للنقص المكتسب في جهاز المناعة (ايدز)، وحمى زيكا. وقالت إن مختبراتها تعكف حالياً على تطوير لقاح ضد فايروس نبياه القاتل، الذي تحمله الوطاويط، ويتسبب في حالات وبائية مؤلمة من وقت لآخر في القارة الآسيوية.
وأوضحت موديرنا أن خطتها تشمل أيضاً مرضين لا تتسبب فيهما الفايروسات، وهما؛ حمى الملاريا، والسل الرئوي (الدرن). وذكرت أنها قررت البدء في برنامج جديد يتيح للباحثين غير المنضوين تحت لوائها استكشاف إمكانات توفير الحماية الملائمة باستخدام التكنولوجيا الخاصة بموديرنا، ضد أمراض جديدة، أو مهمَلَة. وقال بانسيل إن هذه الخطة قد تكلف موديرنا نحو 300 مليون دولار. وزاد أنه فيما ستسعى موديرنا إلى إيجاد شركاء من خارجها؛ فإنها ستقوم بتطوير اللقاحات الـ15 بمفردها. وتعهد بيان الشركة الدوائية الأمريكية بألا تتمسك موديرنا بحقوق الملكية الفكرية للقاحها المضاد لكوفيد-19 في 92 دولة فقيرة ومتدنية المداخيل. لكن شرطها الوحيد لتحقيق ذلك هو أن يتم صنع ذلك اللقاح بغرض الاستعمال في تلك الدول بشكل حصري.
انتقاد الإغلاق وفرض إلزامية التطعيم
أعلن كبير أطباء ولاية فلوريدا الأمريكية الدكتور جوزيف لادابو (الإثنين) أن الولاية ستصدر توصية رسمية بعدم تطعيم الأطفال الأصحّاء. وجاء الإعلان في مؤتمر نظمه حاكم الولاية الجمهوري رون دي سانتيس، وحضره حشد من الأطباء الذين انتقدوا تطبيق تدبير الإغلاق، وفرض إلزامية التطعيم. وإذا صدرت التوصية، فستمثل مخالفة صريحة لتوجيهات المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها بتطعيم أي شخص من سن خمس سنوات فأكثر لحمايته من كوفيد-19. وتتمسك المراكز المذكورة بأن نشر اللقاحات على أوسع نطاق يمثل أداة حيوية لتوفير الحماية من كوفيد-19، والمضاعفات التي قد يتسبب بها. وكان كونغرس ولاية فلوريدا أقر تعيين لادابو في منصبه على رغم مواقفه العلنية المناهضة للإغلاق، ورفض إلزامية التطعيم ضد كوفيد-19.