مأساة مزدوجة يعاني منها الأوروبيون. فقد تضافر عليهم الوباء العالمي (كوفيد-19) وتبعات الغزو الروسي لأوكرانيا، التي بدأت تمس كل شخص في بلدان القارة العجوز. فقد بات واضحاً أن بريطانيا على الأقل مقبلة على أزمة حادة في المواد الغذائية. وتتجلى هذه التطورات فيما تواجه دول القارة نفسها أزمة صحية متفاقمة، على رغم عزم الحكومات على عدم التراجع عن إلغاء القيود الصحية والوقائية، التي استحدثتها لمكافحة كوفيد-19.
نظرة عامة إلى الخريطة الصحية ستنبئنا بأن أوروبا تتعرض لهجمة فايروسية مكثفة. فقد تجاوز عدد إصابات فرنسا منذ اندلاع نازلة كورونا قبل أكثر من سنتين 28 مليون إصابة. وفي غضون أيام ستعبر بريطانيا إلى 22 مليون إصابة. وعبرت إيطاليا فعلياً أمس (السبت) إلى 16 مليون إصابة، بعدما سجلت 73212 إصابة جديدة الجمعة، و75020 إصابة جديدة الخميس، بحسب بلاغات وزارة الصحة في روما. ورافق ذلك ارتفاع في عدد وفيات إيطاليا بالوباء من 166 الخميس إلى 202 وفاة إضافية الجمعة. وقالت الحكومة الإيطالية أمس، إن عدد المنومين بكوفيد-19 في المشافي بلغ 10076 شخصاً. ولا يشمل هذا العدد المنومين في وحدات العناية المكثفة. وذكرت السلطات الصحية أمس أن 46 مريضاً تم إدخالهم العناية المكثفة الجمعة، ليرتفع العدد الكلي للمنومين في هذه الوحدات إلى 411 شخصاً. وفيما تقترب إسبانيا من تسجيل 12 مليون إصابة منذ اندلاع النازلة؛ ارتفع العدد التراكمي للمصابين في هولندا أمس الأول إلى 8 ملايين إصابة، وإلى 6 ملايين إصابة في بولندا، وإلى 5 ملايين إصابة في أوكرانيا، التي تكتوي في الوقت نفسه بنيران القصف الروسي، والتدمير، والقتل. وفيما عبرت النمسا وبلجيكا لمستوى 4 ملايين إصابة؛ باتت تشيكيا تقترب من 4 ملايين إصابة. كما تقترب الدنمارك من تسجيل 3 ملايين إصابة. وكان أحدث المنضمين إلى قائمة الدول التي رزئت بما يفوق مليون إصابة كل من صربيا، التي ارتفع عدد مصابيها أمس إلى مليوني نسمة؛ وسلوفينيا وفنلندا اللتين ارتفع عدد الإصابات فيهما إلى مليون إصابة السبت.
وعلى الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي؛ انشق المجتمع الأمريكي على نفسه في شأن قرار قاضية فيديرالية الإثنين الماضي إلغاء إلزامية ارتداء الكمامات في المطارات والطائرات والقطارات والباصات العامة. ولم تتقدم إدارة الرئيس جو بايدن حتى الآن بطعن في القرار القضائي. غير أن الولايات الأمريكية أضحت في اضطراب من أمرها، بين متعجل لتطبيق إلغاء الإلزامية المذكورة، ورافض للإجراء من أساسه، بدعوى أن تفاقم الأزمة الصحية يزيد الحاجة إلى التدابير الوقائية. ففي مدينة فيلادلفيا، التي كانت أول مدينة أمريكية كبرى تعلن إعادة فرض ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة قبل نحو 5 أيام؛ أعلنت الإدارة الصحية في المدينة أنها ستلغي تلك الإلزامية، بدعوى أن الوضع الصحي يتحسن. لكنها لم تحدد بوجه قاطع متى ستلغيها. وكان عدد الإصابات الجديدة بفايروس كورونا الجديد في فيلادلفيا ارتفع بما يقارب 70% خلال الأيام الـ 10 الماضية. وأعلنت بلدية لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الخميس أنه لا يزال إلزامياً ارتداء الكمامة على متن وسائل النقل العام والمطارات ومحطات السكك الحديد والباصات. وهو قرار يخالف سياسات ولاية كاليفورنيا التي تنص على أن ارتداء الكمامة في وسائل النقل العام أمر مندوب، لكنه ليس ملزماً. وذكرت السلطات في لوس أنجليس، حيث يعيش واحد من 4 من سكان ولاية كاليفورنيا، أن إلزامية الكمامة في وسائط النقل تسري على أي شخص تجاوز السنة الثانية من عمره. ولا تقتصر على القطارات والمطارات، بل تشمل سيارات الأجرة، وقطارات المترو، وموانئ العبّارات النهرية.
«كوفيد المستمر».. بعد «المزمن»
أضاف العلماء البريطانيون مرضاً جديداً بعد تشخيص الإصابة بكوفيد-19، والإصابة بـ «كوفيد المزمن» Long Covid. فقد كشف خبير مكافحة الأمراض المُعدية بمستشفى غايز وسانت توماس في لندن الدكتور لوك بلاغدون، أن مريضاً يعاني من قصور في مناعته الطبيعية مكث في المستشفى 505 أيام، جراء إصابته بكوفيد-19. وشدد على أن مثل هذه الإصابة تعرف بـ «كوفيد المستمر». وأوضح أن ثمة فرقاً بين كوفيد المزمن، الذي تتواصل مضاعفاته بعد تعافي المصاب، وكوفيد المستمر الذي يظل ملازماً المصاب طوال فترة بقائه في المستشفى. وأشار بلاغدون إلى أن فريقه العلمي تابع 9 حالات لمرضى ظلوا يعانون كوفيد بلا انقطاع لما لا يقل عن 8 أسابيع. وجميعهم يعانون من قصور المناعة، إما لخضوعهم لجراحات زرع أعضاء، أو لإصابتهم بمرض النقص المكتسب في جهاز المناعة (اتش آي في)، أو السرطان. وأثبتت الفحوص أنهم ظلوا مصابين بالفايروس لمدة متوسطها 73 يوماً، بينما استمرت إصابة اثنين منهم أكثر من سنة. وكان الأطباء البريطانيون قالوا في وقت سابق، إن الشخص الذي ظل يعاني من كوفيد أطول فترة استمرت معاناته 335 يوماً. وأشار الدكتور بلاغدون إلى أنه في حالة «كوفيد المزمن» تثبت الفحوص أن المصاب لم يعد يعاني من وجود الفايروس في جسمه. أما في حالة «كوفيد المستمر» فإن الفايروس يظل يستنسخ نفسه داخل خلايا المصاب إلى أن يثبت الفحص تعافيه. وذكر أن خمسة من مرضاه تعافوا؛ اثنان منهم من دون علاج، واثنان بعد خضوعهما للعلاج، فيما لا يزال هناك مريض يعاني من إصابته منذ 505 أيام.
«الصحة العالمية»توصي بـ «قُرص فايزر»
فيما أعلنت الولايات المتحدة أنه سيكون متاحاً للأمريكيين في أرجاء البلاد الحصول على أقراص باكسلوفيد، التي صنعتها شركة فايزر الدوائية الأمريكية لتجنيب الأشخاص المعرضين للخطر التنويم في حال إصابتهم بكوفيد-19؛ وافقت منظمة الصحة العالمية على استخدام عقار باكسلوفيد. ويأتي ذلك فيما يموت آلاف الأشخاص كل أسبوع نتيجة إصابتهم بالفايروس. وأوضحت المنظمة أنها راجعت بيانات تجربة سريرية شملت 3100 شخص، ثبت أن باكسلوفيد قلّص احتمالات تنويمهم بنسبة وصلت إلى 85%. وشددت المنظمة على أن أدوية كوفيد-19 لن تكون بديلاً من التطعيم باللقاحات المضادة للوباء العالمي. وبذلك فإن باكسلوفيد عزز مكانته باعتباره واحداً من ثلاثة أدوية متاحة لعلاج كوفيد، والآخران هما قرص شركة ميرك الأمريكية «مولنوفيرابير»، وعقار ريمديسيفير، إلى جانب قلة من كوكتيلات الأجسام المضادة. لكن مشكلة دواء فايزر تتمثل في أنه مصنوع بحيث يشترط تعاطيه خلال المراحل الأولى من الإصابة بكوفيد-19. وهو أمر يتوقف على ضمان وجود كميات كافية من الفحوص لتأكيد تشخيص الإصابة. كما أنه يتداخل مع استخدام عدد من الأدوية الأخرى. ولم يتم استقصاء تأثير باكسلوفيد على الحوامل والأطفال لمعرفة مضاعفاته المحتملة.
نظرة عامة إلى الخريطة الصحية ستنبئنا بأن أوروبا تتعرض لهجمة فايروسية مكثفة. فقد تجاوز عدد إصابات فرنسا منذ اندلاع نازلة كورونا قبل أكثر من سنتين 28 مليون إصابة. وفي غضون أيام ستعبر بريطانيا إلى 22 مليون إصابة. وعبرت إيطاليا فعلياً أمس (السبت) إلى 16 مليون إصابة، بعدما سجلت 73212 إصابة جديدة الجمعة، و75020 إصابة جديدة الخميس، بحسب بلاغات وزارة الصحة في روما. ورافق ذلك ارتفاع في عدد وفيات إيطاليا بالوباء من 166 الخميس إلى 202 وفاة إضافية الجمعة. وقالت الحكومة الإيطالية أمس، إن عدد المنومين بكوفيد-19 في المشافي بلغ 10076 شخصاً. ولا يشمل هذا العدد المنومين في وحدات العناية المكثفة. وذكرت السلطات الصحية أمس أن 46 مريضاً تم إدخالهم العناية المكثفة الجمعة، ليرتفع العدد الكلي للمنومين في هذه الوحدات إلى 411 شخصاً. وفيما تقترب إسبانيا من تسجيل 12 مليون إصابة منذ اندلاع النازلة؛ ارتفع العدد التراكمي للمصابين في هولندا أمس الأول إلى 8 ملايين إصابة، وإلى 6 ملايين إصابة في بولندا، وإلى 5 ملايين إصابة في أوكرانيا، التي تكتوي في الوقت نفسه بنيران القصف الروسي، والتدمير، والقتل. وفيما عبرت النمسا وبلجيكا لمستوى 4 ملايين إصابة؛ باتت تشيكيا تقترب من 4 ملايين إصابة. كما تقترب الدنمارك من تسجيل 3 ملايين إصابة. وكان أحدث المنضمين إلى قائمة الدول التي رزئت بما يفوق مليون إصابة كل من صربيا، التي ارتفع عدد مصابيها أمس إلى مليوني نسمة؛ وسلوفينيا وفنلندا اللتين ارتفع عدد الإصابات فيهما إلى مليون إصابة السبت.
وعلى الضفة الأخرى للمحيط الأطلسي؛ انشق المجتمع الأمريكي على نفسه في شأن قرار قاضية فيديرالية الإثنين الماضي إلغاء إلزامية ارتداء الكمامات في المطارات والطائرات والقطارات والباصات العامة. ولم تتقدم إدارة الرئيس جو بايدن حتى الآن بطعن في القرار القضائي. غير أن الولايات الأمريكية أضحت في اضطراب من أمرها، بين متعجل لتطبيق إلغاء الإلزامية المذكورة، ورافض للإجراء من أساسه، بدعوى أن تفاقم الأزمة الصحية يزيد الحاجة إلى التدابير الوقائية. ففي مدينة فيلادلفيا، التي كانت أول مدينة أمريكية كبرى تعلن إعادة فرض ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة قبل نحو 5 أيام؛ أعلنت الإدارة الصحية في المدينة أنها ستلغي تلك الإلزامية، بدعوى أن الوضع الصحي يتحسن. لكنها لم تحدد بوجه قاطع متى ستلغيها. وكان عدد الإصابات الجديدة بفايروس كورونا الجديد في فيلادلفيا ارتفع بما يقارب 70% خلال الأيام الـ 10 الماضية. وأعلنت بلدية لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الخميس أنه لا يزال إلزامياً ارتداء الكمامة على متن وسائل النقل العام والمطارات ومحطات السكك الحديد والباصات. وهو قرار يخالف سياسات ولاية كاليفورنيا التي تنص على أن ارتداء الكمامة في وسائل النقل العام أمر مندوب، لكنه ليس ملزماً. وذكرت السلطات في لوس أنجليس، حيث يعيش واحد من 4 من سكان ولاية كاليفورنيا، أن إلزامية الكمامة في وسائط النقل تسري على أي شخص تجاوز السنة الثانية من عمره. ولا تقتصر على القطارات والمطارات، بل تشمل سيارات الأجرة، وقطارات المترو، وموانئ العبّارات النهرية.
«كوفيد المستمر».. بعد «المزمن»
أضاف العلماء البريطانيون مرضاً جديداً بعد تشخيص الإصابة بكوفيد-19، والإصابة بـ «كوفيد المزمن» Long Covid. فقد كشف خبير مكافحة الأمراض المُعدية بمستشفى غايز وسانت توماس في لندن الدكتور لوك بلاغدون، أن مريضاً يعاني من قصور في مناعته الطبيعية مكث في المستشفى 505 أيام، جراء إصابته بكوفيد-19. وشدد على أن مثل هذه الإصابة تعرف بـ «كوفيد المستمر». وأوضح أن ثمة فرقاً بين كوفيد المزمن، الذي تتواصل مضاعفاته بعد تعافي المصاب، وكوفيد المستمر الذي يظل ملازماً المصاب طوال فترة بقائه في المستشفى. وأشار بلاغدون إلى أن فريقه العلمي تابع 9 حالات لمرضى ظلوا يعانون كوفيد بلا انقطاع لما لا يقل عن 8 أسابيع. وجميعهم يعانون من قصور المناعة، إما لخضوعهم لجراحات زرع أعضاء، أو لإصابتهم بمرض النقص المكتسب في جهاز المناعة (اتش آي في)، أو السرطان. وأثبتت الفحوص أنهم ظلوا مصابين بالفايروس لمدة متوسطها 73 يوماً، بينما استمرت إصابة اثنين منهم أكثر من سنة. وكان الأطباء البريطانيون قالوا في وقت سابق، إن الشخص الذي ظل يعاني من كوفيد أطول فترة استمرت معاناته 335 يوماً. وأشار الدكتور بلاغدون إلى أنه في حالة «كوفيد المزمن» تثبت الفحوص أن المصاب لم يعد يعاني من وجود الفايروس في جسمه. أما في حالة «كوفيد المستمر» فإن الفايروس يظل يستنسخ نفسه داخل خلايا المصاب إلى أن يثبت الفحص تعافيه. وذكر أن خمسة من مرضاه تعافوا؛ اثنان منهم من دون علاج، واثنان بعد خضوعهما للعلاج، فيما لا يزال هناك مريض يعاني من إصابته منذ 505 أيام.
«الصحة العالمية»توصي بـ «قُرص فايزر»
فيما أعلنت الولايات المتحدة أنه سيكون متاحاً للأمريكيين في أرجاء البلاد الحصول على أقراص باكسلوفيد، التي صنعتها شركة فايزر الدوائية الأمريكية لتجنيب الأشخاص المعرضين للخطر التنويم في حال إصابتهم بكوفيد-19؛ وافقت منظمة الصحة العالمية على استخدام عقار باكسلوفيد. ويأتي ذلك فيما يموت آلاف الأشخاص كل أسبوع نتيجة إصابتهم بالفايروس. وأوضحت المنظمة أنها راجعت بيانات تجربة سريرية شملت 3100 شخص، ثبت أن باكسلوفيد قلّص احتمالات تنويمهم بنسبة وصلت إلى 85%. وشددت المنظمة على أن أدوية كوفيد-19 لن تكون بديلاً من التطعيم باللقاحات المضادة للوباء العالمي. وبذلك فإن باكسلوفيد عزز مكانته باعتباره واحداً من ثلاثة أدوية متاحة لعلاج كوفيد، والآخران هما قرص شركة ميرك الأمريكية «مولنوفيرابير»، وعقار ريمديسيفير، إلى جانب قلة من كوكتيلات الأجسام المضادة. لكن مشكلة دواء فايزر تتمثل في أنه مصنوع بحيث يشترط تعاطيه خلال المراحل الأولى من الإصابة بكوفيد-19. وهو أمر يتوقف على ضمان وجود كميات كافية من الفحوص لتأكيد تشخيص الإصابة. كما أنه يتداخل مع استخدام عدد من الأدوية الأخرى. ولم يتم استقصاء تأثير باكسلوفيد على الحوامل والأطفال لمعرفة مضاعفاته المحتملة.