راشد الشمراني
راشد الشمراني




بطلا مسلسل مشراق راشد الشمراني وخالد العجيرب.
بطلا مسلسل مشراق راشد الشمراني وخالد العجيرب.
-A +A
علي الرباعي (الباحة) Al_ARobai@


الفن وطن وإن لم يكن فناً.. وبتلمس مشراق المميزين في التاريخ البشري، تحط أنظارنا على تقاطع البدايات والمآلات لكل المميزين من المبشرين والمصلحين والمبدعين، وكأنما الغروب يبدأ أولاً باحتلال طرف سيرة الفاتنين المفتونين بغريزة البحث عن شيء ينبغي الوصول إليه وإن لم يصلوا.


ليس مشراقاً واحداً يطل منه الفنان راشد الشمراني في مسلسله اليومي «مشراق» بما يمثّله القمة والقامة والقيمة، بل مشاريق تستوجب العُدة الروحية، والجسارة الوجدانية، للتفريق بين النار والنور، ولإدارة لعبة «الدراما» في متنوع التضاريس، ومختلف الجغرافيات، وشتى مراحل السماحة والتعسف، متحملاً ما يثقل كاهل طموح يتراقص بين فصول الأنغام وحقول الألغام.

لم يلعب في الفن، كون الصعود لا يحتمل اللعب؛ ولذا لا وجه للمقارنة بين المؤدين للأدوار، والمديرين للأداء.. ومهما بلغت سطوة النسيان، فمحفزات التذكر لا تحتاج كثير استبسال لحفظ مكانة «أبو أحمد»، الذي لم يفرّط في رسالته، ولم يضلّ دربه، ولم يضع هويته الممهورة بأنفاس الروح.

يبدو أن الإبداع عبور أكثر من كونه تعبيراً، والعبور المجازي أن تفلح في الوصول لوجدان ملايين لا تعرفهم بذواتهم، لكنك تملك مفاتيح نفسياتهم، تتبسم فتنهمر دموعهم، وتبكي فتتعاقب ضحكاتهم، فكأنما أنت ومريدوك تتناوبون النص، وتتبادلون الأدوار في مساحةٍ أوسع من الضيق، وضيق هو كل المساحة.

في الثمانينات انطلق من «تحت الكراسي» ولم تصلنا حينها كون الظلام يزحف في أعطاف النور، وفي حقبة التسعينات الميلادية عرفنا عليه «الفيديو كاسيت» سائق الشاحنة (أبو هلال) الذي أتى ليبلسم الجروح، وذهب طابعاً ندوباً في أعماق الروح. وبما أن الوصاية ليست عائقاً، في طريق المقتدر على التأويل، ولم يكن في حاجة لأكثر من الصدق زاد طريق، وبما له من فراسة لا تدركها المُقل، كانت طاقته تتجدد كلما فقد الآخرون الأمل، وكلما انغلق باب فتح نافذة من روحه لأرواح عاشقة لفنه: «عودة عصويد» و«ديك البحر» و«صباح الليل» و«الذيب في القليب»، وأتابع «مشراق» فأجدني مضافاً إليه.

تتسم متوالية دراما راشد الشمراني بالتجريب، في خط تصاعدي، أبرز ملامحه أنك بأقل أدوات المعرفة الفنيّة تقبض على راشد الإنسان، في راشد الفنان، وتلك «نوبل» النخبة، وأوسكار «الوعي» بقيمة جنيه ذهب الفن غير القابل للصرف في سوق الاستهلاك.

الشمراني وصولاً إلى «مشراق»:

الثمانينات الميلادية

انطلق من «تحت الكراسي»

في التسعينات

عرفنا عليه «الفيديو كاسيت»

متابعو «مشراق»

وجدوا أنفسهم مضافين إليه

نوافذ فنه

البداية من «عودة عصويد»

متوالية أعماله

التجريب في خط تصاعدي