ليست الصين وحدها سبباً للقلق من المسار الذي قد يتجه إليه الوباء العالمي، على رغم أن أزمتها الصحية مبرر وجيه لذلك القلق. ويبدو أن نحواً من عشر متحورات وراثية من فايروس كورونا الجديد تثير خوفاً متنامياً من عودة الوباء لترويع العالم. ولذلك ستعقد خلال الأسبوع الحالي محادثات بين دول عدة، أبرزها الولايات المتحدة وأستراليا للاتفاق على آلية عالمية موحدة لمراقبة الصرف الصحي على الطائرات القادمة من الصين؛ فيما قررت دول الاتحاد الأوروبي وضع إرشادات بشأن الغرض نفسه، بعدما خلصت دراسات مكثفة إلى أن تحليل مياه الصرف الصحي على الطائرات وفي المطارات هي أفضل وسيلة لاكتشاف أية سلالة فايروسية أو متحورة جديدة. ويعتقد العلماء أن تحليل الصرف الصحي على الطائرات أنجع وسيلة لمراقبة تحورات فايروس كورونا الجديد، خصوصاً بعدما قالت منظمة الصحة العالمية، إن عمليات فحص كورونا انخفضت في أرجاء العالم بنسبة 90%. وذكرت المنظمة، أن مراقبة الصرف الصحي على متن الطائرات وفي المطارات لن تساعد فحسب في كشف تحورات كوفيد-19؛ بل ستتيح اكتشاف عدد من الأمراض الجديدة.
وبعدما أعلنت الصين أمس الأول أنها رزئت بنحو 60 ألف وفاة بمرض كوفيد-19 منذ مطلع ديسمبر 2022؛ ناشدت منظمة الصحة العالمية بكين إتاحة مزيد من البيانات في شأن موجة الإصابات التي تجتاحها حالياً. وأعلنت بكين (السبت)، أن 5503 أشخاص توفوا بالفشل التنفسي الناجم عن الإصابة بالفايروس، علاوة على 54435 شخصاً توفوا بكوفيد إلى جانب إصابتهم بالسرطان، ومرض القلب، وأمراض أخرى خلال الفترة من 8 ديسمبر 2022 إلى 12 يناير 2023. وذكرت الصين، أن تلك الوفيات كلها قيدت في المستشفيات. ويعني ذلك أن من المحتمل أن كثيرين توفوا بالفايروس في منازلهم. وتمسكت الصين بأن الموجة الوبائية الحالية بلغت ذروتها، وبدأت تنحسر بنسبة تصل إلى 83%، قياساً بما كانت عليه الحالات الجديدة في 23 ديسمبر 2022. وكان خبير صيني في مكافحة الأمراض المُعدية قال (الجمعة)، إن الذروة ستستمر في الصين من شهرين إلى ثلاثة، وستضرب المناطق الريفية بوجه خاص ضرباً موجعاً. وعزا ذلك إلى إقبال مئات ملايين الصينيين على العودة إلى قراهم وبلداتهم خلال عطلة رأس السنة الصينية، الذي سيحل في 21 يناير الجاري. وأعلنت الصين أنه بات متاحاً لكل صيني اعتباراً من الجمعة الحصول على أقراص مولنوفيرابير، التي أنتجتها شركة ميرك الدوائية الأمريكية لعلاج كوفيد-19.
وواصل فايروس كوفيد-19 تفشيه في العالم أمس بما يقارب نصف مليون إصابة جديدة يومياً (413256 إصابة جديدة السبت، بحسب مرصد «نيويورك تايمز» لبيانات الوباء العالمي). وقيدت دول العالم السبت 2409 وفيات إضافية، تمثل ارتفاعاً بنسبة 41% عن عدد الوفيات المعلن قبل 14 يوماً. وتقول الولايات المتحدة، إن عدد حالاتها الجديدة ماض في التزايد خلال الشهرين الماضيين. وعزت ذلك إلى تفشي ما لا يقل عن عشر متحورات يبدو أنها أشد قدرة على تفادي فعالية اللقاحات والمناعة الناجمة عن التعافي من الإصابة. وتتصدر السلالات المتحورة متحورة XBB.1.5، التي لقبت بالأخطبوط الأسطوري. وتنحدر هذه المتحورة من اثنتين من سلالة BA.2، اللتين أنجبتا متحورة XBB، التي أطلق عليها «الكابوس»، بعدما روّعت سنغافورة خلال الخريف الماضي. وتحدرت منها XBB.1.5، التي يخشى أن تتسبب بموجة عارمة من العدوى، خصوصاً لقدرتها الاستثنائية ليس على تفادي فعالية اللقاحات وحدها، بل لقدرتها الاستثنائية على الإطباق على خلايا الجسم الذي تقوم بغزوه. وأشارت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إلى أن XBB.1.5 أضحت تمثل 41% من جملة الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة، مكتسحة سلالات BA.5، وBF.7، وBQ.1، وBQ.1.1، وبقية المتحورات التي تجتاح أمريكا. وأشارت المراكز المذكورة إلى أن XBB.1.5 أشد قبضة في ولايات شمال شرق الولايات المتحدة، حيث تمثل نحو 75% من الإصابات الجديدة. ويقول أستاذ مكافحة الأمراض المُعدية بكلية يال للصحة العامة الدكتور ألبرت كو، إن الفايروسات تظل في بحث دائم عن كيفية تزويد نفسها بقدرات تجعلها قادرة على تحدي مناعة الفرد. وأضاف، أن هذه المتحورة تمتلك خاصيتين في آن واحد؛ إذ تستطيع تفادي فعالية اللقاح وجهاز المناعة، ولديها قدرة أكبر على الالتصاق بالخلايا التي تنفذ إليها. ويعني ذلك أنها قادرة على إصابة أي شخص بالغ حتى لو كان حاصلاً على لقاحات كوفيد-19، أو أنه أصيب بمتحورة أخرى من متحورات الفايروس. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن استشاري مكافحة الأمراض المعدية الباحث في علم المناعة في جامعة كاليفورنيا الدكتور أوتو يانغ قوله، إن أجزاء أخرى من جهاز المناعة لا تزال قادرة على الدفاع عن الجسم، حتى إذا كانت المتحورة قادرة على منع الأجسام المضادة من وقف الإصابة. وأضاف أن خلايا الذاكرة في نظام المناعة، التي تعرف بـ T cells، تستطيع التعرف إلى البروتين الشبيه بالمسامير على سطح الفايروس. ولأنها مدربة مسبقاً بفعل اللقاح على معرفته، فهي تستطيع أن تشن هجوماً مضاداً إذا أصيب الشخص بالفايروس.
أعلنت شركة داييتشي سانكيو الدوائية اليابانية أنها تقدمت بطلب للرقابة الصحية اليابانية لفسح لقاح ابتكرته ضد كوفيد-19، يقوم على تكنولوجيا مرسال الحمض الريبوزي. وقالت الشركة إن لقاحها المسمى DS-5670 مرشح لأن يستخدم باعتباره جرعة تنشيطية. وأشارت إلى أن تجربتها السريرية التي شارك فيها 5 آلاف متطوع أكدت أن لقاحها أسفر عن توليد عدد من الأجسام المضادة أكبر مما لدى من خضعوا للقاحات مرسال الحمض الريبوزي الأخرى. وأعلنت الشركة اليابانية أنها ستمضي قدماً في خطط وضعتها لتحديث لقاحها بحيث يكون قادراً على استهداف سلالة أوميكرون ومتحوراتها. وتعتمد اليابان في مكافحتها للوباء العالمي على لقاحي فايزر-بيونتك وموديرنا.
كوفيد يعيد جونسون لدائرة الضوء
فيما يعتقد عدد من نواب حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، أن رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون هو الأقدر على استقطاب الناخبين، لإعادة الحزب إلى حظوظه السابقة، وسط تكهنات بأنه يدبّر أموره لتلك العودة؛ يبدو أن عليه أن يحني ظهره لعاصفة جديدة قد تعيقه عن تحقيق طموحاته. فقد أعلن عدد من الشبكات التلفزيونية البريطانية أمس، أنها تنوي بث الشهادة التي سيدلي بها جونسون للجنة امتيازات النواب المنبثقة عن مجلس العموم (البرلمان) البريطاني، التي ستدرس ما إذا كان جونسون قد قام بتضليل مجلس العموم في شأن الحفلات التي أقامها في منزله في أتون الإغلاق وما رافقه من أنظمة قانونية هدفت لمكافحة فايروس كورونا الجديد. وأشارت صحيفة «الأبوزيرفر» أمس (الأحد) إلى أنه يتوقع أن جونسون سيمثل أمام اللجنة الشهر القادم، التي ستنقل وقائع تحقيقها قناة بي بي سي المخصصة لوقائع البرلمان. وأشارت إلى أن شبكة سكاي البريطانية اتخذت قراراً بعرض شهادة جونسون بالكامل. وكان جونسون ظهر خلال الفترة الأخيرة من خلال عدد من الخطب العمومية، بهدف تعزيز صلته بمؤيديه، وللحصول على مزيد من الأموال، قبل أن يشرع في تنفيذ خطة العودة للسياسة. وسجل جونسون الأسبوع الماضي حصول مكتبه على تبرع بمليون جنيه من رجل الأعمال البريطاني كريستوفر هاربورن المقيم في تايلند. ويواجه جونسون اتهامات بانتهاك القوانين التي سنتها حكومته لتنفيذ تدابير الإغلاق، وفرض قيود وبائية لدرء تفشي الوباء العالمي في بريطانيا. ومهما كان شأن التحقيق البرلماني معه؛ فإن نتيجته ستكون في مصلحة حزب العمال المعارض.
وبعدما أعلنت الصين أمس الأول أنها رزئت بنحو 60 ألف وفاة بمرض كوفيد-19 منذ مطلع ديسمبر 2022؛ ناشدت منظمة الصحة العالمية بكين إتاحة مزيد من البيانات في شأن موجة الإصابات التي تجتاحها حالياً. وأعلنت بكين (السبت)، أن 5503 أشخاص توفوا بالفشل التنفسي الناجم عن الإصابة بالفايروس، علاوة على 54435 شخصاً توفوا بكوفيد إلى جانب إصابتهم بالسرطان، ومرض القلب، وأمراض أخرى خلال الفترة من 8 ديسمبر 2022 إلى 12 يناير 2023. وذكرت الصين، أن تلك الوفيات كلها قيدت في المستشفيات. ويعني ذلك أن من المحتمل أن كثيرين توفوا بالفايروس في منازلهم. وتمسكت الصين بأن الموجة الوبائية الحالية بلغت ذروتها، وبدأت تنحسر بنسبة تصل إلى 83%، قياساً بما كانت عليه الحالات الجديدة في 23 ديسمبر 2022. وكان خبير صيني في مكافحة الأمراض المُعدية قال (الجمعة)، إن الذروة ستستمر في الصين من شهرين إلى ثلاثة، وستضرب المناطق الريفية بوجه خاص ضرباً موجعاً. وعزا ذلك إلى إقبال مئات ملايين الصينيين على العودة إلى قراهم وبلداتهم خلال عطلة رأس السنة الصينية، الذي سيحل في 21 يناير الجاري. وأعلنت الصين أنه بات متاحاً لكل صيني اعتباراً من الجمعة الحصول على أقراص مولنوفيرابير، التي أنتجتها شركة ميرك الدوائية الأمريكية لعلاج كوفيد-19.
وواصل فايروس كوفيد-19 تفشيه في العالم أمس بما يقارب نصف مليون إصابة جديدة يومياً (413256 إصابة جديدة السبت، بحسب مرصد «نيويورك تايمز» لبيانات الوباء العالمي). وقيدت دول العالم السبت 2409 وفيات إضافية، تمثل ارتفاعاً بنسبة 41% عن عدد الوفيات المعلن قبل 14 يوماً. وتقول الولايات المتحدة، إن عدد حالاتها الجديدة ماض في التزايد خلال الشهرين الماضيين. وعزت ذلك إلى تفشي ما لا يقل عن عشر متحورات يبدو أنها أشد قدرة على تفادي فعالية اللقاحات والمناعة الناجمة عن التعافي من الإصابة. وتتصدر السلالات المتحورة متحورة XBB.1.5، التي لقبت بالأخطبوط الأسطوري. وتنحدر هذه المتحورة من اثنتين من سلالة BA.2، اللتين أنجبتا متحورة XBB، التي أطلق عليها «الكابوس»، بعدما روّعت سنغافورة خلال الخريف الماضي. وتحدرت منها XBB.1.5، التي يخشى أن تتسبب بموجة عارمة من العدوى، خصوصاً لقدرتها الاستثنائية ليس على تفادي فعالية اللقاحات وحدها، بل لقدرتها الاستثنائية على الإطباق على خلايا الجسم الذي تقوم بغزوه. وأشارت المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها إلى أن XBB.1.5 أضحت تمثل 41% من جملة الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة، مكتسحة سلالات BA.5، وBF.7، وBQ.1، وBQ.1.1، وبقية المتحورات التي تجتاح أمريكا. وأشارت المراكز المذكورة إلى أن XBB.1.5 أشد قبضة في ولايات شمال شرق الولايات المتحدة، حيث تمثل نحو 75% من الإصابات الجديدة. ويقول أستاذ مكافحة الأمراض المُعدية بكلية يال للصحة العامة الدكتور ألبرت كو، إن الفايروسات تظل في بحث دائم عن كيفية تزويد نفسها بقدرات تجعلها قادرة على تحدي مناعة الفرد. وأضاف، أن هذه المتحورة تمتلك خاصيتين في آن واحد؛ إذ تستطيع تفادي فعالية اللقاح وجهاز المناعة، ولديها قدرة أكبر على الالتصاق بالخلايا التي تنفذ إليها. ويعني ذلك أنها قادرة على إصابة أي شخص بالغ حتى لو كان حاصلاً على لقاحات كوفيد-19، أو أنه أصيب بمتحورة أخرى من متحورات الفايروس. ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس عن استشاري مكافحة الأمراض المعدية الباحث في علم المناعة في جامعة كاليفورنيا الدكتور أوتو يانغ قوله، إن أجزاء أخرى من جهاز المناعة لا تزال قادرة على الدفاع عن الجسم، حتى إذا كانت المتحورة قادرة على منع الأجسام المضادة من وقف الإصابة. وأضاف أن خلايا الذاكرة في نظام المناعة، التي تعرف بـ T cells، تستطيع التعرف إلى البروتين الشبيه بالمسامير على سطح الفايروس. ولأنها مدربة مسبقاً بفعل اللقاح على معرفته، فهي تستطيع أن تشن هجوماً مضاداً إذا أصيب الشخص بالفايروس.
أعلنت شركة داييتشي سانكيو الدوائية اليابانية أنها تقدمت بطلب للرقابة الصحية اليابانية لفسح لقاح ابتكرته ضد كوفيد-19، يقوم على تكنولوجيا مرسال الحمض الريبوزي. وقالت الشركة إن لقاحها المسمى DS-5670 مرشح لأن يستخدم باعتباره جرعة تنشيطية. وأشارت إلى أن تجربتها السريرية التي شارك فيها 5 آلاف متطوع أكدت أن لقاحها أسفر عن توليد عدد من الأجسام المضادة أكبر مما لدى من خضعوا للقاحات مرسال الحمض الريبوزي الأخرى. وأعلنت الشركة اليابانية أنها ستمضي قدماً في خطط وضعتها لتحديث لقاحها بحيث يكون قادراً على استهداف سلالة أوميكرون ومتحوراتها. وتعتمد اليابان في مكافحتها للوباء العالمي على لقاحي فايزر-بيونتك وموديرنا.
كوفيد يعيد جونسون لدائرة الضوء
فيما يعتقد عدد من نواب حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، أن رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون هو الأقدر على استقطاب الناخبين، لإعادة الحزب إلى حظوظه السابقة، وسط تكهنات بأنه يدبّر أموره لتلك العودة؛ يبدو أن عليه أن يحني ظهره لعاصفة جديدة قد تعيقه عن تحقيق طموحاته. فقد أعلن عدد من الشبكات التلفزيونية البريطانية أمس، أنها تنوي بث الشهادة التي سيدلي بها جونسون للجنة امتيازات النواب المنبثقة عن مجلس العموم (البرلمان) البريطاني، التي ستدرس ما إذا كان جونسون قد قام بتضليل مجلس العموم في شأن الحفلات التي أقامها في منزله في أتون الإغلاق وما رافقه من أنظمة قانونية هدفت لمكافحة فايروس كورونا الجديد. وأشارت صحيفة «الأبوزيرفر» أمس (الأحد) إلى أنه يتوقع أن جونسون سيمثل أمام اللجنة الشهر القادم، التي ستنقل وقائع تحقيقها قناة بي بي سي المخصصة لوقائع البرلمان. وأشارت إلى أن شبكة سكاي البريطانية اتخذت قراراً بعرض شهادة جونسون بالكامل. وكان جونسون ظهر خلال الفترة الأخيرة من خلال عدد من الخطب العمومية، بهدف تعزيز صلته بمؤيديه، وللحصول على مزيد من الأموال، قبل أن يشرع في تنفيذ خطة العودة للسياسة. وسجل جونسون الأسبوع الماضي حصول مكتبه على تبرع بمليون جنيه من رجل الأعمال البريطاني كريستوفر هاربورن المقيم في تايلند. ويواجه جونسون اتهامات بانتهاك القوانين التي سنتها حكومته لتنفيذ تدابير الإغلاق، وفرض قيود وبائية لدرء تفشي الوباء العالمي في بريطانيا. ومهما كان شأن التحقيق البرلماني معه؛ فإن نتيجته ستكون في مصلحة حزب العمال المعارض.