بريطانيون اضطروا للاصطفاف في موقف سيارات الصالة الأولى بمطار هيثرو أمس لإكمال إجراءات سفرهم. (وكالات)
بريطانيون اضطروا للاصطفاف في موقف سيارات الصالة الأولى بمطار هيثرو أمس لإكمال إجراءات سفرهم. (وكالات)




كادر صحي صيني يشرف على إغلاق حي سكني في شنغهاي. (وكالات)
كادر صحي صيني يشرف على إغلاق حي سكني في شنغهاي. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
الحرب في أوكرانيا مهمة. مستقبل فرنسا في ظل تقدم اليمين المتطرف مهم. انضمام السويد وفنلندا إلى منظمة حلف شمال الأطلسي مهم جداً. عودة اليابان وألمانيا إلى سباق التسلح، بعد توقف استمر منذ نهاية الحرب الكونية الثانية، أيضاً مهم. لكن الإنسان الذي ينشغل بتلك القضايا يجب أن يعي أن حرباً أخرى تهدده مهما تعددت انشغالاته، وهي حرب سلالات فايروس كورونا الجديد على الإنسانية. صحيح أن الأدوية الجديدة واللقاحات المصممة بأحدث تكنولوجيا نجحت في تقليص عدد المنومين والوفيات. لكن الحالات الجديدة آخذة في الزيادة. ومعها يزداد عدد المنومين، واحتمالات الوفاة. فها هي الولايات المتحدة (أكثر من 82 مليون إصابة منذ اندلاع نازلة كورونا) تتوقع هجمة فايروسية مع هطول أمطار الخريف. وبادرت جامعات كولومبيا، والأمريكية، وجورجتاون، وجونز هوبكنز، ورايس في هيوستن إلى إعادة فرض إلزامية ارتداء الكمامات. وأضحت مدينة فلادلفيا أمس الأول أول مدينة أمريكية تعيد فرض ارتداء الكمامة في الأماكن الداخلية، بعد أقل من شهر من رفعه.

وأعلنت فرنسا (الإثنين) أن عدد المنومين بكوفيد-19 في مشافي البلاد ارتفع إلى أعلى مستوى له منذ أول مارس الماضي؛ إذ بلغ 24.205 شخصاً. وقال مسؤولو الصحة الفرنسيون إن ثمة زيادة ملموسة في عدد الإصابات الجديدة. وفيما أعلنت السلطات الأمريكية أن إدارة الرئيس جو بايدن ستسعى إلى استئناف فرض إلزامية التطعيم بالنسبة إلى الموظفين الفيدراليين؛ قال مسؤول كندي أمس إن أونتاريو تخضع حالياً لاجتياح موجة فايروسية سادسة. وبسبب تزايد الحالات الجديدة يتواصل ارتفاع كبير في العدد التراكمي لإصابات دول عدة. فها هي فرنسا تقترب من تسجيل 27 مليون إصابة. وتليها ألمانيا، التي يقترب عدد إصاباتها من 23 مليوناً. أما بريطانيا فهي تزحف بانتظام صوب 22 مليون إصابة. وفي الطريق أيضاً تركيا، التي باتت على وشك تسجيل 15 مليون إصابة. كما أن عدد وفيات تركيا بالفايروس يزحف نحو 100 ألف وفاة (98.437 وفاة حتى نهار الثلاثاء). وسيكون البؤس الصحي أيضاً من نصيب هولندا، التي تداني 8 ملايين إصابة؛ وبولندا، التي تقترب من 6 ملايين إصابة. وارتفع أمس (الثلاثاء) العدد التراكمي لإصابات كل من إسرائيل وأستراليا إلى 4 ملايين إصابة لكل منهما. وضمن قائمة الدول المرشحة لحال صحية أوسأ بلجيكا (3.94 مليون إصابة)، وصربيا (1.99 مليون إصابة).


وكالعادة فإن الحرب التي يشنها الفايروس على البشر تحولت إلى حرب سلالات. فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الأول أنها تتقصى الحقائق عن عشرات الإصابات بسلالات متحدرة عن أوميكرون، التي تعرف علمياً بـBA.1. وقالت المنظمة إنها أضافت إلى قائمة اهتماماتها سلالتين فرعيتين جديدتين أطلقت عليهما BA.3 وBA.4؛ لتضافا إلى اهتمامها بتفشيBA.1 وBA.2. وذكرت المنظمة أنها تتقصى الإصابات الجديدة بهذه السلالات لمعرفة مدى ثوراتها الوراثية، التي من شأنها تحديد مدى تسارع تفشيها، ومدى قدرتها على تفادي فعالية اللقاحات والأدوية، وما إذا كانت ستؤدي إلى تدهور صحة من تصيبه. وأعلنت وكالة الأمن الصحي الحكومية البريطانية أخيراً أن سلالة BA.4 تم العثور عليها في جنوب أفريقيا، والدنمارك، وإسكتلندا، وإنجلترا خلال الفترة من 10 يناير إلى 30 مارس الماضي. أما سلالة BA.5 فقد كان يعتقد بأنها موجودة في جنوب أفريقيا فحسب، لولا أن جمهورية بوتسوانا أعلنت أمس الأول أنها سجلت أربع إصابات جديدة بسلالتي BA.4 وBA.5، لأشخاص تراوح أعمارهم بين 30 و50 عاماً.

وأعلنت اليابان أمس أنها أكدت إصابة امرأة قادمة إلى مطار طوكيو من الولايات المتحدة بسلالة جديدة أُطلق عليها XE. وهي في حقيقتها ائتلاف من مورثات (جينات) سلالتي BA.1 وBA.2. وتم اكتشاف XE في بريطانيا في 19 يناير الماضي، بحسب منظمة الصحة العالمية. وتأكد وجود هذه السلالة في الهند أيضاً. وتقول الحكومة البريطانية إنها شخصت أكثر من 600 إصابة جديدة بـXE حتى نهاية مارس الماضي. وتشير التقديرات الأولية إلى أن XE أكثر قدرة على إفشاء عدواها بنسبة 10% من سلالة BA.2، التي يشار إليها أيضاً بـ«أوميكرون المتخفية». وهي السبب في ارتفاع عدد الحالات الجديدة في أرجاء أمريكا. وتقول منظمة الصحة العالمية إنها تتقصى إصابات XE باعتبارها متحدرة من نسل BA.1 (أي أوميكرون)، إلى أن تتأكد المعلومات بشأن تسلسلها الوراثي. وتوصف السلالات مثل XE بـ«المؤتلفة»، لأنها تنشأ عن قيام سلالتين بمزج مادة حمضهما النووي في الخلية الإنسانية نفسها، ليتسنى لها القيام باستنساخ نفسها.

دواء يقلص احتمالات وفاة الإصابة الخطيرة

أعلنت شركة فيرو الدوائية الأمريكية الليل قبل الماضي، أن دواء ابتكرته وأطلقت عليه «سابيزابولين» نجح في خفض احتمالات وفاة المصابين بكوفيد-19 إصابة خطرة ويحصلون على إمدادات إضافية من الأكسجين بمعدل النصف. وقالت إن دواءها صنع خصيصاً من أجل مداواة المرضى الذين يعانون من تدهور الرئتين المؤدي للوفاة. ويذكر أن الدواء الأشهر لكوفيد-19 حالياً، وهو أقراص باكسلوفيد، التي أنتجتها شركة فايزر الأمريكية، يستهدف بوجه خاص المصابين الذين تصنف حالاتهم بأنها من الخفيفة إلى المتوسطة. وأوضحت شركة فيرو أنها أجرت تجربة سريرية على دوائها شملت 52 مريضاً أعطوا دواء وهمياً. وخلال 60 يوماً من بدء التجربة تُوُفُّوا. غير أن 98 مريضاً وصف لهم الدواء الجديد نجا نحو 20% منهم من الموت. ويعطى دواء سابيزابولين مرة يومياً لمدة 21 يوماً. وذكرت الشركة أنها تنوي التقدم بطلب إلى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لفسح عقارها تحت بند الحالات الطارئة.