لم يمنع إعلان شركتي فايزر الأمريكية وبيونتك الألمانية، الليل قبل الماضي، أن الجرعة التنشيطية التي قامتا بتحديثها لصد سلالة أوميكرون، المتحورة وراثياً من فايروس كورونا الجديد، أثبتت قدرة على صد هجمة السلالة المتفرعة منها التي أطلق عليها BQ.1.1؛ لم يمنع ذلك صحيفة «نيويورك تايمز» من التساؤل أمس (السبت): هل ستستطيع الجرع التنشيطية المضادة لكوفيد-19 منع وقوع موجة جديدة من تفشي الفايروس؟ وردّت: العلماء ليسوا على بيِّنة من الأمر! وتزامن إعلان فايزر-بيونتك (الجمعة) مع إعلان المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها اليوم نفسه أن المتحورتين الفرعيتين BQ.1 وBQ.1.1 أضحتا تشكلان نحو نصف عدد الإصابات الجديدة في البلاد خلال الأسبوع المنتهي أمس (السبت) 19 نوفمبر 2022. ولم يكن نطاق هيمنة هاتين المتحورتين الفرعيتين يزيد على 39.5% خلال الأسبوع الماضي. وانعكس ذلك كله تفاقماً في الأزمة الصحية العالمية بشكل عام. فقد ارتفع عدد الإصابات الجديدة في أنحاء العالم الجمعة إلى 417.801 إصابة جديدة، تمثل زيادة نسبتها 25% عما كان عليه الوضع قبل 14 يوماً. وأشارت قاعدة بيانات الأزمة الوبائية لصحيفة «نيويورك تايمز» إلى أن الولايات المتحدة سجلت الجمعة 41.621 إصابة جديدة، تمثل زيادة قدرها 3% عما كانت عليه الإصابات الجديدة قبل أسبوعين؛ بل إن عدد المرضى المنومين بكوفيد-19 في المشافي الأمريكية ارتفع الجمعة إلى 28.028 شخصاً. وهي زيادة نسبتها 3% على عددهم قبل 14 يوماً. ولا يقتصر البؤس الوبائي على أمريكا وحدها، التي ارتفع أمس العدد التراكمي لإصاباتها منذ اندلاع نازلة كورونا إلى أكثر من 100 مليون إصابة. وارتفع عدد إصابات البرازيل أمس إلى 35 مليوناً. كما قفز العدد التراكمي لإصابات إيطاليا أمس إلى 24 مليوناً. وباتت بريطانيا على أعتاب 24 مليون إصابة، فيما يقترب عدد وفياتها بكوفيد-19 من 200 ألف وفاة. وفيما تخطى عدد إصابات الفلبين أمس 4 ملايين إصابة، تقترب ماليزيا شيئاً فشيئاً من تسجيل 5 ملايين إصابة منذ وقوع النازلة الوبائية. وقالت شركتا فايزر وبيونتك إن جرعتهما التنشيطية المحدّثة بحيث تستهدف سلالة أوميكرون أنتجت عدداً كبيراً من الأجسام المضادة القادرة على تحييد الفايروس لدى البالغين الأكبر سناً المصابين بمتحورة BQ.1.1. وأوضحتا أن الزيادة في عدد الأجسام المضادة التحييدية بلغت ضعفيْها قياساً بمن تم تطعيمهم باللقاح الأصلي المصمم لاستهداف السلالة الفايروسية التي ظهرت في الصين نهاية سنة 2019. ويقول العلماء إن سلالتي BQ.1 وBQ.1.1 ستؤديان خلال الشتاء إلى ارتفاع ملموس في عدد الإصابات الجديدة، في الولايات المتحدة وأوروبا، لأنهما تمتلكان خاصية تفادي جهاز المناعة في جسم الإنسان، الذي يفترض أنه اكتسب حماية معقولة، إما من التطعيم باللقاحات المناوئة للفايروس، أو من التعافي من الإصابة بالفايروس.
بيد أن تلك التطمينات لم تمنع «التايمز» من التساؤل: هل ستتمكن تنشيطيات كوفيد من منع موجة فايروسية جديدة؟ وأشارت إلى أنه مع تزايد شدة زمهرير الشتاء، تقوم استراتيجية إدارة الرئيس جو بايدن على حض الشعب الأمريكي على التعجيل بالحصول على الجرعات التنشيطية المحدّثة، التي أنتجتها شركتا فايزر وموديرنا. غير أن بعض العلماء شككوا في جدوى هذه الاستراتيجية. وقال استشاري مكافحة الفيروسات في نيويورك جون مور للصحيفة، إنه بينما يُنصحُ البالغون المسنون، والأشخاص الذين يعاون مشكلات مناعية، والنساء الحوامل بضرورة الحصول على الجرعة المحدّثة، لأنها ستوفر لهم على الأقل حماية من تدهور حالاتهم الصحية، وتقلص احتمالات الوفاة بالفايروس؛ إلا أن الصورة بالنسبة إلى البالغين الأصحاء ليست واضحة تماماً. وأضاف الدكتور مور إنه يبدو أن الجرعة التنشيطية المحدثة غير قادرة على مواجهة تفشي متحورتي BQ.1 وBQ.1.1، لقدرتهما الفائقة على تفادي فعالية اللقاح. وزاد: إذا كنت تواجه خطراً من جراء الإصابة بمرض مزمن، أو إذا كنت في حال نفسية من الخوف من الفايروس فلا بأس إذا ذهبت وحصلت على الجرعة المحدّثة، «ولكن لا تعتقد أنها ستوفر لك ذلك النوع المدهش من الحماية من الإصابة، بحيث يمكنك أن تنغمس في الحفلات والمَلَمَّات». وأجرت الصحيفة مقابلة مع مسؤول ترخيص اللقاحات لدى هيئة الغذاء والدواء الأمريكية الدكتور بيتر ماركس، أقر فيها بمحدودية البيانات المتعلقة بنجاعة الجرعة التنشيطية المحدّثة. وقال: صحيح أننا لا نعرف على وجه الدقة كيف ستستطيع هذه الجرعة منع وقوع الإصابة المصحوبة بالأعراض. لكنه رأى أنه مهما كان شأن ضآلة رد تلك الجرعة من اللقاحات الثنائية التكافؤ، فستكون فائدتها على الصحة العامة كبيرة جداً. وقال الدكتور مور إن الحل المثالي سيتمثل في التوصل إلى لقاح موحد يستطيع استهداف الأجزاء التي لا تتحور وراثياً في فايروس كورونا الجديد. وأضاف أن مطاردة السلالات المتحورة من خلال تخليط لقاحات مرسال الحمض النووي الريبوزي «ليس استراتيجية مستدامة». وزاد: ثمة حاجة إلى تصميم اللقاحات بشكل أفضل.
أمريكا تقر دواءً جديداً يؤخر السكري
أقرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، أمس الأول، عقار تيبليزوماب، الذي ابتكرته شركة بروفنشن بيو، التي تسوّقه تحت الاسم التجاري «تزيلد». ويمكن لأي شخص يزيد عمره على 8 سنوات أن يتعاطى هذا الدواء القادر على تأخير بدء النوع الأول من مرض السكري. وهو النوع الذي يعتمد على استخدام الإنسولين الخارجي من خلال الإبر المخصصة لذلك الغرض. وأعلنت الشركة أنها تأمل بتوافر هذا العقار بحلول نهاية هذه السنة. وذكرت هيئة الغذاء والدواء أنها أقرت استخدامه من قبل أي شخص بلغ المرحلة الثانية من الإصابة بالسكري. وأشارت الشركة إلى أنها تخطط لإطلاق الدواء الجديد مع شركتها الفرنسية سانوفي بحلول يناير 2023. وتقوم نظرية هذا الدواء باعتبار أنه أصلاً جسم مضاد أحادي النسيلة، يمكنه أن يكبح جهاز المناعة، بحيث يمكن الجسم إنتاج مزيد من الإنسولين لفترة أطول، ما يؤخر بالتالي الإصابة الكاملة بالنوع الأول من السكري. ويقول العلماء إن سكري النوع الأول هو أصلاً مرض يقوم فيه جهاز المناعة بمهاجمة الخلايا التي تقوم بإنتاج الإنسولين في البنكرياس،. وهو وضع يضطر المصابين الى الاعتماد على الخضوع لإبر الإنسولين بشكل دائم. وأعلنت شركة بروفنشن بيو أمس الأول أن دواء تيبليزوماب ستكلف العبوة الزجاجية منه 13.850 دولاراً. وأضافت الشركة أن الحصول على كمية منه تكفي لمدة 14 يوماً سيكلف 193.900 دولار.
أوصت لجنة استشارية تابعة لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية، أمس الأول، بضرورة إقرار دواء أنتجته شركة ارديليكس الدوائية الأمريكية لمعالجة مستوى الفوسفور المرتفع في دم المصابين بالفشل الكلوي المزمن الذين يخضعون للعلاج بغسل الكلى. ويسمى هذا الدواء تينابانور. وعادة ترتفع مستويات الفوسفور في دماء مرضى الفشل الكلوي المزمن، بسبب تضرر الكلى. ويصل عدد الخاضعين للغسل الكلوي في الولايات المتحدة إلى نحو 37 مليون نسمة، أي نحو شخص من كل 7 أمريكيين. وكانت الهيئة رفضت اعتماد هذا العقار السنة الماضية. لكنّ علماءها الاستشاريين يقولون إن اعتماده أفضل من ترك المرضى بلا علاج لحالة ارتفاع مستوى الفوسفور في الدم.