بالنسبة إلى أوروبا والولايات المتحدة لم يعد فايروس كورونا الجديد هو العدو الأول الذي كانه حتى 24 فبراير 2022؛ وهو اليوم الذي اجتاحت فيه القوات الروسية الحدود الأوكرانية. فقد طغت أحداث الغزو، وتدفق اللاجئين الأوكرانيين، وعذابات الغرب وهو يحاول التخلي عن إدمان الوقود الأحفوري الروسي، والتوازن الدقيق للحيلولة دون جر منظمة حلف شمال الأطلسي إلى حرب عالمية ثالثة.. طغت على ما عداها من تطورات؛ خصوصاً استمرار الأزمة الصحية الناتجة عن تفشي فايروس كوفيد-19. فقد غابت متابعات الأزمة الصحية في غالبية الصحف الغربية والأمريكية الصادرة أمس (الأربعاء)؛ على رغم أن متحورة أوميكرون واصلت ترويع العالم بتسجيل 1.52 إصابة جديدة (الثلاثاء)، رافقتها 7056 وفاة إضافية. وما إن انتصف نهار (الأربعاء) حتى ارتفع العدد التراكمي لإصابات العالم منذ بدء نازلة كورونا إلى 450 مليوناً.
وكانت كوريا- لليوم الثامن على التوالي- الأشد تضرراً من أوميكرون؛ إذ سجلت (الثلاثاء) 342427 إصابة جديدة، و645 وفاة إضافية. وفيما انحدر عدد الحالات الجديدة في الولايات المتحدة إلى نحو 30 ألفاً؛ ارتفع في المملكة المتحدة إلى 61900 إصابة جديدة، رافقتها 212 وفاة إضافية. وانخفض عددها في روسيا (الثلاثاء) إلى 58675 حالة، رافقتها 645 وفاة إضافية. أما اليابان فسجلت انخفاضاً في عدد حالاتها الجديدة، الذي بلغ (الثلاثاء) 49416 إصابة جديدة. وفي نيوزيلندا؛ قالت حكومة رئيسة الوزراء جاسيندا آرديرن أمس إنها أكدت تشخيص 22475 إصابة جديدة (الثلاثاء).
والواقع أن هذا الارتفاع الجنوني في إصابات نيوزيلندا يمثل تطوراً مدهشاً، لدولة استطاعت أن تبقى بمعزل عن تفاقم الأزمة الوبائية طوال السنتين اللتين تلتا اندلاع الوباء العالمي. وبدا أن نيوزيلندا تواجه الآن واقعها المرير الجديد. ففي غضون أسبوعين فقط قفز عدد الحالات الجديدة هناك من أقل من ألف إلى أكثر من 22 ألفاً يومياً. وهي نهاية مؤسفة لتجربة نجحت في السيطرة على تفشي الفايروس. فقد سارعت نيوزيلندا في مستهل تفاقم الأزمة الصحية الى إغلاق حدودها بالكامل؛ وفرضت أشد تدبير الإغلاق صرامة على مستوى العالم. وتمكنت بذلك من استئصال شأفة الفايروس في مجتمعاتها السكانية. غير أن الوضع هناك تبدل بشكل مثير خلال النصف الثاني من سنة 2021؛ مع ظهور متحورة دلتا، ثم أوميكرون. واتضح عندئذ لرئيسة الوزراء آرديرن استحالة المضي قدماً في سياسة النزول بعدد الإصابات إلى «صفر كوفيد»؛ على رغم أن حكومتها انتهزت فترة الإغلاق للتوسع في تطعيم السكان.. وفجأة تسللت متحورة أوميكرون إلى الحياة اليومية للنيوزيلنديين، بطريقة لم يعهدوها من قبل. واضطرت المدارس الثانوية إلى تغيير أنظمتها، بحيث يواصل الطلاب تعليمهم من بُعد. وتبدو شوارع العاصمة ويللينغتون، التي تمور بالحركة عادة، شبه مهجورة؛ إذ إن غالبية السكان إما يعملون من مناولهم، أو في حال عزل صحي بسبب الإصابة، أو مخالطة مصابين. والواقع أن جانباً من المشكلة يتمثل في أن النيوزيلنديين لم يعرفوا مثل هذا التفشي الفايروسي كما عرفته البلدان الأخرى. كما أن تفشي أوميكرون جعل القيود المشددة على الحدود أمراً غير ذي جدوى. واضطرت الحكومة إلى إلغاء تخصيص الفنادق مقرات للعزل الصحي للعائدين إلى البلاد من الخارج. وكان نقص الغرف الشاغرة في تلك المعازل جعل عشرات آلاف النيوزيلنديين عاجزين عن العودة من الخارج، ما تسبب بصداع حاد لحكومة آرديرن؛ بل إن الحكومة اضطرت الى إلغاء شرط العزل الصحي 7 أيام للعائدين من الخارج، بعد فتح الحدود، والسماح بالسفر بلا قيود. وأضحى اعتباراً من نهاية فبراير 2022 بمستطاع النيوزيلنديين المقيمين في أستراليا العودة إلى وطنهم. كما أضحى بمستطاع النيوزيلنديين في أي مكان في العالم العودة لبلادهم اعتباراً من 4 مارس الجاري. وأعلنت آرديرن أن حكومتها قد تسمح بعودة السياح الأجانب حال تسطيح منحنى إصابات أوميكرون، الذي يتوقع حدوثه بحلول نهاية مارس الجاري. وتأمل نيوزيلندا أن تؤدي عودة السياح إلى انتعاش اقتصادها، الذي يعتمد أساساً على السياحة. لكن الحكومة تدرك أن تعافي السفر الدولي قد يحتاج إلى مزيد من الوقت. وتعول آرديرن ووزراؤها على ارتفاع نسبة تطعيم السكان (أكثر من 95%) لصدّ أية هجمة مقبلة من أوميكرون، أو أية سلالة جديدة قد تظهر لاحقاً.
200 سنة في العزل الصحي!
أعلنت شركة كاثي باسيفيك للطيران، التي تملكها هونغ كونغ، أمس (الأربعاء) أن أطقمها وموظفيها قضوا أكثر من 73 ألف ليلة في فنادق العزل الصحي خلال سنة 2021. وهو ما يعادل 200 سنة. وأوضح بيان أن أطقم رحلات كاثي باسيفيك قضوا في فنادق العزل الصحي أكثر من 62 ألف ساعة، فيما مكث 11 ألفاً من الطيارين وموظفي المركز الرئيسي للشركة نحو 11 ألف ساعة في منشأة بينيز باي للعزل الصحي في هونغ كونغ. وزاد بين الشركة أمس أن أطقم طائراتها أخضعوا لأكثر من 230 ألف فحص. ولم تثبت إصابة سوى 16 شخصاً منهم بالفايروس. غير أن الشركة ذكرت أن سنة 2021 شهدت تقليص خسائرها جرّاء الوباء العالمي إلى 703 ملايين دولار، في حين بلغت خسائرها في سنة 2020 أكثر من 2.67 مليار دولار.
وكانت كوريا- لليوم الثامن على التوالي- الأشد تضرراً من أوميكرون؛ إذ سجلت (الثلاثاء) 342427 إصابة جديدة، و645 وفاة إضافية. وفيما انحدر عدد الحالات الجديدة في الولايات المتحدة إلى نحو 30 ألفاً؛ ارتفع في المملكة المتحدة إلى 61900 إصابة جديدة، رافقتها 212 وفاة إضافية. وانخفض عددها في روسيا (الثلاثاء) إلى 58675 حالة، رافقتها 645 وفاة إضافية. أما اليابان فسجلت انخفاضاً في عدد حالاتها الجديدة، الذي بلغ (الثلاثاء) 49416 إصابة جديدة. وفي نيوزيلندا؛ قالت حكومة رئيسة الوزراء جاسيندا آرديرن أمس إنها أكدت تشخيص 22475 إصابة جديدة (الثلاثاء).
والواقع أن هذا الارتفاع الجنوني في إصابات نيوزيلندا يمثل تطوراً مدهشاً، لدولة استطاعت أن تبقى بمعزل عن تفاقم الأزمة الوبائية طوال السنتين اللتين تلتا اندلاع الوباء العالمي. وبدا أن نيوزيلندا تواجه الآن واقعها المرير الجديد. ففي غضون أسبوعين فقط قفز عدد الحالات الجديدة هناك من أقل من ألف إلى أكثر من 22 ألفاً يومياً. وهي نهاية مؤسفة لتجربة نجحت في السيطرة على تفشي الفايروس. فقد سارعت نيوزيلندا في مستهل تفاقم الأزمة الصحية الى إغلاق حدودها بالكامل؛ وفرضت أشد تدبير الإغلاق صرامة على مستوى العالم. وتمكنت بذلك من استئصال شأفة الفايروس في مجتمعاتها السكانية. غير أن الوضع هناك تبدل بشكل مثير خلال النصف الثاني من سنة 2021؛ مع ظهور متحورة دلتا، ثم أوميكرون. واتضح عندئذ لرئيسة الوزراء آرديرن استحالة المضي قدماً في سياسة النزول بعدد الإصابات إلى «صفر كوفيد»؛ على رغم أن حكومتها انتهزت فترة الإغلاق للتوسع في تطعيم السكان.. وفجأة تسللت متحورة أوميكرون إلى الحياة اليومية للنيوزيلنديين، بطريقة لم يعهدوها من قبل. واضطرت المدارس الثانوية إلى تغيير أنظمتها، بحيث يواصل الطلاب تعليمهم من بُعد. وتبدو شوارع العاصمة ويللينغتون، التي تمور بالحركة عادة، شبه مهجورة؛ إذ إن غالبية السكان إما يعملون من مناولهم، أو في حال عزل صحي بسبب الإصابة، أو مخالطة مصابين. والواقع أن جانباً من المشكلة يتمثل في أن النيوزيلنديين لم يعرفوا مثل هذا التفشي الفايروسي كما عرفته البلدان الأخرى. كما أن تفشي أوميكرون جعل القيود المشددة على الحدود أمراً غير ذي جدوى. واضطرت الحكومة إلى إلغاء تخصيص الفنادق مقرات للعزل الصحي للعائدين إلى البلاد من الخارج. وكان نقص الغرف الشاغرة في تلك المعازل جعل عشرات آلاف النيوزيلنديين عاجزين عن العودة من الخارج، ما تسبب بصداع حاد لحكومة آرديرن؛ بل إن الحكومة اضطرت الى إلغاء شرط العزل الصحي 7 أيام للعائدين من الخارج، بعد فتح الحدود، والسماح بالسفر بلا قيود. وأضحى اعتباراً من نهاية فبراير 2022 بمستطاع النيوزيلنديين المقيمين في أستراليا العودة إلى وطنهم. كما أضحى بمستطاع النيوزيلنديين في أي مكان في العالم العودة لبلادهم اعتباراً من 4 مارس الجاري. وأعلنت آرديرن أن حكومتها قد تسمح بعودة السياح الأجانب حال تسطيح منحنى إصابات أوميكرون، الذي يتوقع حدوثه بحلول نهاية مارس الجاري. وتأمل نيوزيلندا أن تؤدي عودة السياح إلى انتعاش اقتصادها، الذي يعتمد أساساً على السياحة. لكن الحكومة تدرك أن تعافي السفر الدولي قد يحتاج إلى مزيد من الوقت. وتعول آرديرن ووزراؤها على ارتفاع نسبة تطعيم السكان (أكثر من 95%) لصدّ أية هجمة مقبلة من أوميكرون، أو أية سلالة جديدة قد تظهر لاحقاً.
200 سنة في العزل الصحي!
أعلنت شركة كاثي باسيفيك للطيران، التي تملكها هونغ كونغ، أمس (الأربعاء) أن أطقمها وموظفيها قضوا أكثر من 73 ألف ليلة في فنادق العزل الصحي خلال سنة 2021. وهو ما يعادل 200 سنة. وأوضح بيان أن أطقم رحلات كاثي باسيفيك قضوا في فنادق العزل الصحي أكثر من 62 ألف ساعة، فيما مكث 11 ألفاً من الطيارين وموظفي المركز الرئيسي للشركة نحو 11 ألف ساعة في منشأة بينيز باي للعزل الصحي في هونغ كونغ. وزاد بين الشركة أمس أن أطقم طائراتها أخضعوا لأكثر من 230 ألف فحص. ولم تثبت إصابة سوى 16 شخصاً منهم بالفايروس. غير أن الشركة ذكرت أن سنة 2021 شهدت تقليص خسائرها جرّاء الوباء العالمي إلى 703 ملايين دولار، في حين بلغت خسائرها في سنة 2020 أكثر من 2.67 مليار دولار.