محل لبيع «النودلز» غربي شنغهاي تم إغلاقه بالشمع. (وكالات)
محل لبيع «النودلز» غربي شنغهاي تم إغلاقه بالشمع. (وكالات)
كوادر صحية صينية يستعدون لركوب القطار إلى شنغهاي لمكافحة الأزمة هناك. (وكالات)
كوادر صحية صينية يستعدون لركوب القطار إلى شنغهاي لمكافحة الأزمة هناك. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
لا يعرف الناس من يصدقون: ما تقوله الحكومات الغربية التي أعفت نفسها من مهمات مكافحة وباء فايروس كورونا الجديد؟ أم الأرقام التي تؤكد كل يوم أن عدد الإصابات الجديدة آخذ في الزيادة، وأن التنويم والوفاة لا يزالان يمثلان خطراً ماثلاً في بلدان عدة؟ ويأتي هذا التساؤل في يوم شهد تدهوراً جديداً في الأزمة الصحية في دول عدة: فقد ارتفع أمس العدد التراكمي لإصابات البرازيل (الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة من حيث الإصابات والوفيات) إلى 30 مليوناً. وطبيعي أن يرتفع عدد وفيات كبرى دول أمريكا الجنوبية إلى 660.269 وفاة منذ اندلاع نازلة كورونا. وفيما تقترب الولايات المتحدة من تسجيل 82 مليون إصابة؛ عبرت فرنسا أمس الى مستوى 26 مليون إصابة. ورسخت مكانتها في المرتبة الرابعة عالمياً، بعد أمريكا، والهند، والبرازيل. كما عبرت كوريا الجنوبية -الأشد تضرراً من الموجة الراهنة لهجمة سلالة أوميكرون- إلى مستوى 14 مليون إصابة منذ اندلاع النازلة.

وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس أنه على رغم انخفاض عدد الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة إلى ما دون 27 ألفاً يومياً، ما حدا بحكام ولايات الى إلغاء إلزامية ارتداء الكمامة، وقاعدة التباعد الجسدي؛ فإن ولاياتٍ أمريكيةً عدة أبلغت عن تسجيل زيادات مؤكدة خلال الأسبوعين الماضيين في عدد إصاباتها الجديدة، خصوصاً الولايات الواقعة شمال شرقي أمريكا. وزادت الصحيفة أنه على رغم أن تلك الزيادة تبدو ضئيلة مقارنة بنظيرتها خلال الشتاء المنصرم؛ فإنها تمثل زيادة تفوق 40% في الحالات الجديدة في ولايات كونيكتيكت، وماساشوسيتس، ونيو جيرسي، ونيويورك. كما أن ولايات أخرى تشهد زيادة منتظمة في عدد إصاباتها الجديدة، منها ديلاوير (بنسبة 17%)، وفلوريدا (25%)، وإيلينوي (13%)، ونيو هامشير (19%)، وويسكونسن (11%).


وعلى صعيد العالم؛ بدا أمس واضحاً -في أتون الزيادات المتسارعة في عدد الحالات الجديدة- أن فايروس كورونا الجديد قد يتجاوز العدد التراكمي لمصابيه قبيل انتهاء أبريل الجاري 500 مليون إصابة، منذ بدء الجائحة في أواخر عام 2019. فقد تجاوز أمس 491 مليون إصابة. وتواصل اهتمام العالم بتدهور الأزمة الصحية في الصين؛ حيث يعيش 25 مليون نسمة، هم سكان مدنية شنغهاي، قيد أوامر البقاء في منازلهم، والتعليمات بإخضاعهم لنوعين من الفحص خلال هذين اليومين. واضطرت الحكومة الصينية أمس (الإثنين) الى الزج بنحو ألفي طبيب من الجيش الصيني، و10 آلاف كادر صحي تم استدعاؤهم من أرجاء البلاد، ليتم نشرهم في شنغهاي، لمساعدة الهيئة الصحية هناك على وقف التفشي المتسارع للفايروس. وزاد عدد الإصابات الجديدة منذ الشهر الماضي في شنغهاي الى أكثر من 60 ألفاً. وقالت السلطات أمس إن عدد الإصابات الجديدة التي تم تأكيد تشخيصها الأحد يزيد على نظيره السبت الماضي بأكثر من 9 آلاف حالة. وتصل الزيادة في عدد الإصابات الجديدة في الصين الى أكثر من 10 أضعافها منذ نحو أسبوعين فحسب. والمشكلة أن الصين ترفض رفضاً مطلقاً مبدأ «التعايش مع الفايروس»، الذي تنتهجه حكومات غربية، متمسكة بنهج «صفر كوفيد»، الذي ثبت مراراً إخفاقه في وقف انتشار العدوى الوبائية.

أستراليا تبدأ تعميم «التنشيطية الثانية»

أعلنت أستراليا أمس (الإثنين) أنها بدأت تعميم منح جرعة تنشيطية ثانية، تعد الرابعة في سلسلة جرعات اللقاحات المضادة لكوفيد-19. وقالت إنها بدأت منح التنشيطية الثانية للأشخاص الأشد عُرضة للمخاطر إذا أصيبوا بالفايروس؛ تحسباً من هجمة فايروسية محتملة خلال الشتاء الذي أضحى على الأبواب في تلك الرقعة من الكرة الأرضية. وذكرت الحكومة في كانبيرا أمس، أن الجرعة التعزيزية الثانية متاحة لمن تجاوز عمرهم 65 عاماً، بشرط مرور 4 أشهر على خضوعهم للتعزيزية الأولى. كما أنها متاحة لمن تجاوزت أعمارهم 50 عاماً من السكان الأصليين؛ علاوة على المصابين بأمراض مزمنة تحبط مناعتهم. وذكرت الهيئة الاستشارية للتلقيح أنه لا توجد خطط لتعميم التنشيطية الثانية على بقية السكان. وعلى صعيد آخر؛ أعلنت شركة كانسينو بيولوجيكس الدوائية الصينية أمس (الإثنين) أن الجهات الرقابية الصحية في الصين وافقت على السماح لها ببدء تجارب سريرية على لقاح ضد كوفيد-19، سيكون الأول هناك الذي يقوم على تكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي، المستخدم في لقاحي مودرينا وفايزر الأمريكيين. وقالت كانسينو أمس، في بيان، إن أبحاثها الخاصة باللقاح الجديد أثبتت قدرته الكبيرة على توليد أجسام قادرة على تحييد الفايروس داخل الجسم. وكانت مجموعة صينية أخرى أعلنت الأحد حصولها على ضوء أخضر لبدء تجارب سريرية على لقاح ابتكرته بتكنولوجيا mRNA.

بريطانيا توسع لائحة أعراض كوفيد

أعلنت الخدمة الصحية الوطنية في بريطانيا أمس، توسيع لائحة أعراض كوفيد-19، لتضم 9 أعراض جديدة، أبرزها وجع الحلق، والتعب الشديد، والصداع. وكانت اللائحة تقتصر على ثلاثة أعراض معترف بها؛ وهي الحُمّى، والسعال المتواصل، وانعدام أو تغير حاستي الشم والذوق. والأعراض الجديدة المضافة هي: ضيق النفَس، الشعور بالتعب، وجع العضلات، الصداع، وجع الحلق، انسداد المناخير أو سيلانها، فقدان الشهية، الإسهال، والشعور بالغثيان. وأضافت الخدمة الصحية البريطانية على موقعها أن تلك الأعراض شبيهة بأعراض أمراض أخرى، كنزلات البرد، والإنفلونزا. وتشهد بريطانيا -التي تخلت عن آخر القيود الصحية لكوفيد-19 الأسبوع الماضي، وهو وقف الفحوص المجانية- ارتفاعاً متزايداً في عدد الإصابات الجديدة، جراء تفشي سلالة BA.2 المتفرعة من سلالة أوميكرون. وقالت الحكومة أمس إن ما لا يقل عن 5 ملايين بريطاني أصيبوا بالفايروس خلال الأسبوع المنتهي في 26 مارس الماضي؛ في مقابل 4.3 مليون نسمة أصيبوا بالفايروس قبل ذلك بأسبوع.

أعلنت شركة روش الدوائية السويسرية في زيوريخ أمس، أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية وافقت على إعطاء أولوية لمراجعة البيانات الخاصة بدواء جديد توصلت إليه لمعالجة كوفيد-19 لدى الأشخاص البالغين المنومين في المشافي. ويحمل العقار السويسري الجديد اسمي «أكتيمرا» و«بروأكتيمرا». وأوضحت الشركة السويسرية أن أكثر من مليون شخص منومين بكوفيد-19 في بلدان العالم تمت معالجتهم بهذا الدواء، منذ اندلاع نازلة كورونا. ومن ناحية أخرى أعلنت «روش» أمس، أن بيانات تجارب عقار جديد ابتكرته لمعالجة تدهور الإصابة بمرض التصلب اللويحي (MS) أظهرت فوائد جمّة له؛ إذ توقف تدهور المرض لدى ثلاثة أرباع عدد المتطوعين للتجربة على مدى سنة منذ بدء تعاطيهم له. ويحمل الدواء الجديد اسم «أوكريفاس».