أعلنت شركة فايزر الدوائية الأمريكية وشريكتها الألمانية بيونتك أمس الأول أنهما تقدمتا إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية ببيانات لفسح جرعة تنشيطية رابعة من لقاحهما المضاد لفايروس كورونا الجديد، موجهة بالدرجة الأساسية إلى كبار السن. وكان الرئيس التنفيذي لفايزر ألبرت بورلا قال الأحد الماضي إن من الضروري استخدام جرعة تنشيطية رابعة، لتفادي ارتفاع جديد في إصابات كوفيد-19. وزاد أن المناعة التي توفرها الجرعة التعزيزية الثالثة جيدة جداً للحيلولة دون التنويم بالمستشفى، وتقليص احتمالات وفاة المصاب، لكنها ليست كافية لمنع حدوث الإصابة نفسها. ويأتي هذا التطور وسط ارتفاع ملموس في الإصابات الجديدة في عدد من البلدان، خصوصاً ألمانيا وبريطانيا. فقد سجلت بريطانيا أمس 109.802 حالة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، رافقتها 200 وفاة إضافية بالفايروس. وهو ما يمثل زيادة بواقع 47.902 حالة جديدة عن الأسبوع الماضي. وأعلنت ألمانيا أمس أنها سجلت 262.593 إصابة جديدة خلال الأسبوع الماضي، تمثل ارتفاعاً نسبته 22% عن الأسبوع الذي سبقه. وقالت السلطات الألمانية أمس (الأربعاء) إن معدل الإصابة ارتفع أمس إلى 1607 أشخاص من كل 100 ألف من السكان، من 1585 شخصاً من كل 100 ألف شخص الثلاثاء. وتشهد كل من إيطاليا، وفرنسا، وسويسرا، وهولندا ارتفاعاً مماثلاً في عدد الإصابات الجديدة. أما في الصين فقد عادت مدارس شنغهاي إلى التعلم عن بعد، وتم إغلاق عدد كبير من أحياء ثانية كبرى مدن البلاد. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي الليل قبل الماضي إن إدارة الرئيس جو بايدن تراقب من كثب سلالة BA.2، المتفرعة عن سلالة أوميكرون. وأكدت أن هذه السلالة الفرعية تتفشى في الولايات المتحدة منذ وقت طويل. لكنها قالت إن الأدوات المتاحة -كاللقاحات، والأدوية، والفحوص- تعتبر فعالة ضد الفايروس. وفيما يتمسك علماء حكوميون بأن تزايد المناعة المجتمعية، جراء اللقاحات، والإصابة السابقة، تبرر تخفيف القيود الوقائية؛ فإن خبراء آخرين يشددون على أن تلك المناعة آخذة في الاضمحلال، وأن الأمر قد يتطلب إعادة العمل ببعض الإجراءات الاحترازية في المستقبل القريب. ويضيفون إلى ذلك الخوف من احتمال ظهور سلالة متحورة جداً قد تكون أشد خطراً من جميع المتحورات السابقة.
وتتهيأ الولايات المتحدة لبلوغ عدد وفياتها بالفايروس مليون وفاة (992.302 وفاة حتى أمس الأربعاء). وفيما عبرت إسبانيا حاجز الـ100 ألف وفاة؛ تقترب تركيا من قيد 100 ألف وفاة منذ بدء نازلة كورونا؛ إذ بلغ عدد وفياتها بالوباء حتى أمس 96.735 وفاة. ولا يزال الفايروس يتفشى بتسارع كبير. فقد رصدت نيويورك تايمز تفشيه الثلاثاء بواقع 1.61 مليون إصابة جديدة، رافقتها 5124 وفاة إضافية؛ فيما رصدت بلومبيرغ 1.85 مليون إصابة جديدة الثلاثاء. وكانت كوريا الجنوبية الأشد نكبة على مستوى العالم بإصابات أوميكرون؛ إذ سجلت الثلاثاء 400.725 حالة جديدة. كما أن أستراليا شهدت ارتفاعاً جديداً في حالاتها، بواقع 58.684 إصابة جديدة الثلاثاء. وأبلغت نيوزيلندا -التي قررت فتح جميع حدودها مع أستراليا والعالم، بعدما ظلت مغلقة منذ أكثر من عامين- عن تسجيلها 19.519 حالة جديدة.
وتباينت السياسات التي انتهجتها دول منطقتي المحيط الهادي وآسيا تبايناً كبيراً على هذه التطورات. ففيما عمدت الصين وهونغ كونغ إلى العودة للتدابير المشددة التي طبقتاها عند اندلاع النازلة الوبائية؛ بما في ذلك إغلاق مجمعات التبضع، وحظر تنقلات السكان، وإخضاعهم للفحوص الجماعية المتكررة؛ قررت دول أخرى الإبقاء على اندفاعها صوب التحلل من القيود الوقائية، أسوة بالولايات المتحدة وأوروبا الغربية، حيث عادت الحياة إلى ما يشبه طبيعتها السابقة، على رغم استمرار الإصابات الجديدة والوفيات.
إصابة «الرجل الثاني».. وعدد من أعضاء الكونغرس
أعلن داوغ إيمهوف، زوج نائبة الرئيس الأمريكي كمالا هاريس، ليل الثلاثاء أنه أصيب بفايروس كوفيد-19. لكنه قال إنه يشعر بأعراض متوسطة، خصوصاً أنه حصل على جرعة تنشيطية ثالثة من اللقاح. وقال البيت الأبيض إن نائبة الرئيس أخضعت للفحص في اليوم نفسه، وجاءت النتيجة سالبة. ومع ذلك فقد اضطرت هاريس إلى التخلف عن مناسبة حضرها الرئيس جو بايدن، والسيدة الأولى جيل بايدن ليل الثلاثاء. وكان إيمهوف قام بزيارة الجمعة الماضي مع وزيرة الخزانة جانيت يللين لمصنع سك العملة في دينفر بولاية كولورادو. وتناولا الغداء مع حاكم الولاية جاريد بوليس. وقال متحدث باسم الأخير إن الحاكم أخضع للفحص الثلاثاء وجاءت نتيجة فحصه سالبة. وكانت نائبة الرئيس قد أجبرت على الخروج من استوديو تلفزيوني في سبتمبر الماضي، حيث كان مقرراً أن تحيب عن أسئلة مذيعتين عن قضايا شؤون الساعة؛ بعدما تأكدت إصابة المذيعتين بالفايروس أثناء وجود هاريس داخل الاستوديو. وفي ديسمبر الماضي خضعت هاريس للفحص، وجاءت النتيجة سالبة، بعدما تأكد تشخيص إصابة أحد موظفي مكتبها. وأعلنت في واشنطن أمس إصابة 9 من أعضاء الكونغرس الأمريكي، بعد حضورهم حفلة في منتجع خارج العاصمة واشنطن. وجميعهم من نواب الحزب الديموقراطي.