صورة تعبيرية عامة يمكن استخدامها للمادة ككل. بدون شرح.
صورة تعبيرية عامة يمكن استخدامها للمادة ككل. بدون شرح.




تنشيطية موديرنا المحدثة بالغطاء الأحمر.
تنشيطية موديرنا المحدثة بالغطاء الأحمر.
تنشيطية فايزر-بيونتك المحدّثة بالغطاء الأزرق. (وكالات)
تنشيطية فايزر-بيونتك المحدّثة بالغطاء الأزرق. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
تُوَجّه السلطات الصحية في بريطانيا اليوم (الإثنين) الدعوة إلى ملايين الأشخاص المقيمين في دور إيواء المسنين والعجزة وموظفي تلك الدور للحصول على الجرعة التنشيطية المحدّثة من لقاحي موديرنا وفايزر-بيونتك المضادين لفايروس كورونا الجديد. وذكرت السلطات في لندن أمس، أن فرقاً صحية ستقوم بزيارة دور الرعاية والمنازل الخاصة بالأشخاص الذين لا يستطيعون مغادرتها لأسباب صحية. ويقدّر عدد أولئك الأشخاص بنحو 1.6 مليون نسمة. كما أن نحو 4 ملايين نسمة آخرين سيكون بمستطاعهم الحجز للحصول على الجرعة التنشيطية المحدّثة اعتباراً من بعد غدٍ (الأربعاء). ويشمل ذلك الكوادر الصحية غير العاملة في دور رعاية المسنين والعجزة. وسيكون بمستطاع الأشخاص المعرّضين للمخاطر الصحية أكثر من غيرهم، كمن تجاوزت أعمارهم 75 سنة، ومن يعانون ضعف المناعة بسبب مرض مزمن، أن يحصلوا على موعد للتطعيم بهذه الجرعة اعتباراً من الإثنين 12 سبتمبر الجاري. وسيبدأ وصول خطابات رسمية إلى منازل البريطانيين محملة بالدعوة إلى هذا التطعيم اعتباراً من الأربعاء. وأعلنت السلطات البريطانية أن برنامج التطعيم بالجرعة التنشيطية المحدّثة سيتسع نطاقه ليشمل 26 مليون نسمة في جميع أنحاء إنجلترا، بمن في ذلك جميع الأشخاص الذين تجاوزوا 50 سنة من أعمارهم. وتوقعت أنباء في بريطانيا أمس، أن تخصص الحكومة 3100 موقع للتطعيم بالجرعة المحدّثة، تشمل عيادات أطباء الأحياء والصيدليات الشعبية. وكانت بريطانيا أول دولة في العالم تقر تنشيطية موديرنا المحدّثة، المصممة بحيث تستهدف الفايروس الأصلي، علاوة على سلالة أوميكرون، التي تعرف اصطلاحاً بـ BA.1. وتعتبر حملة التطعيم بالجرعة الثنائية التكافؤ جزءاً من خطة كبيرة أعدتها الخدمة الصحية الوطنية البريطانية لمواجهة كل الاحتمالات الصحية المتعلقة بالشتاء القادم. وتشمل الخطة زيادة طاقة المستشفيات من الأسرّة، وزيادة عدد عمال الإسعاف وموظفي الخدمة الصحية لمواجهة أي ضغوط صحية محتملة. وعلى رغم أن عدد الإصابات الجديدة بكوفيد-19 انخفض في بريطانيا بشكل منتظم منذ مطلع يونيو 2022؛ فإن الخبراء الصحيين يتمسكون بأن الفايروس سيشن على الأرجح هجمات مباغتة خلال الخريف والشتاء. ويذكر أن بريطانيا أقرت أمس الأول جرعة تنشيطية معدّلة ابتكرتها شركتا فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية، تستهدف السلالة الأصلية وسلالتي 4 و5 المتفرعتين من أوميكرون.

ويقول العلماء، إن الجرعة ثنائية التكافؤ من لقاحات كوفيد-19 تعني أن نصفها هو من اللقاح الأصلي الذي ظل قيد الاستخدام منذ ديسمبر 2020، والنصف الآخر من مركب جديد يستهدف أوميكرون ومتفرعاتها. وتستهدف جرعة موديرنا المحدّثة أي شخص تجاوز 12 سنة من عمره، فيما تستهدف تنشيطية فايزر-بيونتك المحدّثة أي شخص بلغ أو تجاوز 18 سنة من العمر. ويشترط للحصول على هذه الجرعة المعدّلة أن يكون الشخص قد حصل على الجرعتين الأساسيتين من اللقاح المضاد لكوفيد-19، بغض النظر عن أي عدد من الجرعات التنشيطية الذي حصل عليه. وفيما تقول هيئة الغذاء والدواء الأمريكية إن فترة انتظار تقدر بشهرين بعد الحصول على الجرعة التنشيطية العادية تكفي للخضوع للجرعة التنشيطية المعدلة؛ فإن مستشاري المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها يرون ألا تقل فترة الانتظار أقل من ثلاثة أشهر. ويرى بعضهم أنه ما دام الشخص غير مصاب بمرض مزمن، أو بمرض يضعف مناعته الطبيعية، فيجب عليه الانتظار فترة تمتد إلى ستة أشهر. وتقول مستشارة المراكز الأمريكية المحاضرة بجامعة دريكسل، إنه كلما طالت مدة الانتظار كان رد فعل جهاز المناعة أفضل. ويرى الخبراء أن الشخص الذي حصل لتوه على جرعة تنشيطية عادية يكون لديه عدد كبير من الأجسام المضادة في دمه. وتتلاشى تلك الأجسام مع مرور الزمن. ولن توفر له أية جرعة تنشيطية جديدة منفعة كبيرة تذكر.


وبالنسبة إلى من تعافوا لتوّهم من الإصابة بكوفيد-19، يقول الخبراء إن من الضروري الحصول على اللقاح حتى لو كانوا قد أصيبوا بالفايروس. لكن الفاصل الزمني للتطعيم مهم جداً. وتنصح المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها أي شخص أصيب بالفايروس أن ينتظر ثلاثة أشهر بعد تعافيه، ليتقدم للحصول على الجرعة التنشيطية. وهي فترة ضرورية لئلا يصاب الشخص بمضاعفات جانبية نادرة لكنها خطيرة، ألا وهي الإصابة بالتهاب عضلة القلب، التي تحدث للفتيان دون سن العشرين وللبالغين الشباب.

تم اعتماد الجرعتين التنشيطيتين المحدّثتين اللتين ابتكرتهما شركتا موديرنا وفايزر، على رغم عدم وجود بيانات تتعلق بأية تجربة سريرية. ومن خلال الدراسات البشرية السابقة، خلصت الشركتان وعلماء هيئة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أن تلك التجارب السابقة، والتجارب التي أجريت على حيوانات مخبرية كافية لتأكيد سلامة الجرعة ثنائية التكافؤ. ويشير خبراء إلى أن جرعة لقاح الإنفلونزا يتم تحديثها سنوياً من دون أية تجارب سريرية بشرية.

الموافقة على لقاح «بخاخ» صيني

أعلنت شركة كانسينو بيولوجكس الدوائية الصينية أمس (الأحد)، أن السلطات الصينية المختصة وافقت على لقاح طورته كانسينو ضد كوفيد-19، على أن يتم استخدامه كجرعة تنشيطية. وذكرت الشركة أن اللقاح الذي تمت الموافقة عليه هو نسخة من لقاح كانسينو يتم تعاطيه من خلال الرش في الأنف. وكانت شركة ليفزون فارماسوتيكالز الصينية أعلنت الجمعة حصولها على موافقة الإدارة الوطنية للمنتجات الطبية (الهيئة المشرفة على الغذاء والدواء في الصين) على لقاح ابتكره علماء ليفزون، على أن يستخدم كجرعة تنشيطية. وأقرت كانسينو أمس بأنها تواجه منافسة شديدة في السوق الصينية. لكنها رأت أن الموافقة على لقاحها البخاخ سيحسن فرص أداء الشركة، إذا قررت الجهات الحكومية شراء كميات كبيرة من اللقاح الجديد. وأوضحت كانسينو أنها لا تعرف على وجه التحديد متى يمكنها توزيع لقاحها البخاخ في الأسواق، لأن أمام الشركة سلسلة من الإجراءات والموافقات الثانوية من جهات حكومية أخرى. وأضافت أن المبيعات تتوقف على ما ستصل إليه الأزمة الصحية في الصين خلال الفترة القادمة. وتواجه الصين ارتفاعاً غير معلوم الأسباب في الإصابات الجديدة، خصوصاً في منطقتي شينزن، التي اضطرت السلطات إلى إغلاقها السبت والأحد، وشينغدو (جنوب غرب الصين)، حيث منعت السلطات السكان البالغ عددهم 21 مليوناً من مغادرة مساكنهم. وأعلنت الصين أنها سجلت 1848 إصابة جديدة في 3 سبتمبر الجاري، في مقابل 1988 إصابة جديدة سجلت في اليوم السابق.