ما فتئت متحورة XBB.1.5، المتحدرة من سلالة أوميكرون، المتحورة أصلاً عن فايروس كورونا الجديد، تشغل العلماء والعامة. وفيما أعلنت جنوب أفريقيا أمس (الأحد)، أنها اكتشفت أول إصابة بهذه المتحورة في أراضيها؛ لم تعلن الصين حتى الآن وجودها في أي محافظة من محافظات البلاد، على رغم أن الصين تشهد تفاقماً في أزمتها الصحية منذ تخليها عن تدابير إستراتيجية «صفر كوفيد»، الذي اكتمل أمس بفتح باب السفر للصينيين للداخل والخارج، ومن وإلى هونغ كونغ. وذكرت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها (الجمعة)، أن هذه المتحورة باتت تمثل 72% من الإصابات الجديدة في ولايات الشمال الشرقي، و27.6% من الإصابات الجديدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وأثارت XBB.1.5 قلقاً في أرجاء المعمورة، بعدما أعلنت المدير الفني لمكافحة كوفيد-19 في منظمة الصحة العالمية الدكتورة ماريا فان كيرخوف، الأربعاء الماضي، أن هذه المتحورة هي الأسرع تفشياً من سلالات كوفيد-19 التي تم اكتشافها حتى الآن. وقال عالم التطور البيولوجي البلجيكي توم ونسليرز لصحيفة «نيويورك تايمز» أمس، إنه يتوقع أن تتفشى هذه المتحورة على أوسع نطاق، ورجح أنها ستدفع بموجة جديدة من الإصابات.
وأعرب عدد من العلماء عن مخاوف من أن يؤدي تفشي هذه المتحورة خلال الشتاء، حيث يتجمع الأصدقاء والأقارب في أماكن مغلقة بحثاً عن الدفء إلى أزمة متفاقمة، خصوصاً بالنسبة إلى من يرفضون الخضوع للجرعة التنشيطية المحدّثة من لقاحات كوفيد-19، الذين يُخشى إن أصيبوا أن تؤدي الإصابة إلى تنويمهم، أو ربما وفاتهم. ويقول مسؤولون صحيون، إن الجرعة التعزيزية المحدّثة من لقاحات كوفيد يمكن أن توفر قدراً لا بأس به من الحماية ضد XBB.1.5 وأي متحورة قد تتحدّر منها. وقال منسق مكافحة الوباء العالمي لدى البيت الأبيض الدكتور أشيش جها، إن عقار باكسلوفيد فعال جداً لمكافحة الإصابة بهذه المتحورة، بيد أن عدداً متزايداً من العلماء والمختصين بمكافحة الأوبئة والأمراض المعدية حذروا من أن مأساة كوفيد لن تتوقف عند XBB.1.5، وأنها لن تكون الفصل الأخير في مأساة الوباء العالمي. وقالوا، إنهم لا يستبعدون أن تنجب XBB.1.5 متحورة قد تكتسب خصائص وراثية تجعلها أكثر قدرة على التفشي السريع. وذكر بعضهم أنهم لا يستبعدون أن تكون XBB.1.5 قد أنجبت بالفعل متحورة قد تكون ناشطة في نقل عدواها إلى الإنسانية. غير أن تخلي كثير من الحكومات عن فك التسلسل الوراثي لعينات الإصابات الجديدة قد لا يتيح كشف وجود المتحورة المفترضة.
وكان العلماء اكتشفوا التطور البيولوجي لمتحورة XBB.1.5، التي تلقب بـ «الوحش البحري الأسطوري» (Kraken)، بعدما لاحظوا خلال السنة الماضية، أن شخصاً قد أصيب بنوعين من سلالة أوميكرون! ولاحظوا أنه كلما قامت المتحورة باستنساخ نفسها داخل خلايا المصاب فإن مادتها الوراثية تتغير تغيراً كبيراً. وهكذا تظهر متحورة «هجين»، تحمل المادة الوراثية لكلتا السلالتين. ولذلك أطلق عليها المهتمون بمراقبة الفايروسات XBB. وأوضحوا أن هذا التمازج يحدث بشكل متكرر لدى فايروسات كورونا الجديدة. ومن الملاحظات التي استرعت انتباه علماء الفايروسات، أن المتحورات التي تنجم عن تمازج المادة الوراثية لسلالتين كانت تتلاشى خلال أسابيع أو أشهر، وتعجز عن منافسة المتحورات الأخرى. بيد أن XBB شيء مختلف تماماً؛ إذ إنها استمدت من إحدى السلالتين اللتين أنجبتاها تحورات جعلتها قادرة على تفادي فعالية الأجسام المضادة المتأتية من التطعيم بلقاحات كوفيد، ومن المناعة الناجمة عن التعافي من إصابة سابقة. وتكتسب من السلالة الأخرى تحورات وراثية تزيد قدرتها على استغفال جهاز المناعة. وقال عالم الفايروسات بجامعة إمبريال في لندن البروفيسور توماس بيكوك، إن XBB التقطت من السلالتين اللتين أنجبتاها أكبر عدد ممكن من التحورات الوراثية.
ويشير علماء آخرون إلى أن XBB دفعت أيضاً ثمناً باهظاً لقدرتها على تفادي جهاز المناعة؛ إذ إن التحورات الوراثية تسمح لها بتفادي الأجسام المضادة من خلال قيامها بتغيير شكل البروتين على سطحها، الذي يبدو شبيهاً بالمسامير. لكن تلك التحورات تجعل من الصعب على ذلك البروتين أن يلتصق التصاقاً قوياً بالخلية الإنسانية، وهي أولى الخطوات في عملية الإصابة. ويعتقد هؤلاء العلماء، أن تلك القدرة الضعيفة على الالتصاق بالخلايا قللت قدرة XBB قياساً بالسلالات الأخرى. وكانت XBB أحدثت موجة من الإصابات في سنغافورة في أكتوبر 2022، من دون تفش يذكر في بقاع العالم الأخرى. وخلال الشهر نفسه اكتشفت السلطات الصحية في مدينة نيويورك متحورة XBB.1.5.
الصينيون يتذوقون طعم السفر... بلا قيود
فتحت الصين، (السبت)، أبواب السفر الداخلي والخارجي، لتزدحم المطارات ومحطات القطارات بأعداد كبيرة ممن يتوقون للاستمتاع بعطلة السنة الصينية الجديدة، التي ستبدأ رسمياً في 21 يناير الجاري. وهي المرة الأولى التي تحل فيها هذه المناسبة من دون قيود على السفر منذ اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد في 2019. ويعد فتح أبواب السفر أمام الصينيين آخر مظهر من مظاهر ما عرف بإستراتيجية «صفر كوفيد»، التي تمسكت بها السلطات الصينية للقضاء على تفشي الوباء العالمي. وأعلنت وزارة النقل الصينية (الجمعة)، أنها تتوقع أن يصل عدد المسافرين خلال هذه المناسبة إلى ملياري نسمة خلال الـ 40 يوماً القادمة. واعتبر محللون خطوة السفر هذه مهمة جداً لانتعاش الاقتصاد الصيني الذي يصل حجمه إلى 17 تريليون دولار. ومع ذلك فإن عدداً كبيراً من الصينيين قالوا إنهم لن يغادروا منازلهم، خوفاً من أن يؤدي التدافع في القطارات والمطارات إلى إصابتهم بالفايروس. وحذر مراقبون من أن إقبال العمال على السفر من المدن إلى قراهم قد يؤدي إلى تفش كبير لكوفيد-19 في الأرياف، التي تعاني نقصاً في التجهيزات الصحية، خصوصاً افتقارها إلى أسرّة العناية المكثفة، والأسرة المزودة بأجهزة تنفس اصطناعي. وقالت السلطات الصينية، إنها عمدت إلى فتح مزيد مما تسميه «عيادات الحُمّى» في المناطق الريفية، استعداداً لمواجهة أي طوارئ صحية محتملة. وأضافت، أنها وفرت «قناة خضراء» تتيح النقل العاجل للمسنين ذوي الأمراض المزمنة إلى مستشفيات حضرية قادرة على العناية بهم إذا أصيبوا بالفايروس. وفتحت الصين أمس (الأحد) حدودها مع هونغ كونغ. كما طبقت اعتباراً من الأحد إلغاء اشتراط العزل الصحي على القادمين من الخارج. ويأمل الأوروبيون أن يتجه عدد كبير من السياح الصينيين إلى دولهم. ووصفتهم صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس، بأنهم «ذوو جيوب عميقة»، في إشارة إلى قدرتهم العالية على الإنفاق السياحي. وقال صينيون في هونغ كونغ أمس، إنهم وقفوا في طوابير انتظار مدة لا تقل عن ساعة ونصف الساعة لإجراء فحص كورونا المطلوبة نتيجته لدخول معظم الدول الأخرى، باستثناء الصين. وذكرت 4 وزارات صينية في بيانات صحفية أمس أنها وفرت تمويلاً كافياً، بحيث تتحمل الدولة 60% من كلفة علاج كوفيد-19 حتى 31 مارس 2023.
وأعرب عدد من العلماء عن مخاوف من أن يؤدي تفشي هذه المتحورة خلال الشتاء، حيث يتجمع الأصدقاء والأقارب في أماكن مغلقة بحثاً عن الدفء إلى أزمة متفاقمة، خصوصاً بالنسبة إلى من يرفضون الخضوع للجرعة التنشيطية المحدّثة من لقاحات كوفيد-19، الذين يُخشى إن أصيبوا أن تؤدي الإصابة إلى تنويمهم، أو ربما وفاتهم. ويقول مسؤولون صحيون، إن الجرعة التعزيزية المحدّثة من لقاحات كوفيد يمكن أن توفر قدراً لا بأس به من الحماية ضد XBB.1.5 وأي متحورة قد تتحدّر منها. وقال منسق مكافحة الوباء العالمي لدى البيت الأبيض الدكتور أشيش جها، إن عقار باكسلوفيد فعال جداً لمكافحة الإصابة بهذه المتحورة، بيد أن عدداً متزايداً من العلماء والمختصين بمكافحة الأوبئة والأمراض المعدية حذروا من أن مأساة كوفيد لن تتوقف عند XBB.1.5، وأنها لن تكون الفصل الأخير في مأساة الوباء العالمي. وقالوا، إنهم لا يستبعدون أن تنجب XBB.1.5 متحورة قد تكتسب خصائص وراثية تجعلها أكثر قدرة على التفشي السريع. وذكر بعضهم أنهم لا يستبعدون أن تكون XBB.1.5 قد أنجبت بالفعل متحورة قد تكون ناشطة في نقل عدواها إلى الإنسانية. غير أن تخلي كثير من الحكومات عن فك التسلسل الوراثي لعينات الإصابات الجديدة قد لا يتيح كشف وجود المتحورة المفترضة.
وكان العلماء اكتشفوا التطور البيولوجي لمتحورة XBB.1.5، التي تلقب بـ «الوحش البحري الأسطوري» (Kraken)، بعدما لاحظوا خلال السنة الماضية، أن شخصاً قد أصيب بنوعين من سلالة أوميكرون! ولاحظوا أنه كلما قامت المتحورة باستنساخ نفسها داخل خلايا المصاب فإن مادتها الوراثية تتغير تغيراً كبيراً. وهكذا تظهر متحورة «هجين»، تحمل المادة الوراثية لكلتا السلالتين. ولذلك أطلق عليها المهتمون بمراقبة الفايروسات XBB. وأوضحوا أن هذا التمازج يحدث بشكل متكرر لدى فايروسات كورونا الجديدة. ومن الملاحظات التي استرعت انتباه علماء الفايروسات، أن المتحورات التي تنجم عن تمازج المادة الوراثية لسلالتين كانت تتلاشى خلال أسابيع أو أشهر، وتعجز عن منافسة المتحورات الأخرى. بيد أن XBB شيء مختلف تماماً؛ إذ إنها استمدت من إحدى السلالتين اللتين أنجبتاها تحورات جعلتها قادرة على تفادي فعالية الأجسام المضادة المتأتية من التطعيم بلقاحات كوفيد، ومن المناعة الناجمة عن التعافي من إصابة سابقة. وتكتسب من السلالة الأخرى تحورات وراثية تزيد قدرتها على استغفال جهاز المناعة. وقال عالم الفايروسات بجامعة إمبريال في لندن البروفيسور توماس بيكوك، إن XBB التقطت من السلالتين اللتين أنجبتاها أكبر عدد ممكن من التحورات الوراثية.
ويشير علماء آخرون إلى أن XBB دفعت أيضاً ثمناً باهظاً لقدرتها على تفادي جهاز المناعة؛ إذ إن التحورات الوراثية تسمح لها بتفادي الأجسام المضادة من خلال قيامها بتغيير شكل البروتين على سطحها، الذي يبدو شبيهاً بالمسامير. لكن تلك التحورات تجعل من الصعب على ذلك البروتين أن يلتصق التصاقاً قوياً بالخلية الإنسانية، وهي أولى الخطوات في عملية الإصابة. ويعتقد هؤلاء العلماء، أن تلك القدرة الضعيفة على الالتصاق بالخلايا قللت قدرة XBB قياساً بالسلالات الأخرى. وكانت XBB أحدثت موجة من الإصابات في سنغافورة في أكتوبر 2022، من دون تفش يذكر في بقاع العالم الأخرى. وخلال الشهر نفسه اكتشفت السلطات الصحية في مدينة نيويورك متحورة XBB.1.5.
الصينيون يتذوقون طعم السفر... بلا قيود
فتحت الصين، (السبت)، أبواب السفر الداخلي والخارجي، لتزدحم المطارات ومحطات القطارات بأعداد كبيرة ممن يتوقون للاستمتاع بعطلة السنة الصينية الجديدة، التي ستبدأ رسمياً في 21 يناير الجاري. وهي المرة الأولى التي تحل فيها هذه المناسبة من دون قيود على السفر منذ اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد في 2019. ويعد فتح أبواب السفر أمام الصينيين آخر مظهر من مظاهر ما عرف بإستراتيجية «صفر كوفيد»، التي تمسكت بها السلطات الصينية للقضاء على تفشي الوباء العالمي. وأعلنت وزارة النقل الصينية (الجمعة)، أنها تتوقع أن يصل عدد المسافرين خلال هذه المناسبة إلى ملياري نسمة خلال الـ 40 يوماً القادمة. واعتبر محللون خطوة السفر هذه مهمة جداً لانتعاش الاقتصاد الصيني الذي يصل حجمه إلى 17 تريليون دولار. ومع ذلك فإن عدداً كبيراً من الصينيين قالوا إنهم لن يغادروا منازلهم، خوفاً من أن يؤدي التدافع في القطارات والمطارات إلى إصابتهم بالفايروس. وحذر مراقبون من أن إقبال العمال على السفر من المدن إلى قراهم قد يؤدي إلى تفش كبير لكوفيد-19 في الأرياف، التي تعاني نقصاً في التجهيزات الصحية، خصوصاً افتقارها إلى أسرّة العناية المكثفة، والأسرة المزودة بأجهزة تنفس اصطناعي. وقالت السلطات الصينية، إنها عمدت إلى فتح مزيد مما تسميه «عيادات الحُمّى» في المناطق الريفية، استعداداً لمواجهة أي طوارئ صحية محتملة. وأضافت، أنها وفرت «قناة خضراء» تتيح النقل العاجل للمسنين ذوي الأمراض المزمنة إلى مستشفيات حضرية قادرة على العناية بهم إذا أصيبوا بالفايروس. وفتحت الصين أمس (الأحد) حدودها مع هونغ كونغ. كما طبقت اعتباراً من الأحد إلغاء اشتراط العزل الصحي على القادمين من الخارج. ويأمل الأوروبيون أن يتجه عدد كبير من السياح الصينيين إلى دولهم. ووصفتهم صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أمس، بأنهم «ذوو جيوب عميقة»، في إشارة إلى قدرتهم العالية على الإنفاق السياحي. وقال صينيون في هونغ كونغ أمس، إنهم وقفوا في طوابير انتظار مدة لا تقل عن ساعة ونصف الساعة لإجراء فحص كورونا المطلوبة نتيجته لدخول معظم الدول الأخرى، باستثناء الصين. وذكرت 4 وزارات صينية في بيانات صحفية أمس أنها وفرت تمويلاً كافياً، بحيث تتحمل الدولة 60% من كلفة علاج كوفيد-19 حتى 31 مارس 2023.